مزارعون يترددون بتجهيز أراضيهم للانتكاسات المالية المتلاحقة

الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024

مزارعون يترددون بتجهيز أراضيهم للانتكاسات المالية المتلاحقة

26-07-2016 12:05 AM
كل الاردن -
مع اقتراب موعد بدء الموسم الزراعي في وادي الاردن والتحضير له عادة والذي يبدأ خلال هذه الفترة ما زال غالبية المزارعين غائبون عن اراضيهم والتجهيزات الخاصة للموسم.

وخلال المواسم السابقة وخاصة الموسم الماضي تعرض المزارعون لانتكاسات مادية كبيرة أدت الى تعرضهم لخسائر مالية عالية نتيجة توقف التصدير الى الاسواق العربية والاوروبية، وذلك لتوقف التصدير الى السوق السورية اثر الحرب الدائرة فيها اضافة الى توقف التدصير الى الاسواق الاوروبية حيث تعتبر سورية بوابة التصدير الى اوروبا اضافة الى اغلاق الحدود العراقية اثر الاحداث التي تجري في العراق منذ ما يقارب السنتين.

وطالب المزارعون خلال الموسم السابق بتعويضهم عن الخسائر المالية التي لحقت بهم اثر الاحداث الدائرة في الاقليم وتأمين وصول منتجهم الزراعي الى الاسواق الاوروبية وفتح اسواق تصديرية جديدة، ليتسنى لهم مواصلة الزراعة في المواسم القادمة والتخفيف من الخسائر التي لحقت بهم والتي اصبحوا بفعلها غير قادرين على مواصلة الزراعة ودفع المستحقات المالية المترتبة عليهم للشركات الزراعية وغيرها من الجهات الدائنة لهم.

ويقول المزارع جمال المصالحة وامين سر اتحاد مزارعين وادي الاردن، ان المزارعين حاليا لا يقومون بتجهيز اراضيهم للموسم القادم وذلك للظروف المالية الصعبة التي يعانون منها اثر تلقيهم خسائر مالية كبيرة في المواسم الماضية وعلى مدار عدة سنوات والتي اصبحوا معها غير قادرين على مواصة الزراعة والاستمرار بمسلسل الخسائر المتلاحقة، مبينا ان غالبية المزارعين في وادي الاردن والذين يصل عددهم الى ما يزيد عن 13 الف مزارع اصبحوا مهددين سواء من البطالة بين صفوفهم او الى القضاء لعدم قدرتهم على تسديد المبالغ المالية للجهات الدائنة لهم

وتوقع المصالحة ان يكون الموسم القادم من أسوأ المواسم الزراعية لعدم قدرة المزارعين على مواصلة الزراعة حيث سيشهد نتيجة لذلك ارتفاع غير مسبوق للاسعار.

وبين ان وقف استقدام العمالة الوافدة والذي اقدمت عليه وزارة العمل سيعمل على رفع اجرة العامل لدرجة عالية والذي سيعمل على زيادة الكلف الزراعية.

واشار الى ان الحكومات المتعاقبة اهملت القطاع الزراعي الامر الذي اوصل الزراعة الى هذا الامر.

من جانبه قال رئيس جمعية الاتحاد لمصدري المنتوجات الزراعية سليمان الحياري ان توقف التصدير في المواسم السابقة والموسم الماضي خاصة أضر بدرجة كبيرة في القطاع الزراعي والمتعاملين معه اضافة الى الاضرار بالاقتصاد الوطني حيث فقدنا المنافسة في الاسواق الخارجية، مبينا ان انخفاض المساحات المزروعة في اراضي الشفا ادى في الايام الماضية الى ارتفاع غير مسبوق في عدة اصناف من الخضار في الاسواق المحلية وفقدان المنافسة في الاسواق الخارجية واذا استمر الوضع كما هو عليه سابقا فان الموسم القادم سيشهد الارتفاع غير المسبوق في الاسعار لانعدام الزراعة في الاغوار وذلك لعدم قدرة المزارع الاردني على الزراعة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.

وطالب الحياري الحكومة بوضع سياسة تسويقية ثابتة وحقيقية بدل السياسات التي كانت سائدة في السنوات السابقة وضرورة تعويض القطاع الزراعي والمتعاملين معه عن الخسائر التي لحقت بهم اثر توقف التصدير للدول العربية المجاورة والاسواق الاوروبية بسبب الحرب الدائرة في الاقليم والتي على اثرها ادت الى انهيار القطاع الزراعي وعدم قدرة المزارعين على الزراعة للموسم القادم.

وأكد ان المزارعين حاليا يتباطؤون في عمليات التحضير للزراعة بسبب عدم القدرة المالية لهم على مواصلة الزراعة وعدم وجود اية جهة داعمة لهم.

وبين المزارع راكان اليماني ان اوضاع المزارعين اصبحت مأساوية وخاصة في السنوات الاخيرة لتوقف التصدير وحدوث الاختناقات التسويقية وان المزارعين اصبحوا عاجزين عن مواصلة الزراعة مطالبا بدعم المزارعين وتوفير اسواق تصديرية. الى ذلك قال مدير سوق العارضة م. احمد الختالين، ان الموسم القادم يشكل هاجسا للمزارعين لتراكم الديون عليهم من المواسم السابقة والتي اصبحوا غير قادرين على الزراعة وان عدد كبير من المزارعين غير قادرين على الزراعة وانهم مدينون للشركات الزراعية والوسطاء ولتراكم الديون اصبح الوسطاء غير قادرين على امداد المزارعين بالسيولة النقدية للاستمرار في الزراعة مبينا ان عددا كبيرا من المزارعين قاموا ببيع بيوتهم البلاستيكية لسداد جزء من ديونهم. واضاف انه في الاونة الاخيرة ان سوق العارضة اصبح غير قادر على دفع رواتب الموظفين ومصاريف السوق وذلك لانخفاض الكميات الانتاجية الواردة الى السوق لدرجة كبيرة وذلك لانخفاض المساحات المزروعة بفعل الاحداث الجارية في المنطقة واغلاق الاسواق التصديرية

وقال مدير زراعة وادي الاردن م. عبدالكريم الشهاب ان القطاع الزراعي منذ خمس سنوات وهو يعاني من الاختناقات التسويقية ولا يوجد بارقة امل في حل مشكلة التسويق وذلك لاستمرار الاحداث التي تجري في المحيط القريب واغلاق الطرق التصديرية امام المزارع الارني وبتالي تعرضه لخسائر مالية عالية اصبح غير قادر على مواصلة الزراعة.

واضاف ان المزارع الاردني لابديل له عن الزراعة وضرورة الاستمرار ولكن بتخفيف المساحات المزروعة والتركيز على اصناف يسهل تسويقها، مبينا ان التحضير للموسم الحالي مازال خفيفا وان امام المزارعين فرصة للتجهيز في الفترة المقبلة، مبينا ان الوقت ما زال لديهم لمواصلة مسيرتهم الزراعية .

من جانبه قال الناطق الاعلامي لوزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين، ان الوزارة وبالتعاون مع كافة الجهات المعنية تعمل جاهدة على توفير اسواق تصديرية نتيجة للاغلاقات التي حدثت بسبب الاحداث الجارية في المنطقة امام المنتج الزراعي الاردني .

واوضح ان الوزارة شغلها الشاغل هو توفير كل الدعم للمزارع الاردني وهي تشعر بما يعاني منه وتبذل اقصى الجهود للتخفيف عليه،مبينا انه حاليا يوجد تصدير الى السوق الخليجي من منطقة المفرق في الشفا».