أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


كلاّس: الأردن مستقر وآمن بفضل حكمة قيادته

02-10-2016 12:34 AM
كل الاردن -
اعتبر عميد كلية الإعلام السابق في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج كلاّس، أن الأردن من الدول المستقرة، والآمنة، بفضل حكمة قيادته، التي تُعاين الملفات السياسية على الصّعيدين الداخلي والخارجي بتوازنات تتواءم مع مصلحة الدولة؛ وكيف تتعاطى مع الأزمات برؤى ثاقبة، زادت من مكانة الأردن، فتشكلت العلاقة العضوية بين الملك والشعب، على أساس المواطنة الصالحة، وقبول الآخر، ونبذ العنف والتطرف، ومحاربة خطاب الكراهية.

وقال كلاّس إن أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات الإنفتاحية، مثل(لبنان – الأردن – مصر–سوريا) هي حرية المعتقد والممارسة الشعائرية، هي حماية التعددية، وتحصين التنوع، وتعزيز المواطنة، والإلتزام القومي، وتأهيل الشباب وعدم تغريبهم، بالإضافة إلى تعزيز الخطاب الإنساني.

وأضاف: لا نزال نُطلق ُعلى المجتمعات المتنوعة؛ كلمة: مجتمع تعدّدي، وهذا غير ملائم، ولذلك فإننا نطالب بإبدال (التعدّدية) وما تحمله من تشظّيات دائمة، ب (التكامليّة) حيث كل عناصر المجتمع تتكامل، لتكوّن التربية الوطنية المتماسكة الأجزاء، ولكل عُنصرٍ دورُه في الكيان. وأشار إلى أن المجتمعات التكاملّية التي تُحترمُ فيها مراتبُ الأكثرية والأقلية، لا يكون تغليبُ مُكوّنٍ على آخر، بل احترامٌ لتعدديته ودوره، وهنا يبرز دور السلطة المدنية (الدولة) في إقامة العدالة المدنية، وحماية المُكوّنات، وتعزيز الشعور بالمواطنة، وتأكيد الحق بالمواطنة.

ويرى كلاّس أن للسلطة الدينية (المرجعية الدينية للأكثرية) مسؤوليتها في طمأنة الأقليات، توجيهاً وتربيةً، وفعلاً، وردّم الهوّات، وبناء الجسور، ومدّ اليد، وعدم ترك الأقليات تعيش وهمَ أنّهم مواطنون مُؤقتّون.

ويشير إلى إن الأقليات الدينية والعرقية، في المجتمعات المدنية، قاست وعانت، من موجات العنف، وخاصّة التي ضربت العراق وسوريا.. قد يكون أنهم دفعوا ضريبة مواطنتهم، وعروبتهم، فكيف السبيل لكي نحمي شبابنا، ونحصنهم لنبقيهم هنا في أوطانهم.

يعتقد الدكتور كلاّس أن احتفاليات الحوار بين الحضارات، والثقافات والأديان والمعتقدات، هي (احتفاليات بروتوكولية) ، فالعيش المشترك هو عيش شعبي طبيعي، بعيداً عن التسلّط، فالحوار المبني على الحياة، يجب أن يقوم على العيش المشترك بسلام، خارج أي خوف.

وفي معرض حديثه عن التربويات الدينية السّلامية التي تستهدف الشباب، أكد أنها تطرح مفاهيم، تحترم الإنسان، وتجذب فكره الإيماني الواعي والنقدي.

ويرى كلاّس أن المأمول في المجتمعات ذات التنوّع، حيث للدين مقامٌ أول في سُلّم القيم، هو أن يكون رجل الدّين خادمٌ له وراعٍ لشؤون أتباع الدين، فهو الرجل الذي يحمل بعداً إيمانياً، وهذا بالضرورة يجب أن ينعكس في سلوكياته، ومهابته، ضمن قيمُ وطنية وتعاليم روحانية إنسانية.

وحول الكيفية في إعادة صياغة خطاب الكراهية، أكد أن مسؤولية الخطاب الديني في مجتمعٍ متنوع، بعيداً عن دينيّة الخطبة الإسلامية، والعِظةُ المسيحية، يجب أن نتناول الخطاب الديني، كرزمةِ لفظّيات وتعابير محكومة بظروفها وجغرافيتها ومصدرها، أفراداً أو جماعات،؛ لا بد من التفريق هنا بين خطاب المرجعية الدينية وأي خطاب يستخدم المنابر ويستثمر الألفاظ والمنسوبات الكلاميّة في غير موقعها، وبعيداَ عن سلامة المقصد الرّوحي.

ويعتبر كلاّس أن المشكلة مع بعض أنماط الخطاب الديني، هي أنّها تجنَحُ في بعض الوقت، لأن تعتبر نفسها (مصونة ومحصّنة) ومُطلقة، وحرّة من أي قيدٍ، وخارج أيّ نقد. وثمة وجه آخر للمشكلة بحسب كلاّس هو غيابُ المرجعية الدينية، التي واجبها حماية التعاليم، وإبعادُها عن التناولات التسييسيّة، وتنقيتها من الإسقاطات والتفسيرات الخاصّة، وواجبها الألزم أن تُمسك بقرار الخطاب الديني، وتصون قدسيته، وتمنع استثماره، وتحرص على سلامة النصّ، وصدقيته، وعدم إجتزائه، وتشويهه، وإبعاده عن روحانيات مقاصده، وجعله أداة تخويف. وحول مستقبل الشباب في ظل الخطاب الديني بشكله الحالي، أمام التحديات والأحداث التي تعيشها منطقتنا، قال: إن الشباب باتوا يخافون الخطاب الديني في هذا الظرف، فهو (مقتلةُ السّلام).. أرى الشباب بلا غدٍ، فبناء الغد هو مسؤولية كلّية « الدولة، المجتمع، السلطة، العائلة، المدرسة، المؤسسة الدينية». وعن علاقة الإعلام بتوجيه المجتمع والشباب، يرى كلاّ، إن قضية الشباب، والخطاب الديني، تطرح قضية الفوضى الإعلامية، فضائياً، أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي؛ فمسؤولية مالك الوسيلة الإعلامية، أكبر من مسؤولية الإعلامي أو الذي يطُلّ من خلال الوسيلة، وهنا لا بد من التأكيد على التوجيه، والرّقابة، والمرجعية على الخطاب الديني. ويُنبّه كلاّس إلى أن مسؤولية الدولة والمرجعية الدينية، في التربية على السلام والإنفتاح، في مجتمع متنوع، فهي أصل الإستقرار المجتمعي، فالمجتمعات المتنوعة، دينياً وعرقياً، هي مجتمعات نوعيّة، تكثر فيها التحديات، بنجاحاتها وإخفاقاتها وتطلعاتها، مجتمعات تفاعليّة تتنافر وتتلاقى، لكنّها إكثر نجاحاً وفِعلاً وعطاءً. وقال: إزاء الأخطار التي تنتج عن إساءة الإعلام لإيصال الخطاب الديني المتشنج، تطرح بقوة (حماية المستهلك الإعلامي الديني) على قاعدة توفير الحماية الوقائية، التي تحول دون تفاقم الأضرار والمخاطر، التي تنتج عن التعمية الإعلامية والتضليل والسيطرة على أذهان البعض. وتابع «لا بد من تحديد واضح لدور ومسؤولية (المرجعية الروحية) و (المرجعية الدينية) و (المرجعية الإعلامية) في عملية مراقبة مضمون الكلام، وموافقته لروحية التعاليم، بعيداً عن الإستغلال والتوظيف».

ويرى كلاّس؛ أن بناء إعلام السلام، يجب أن يرافقه وضع (شرعة إعلامية، يتحدد فيها المرغوب به من مواصفات مطلوبة عند صاحب الخطاب والوسيلة الإعلامية.

وحول سوريا وما يجري فيها من إقتتال دموي وأرهاب، قال كلاّس «ان ما يحدث في سوريا من دموياتٍ تدميرية قاتلة، يطرح إشكاليّةً قوميّة عربيّة على مستوى وِحْدة القضية ووحدة الهدف والرؤية، ويُظْهرُ بوضوح أنَّ العربَ بأكثرهم، يختبئون من عروبتهم، وينحرونها، مرّةً بالصدرِ ومرّةً بالظهر..!».

(الراي)
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012