أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024


عميد رؤساء الحكومات الأردنية " طيّب الله ثراه "

بقلم : الدكتور سماره سعود العظامات
18-11-2016 09:32 AM
قبل عامين في 18/11/2014 انتقل إلى الرفيق الأعلى دولة أحمد اللوزي ـ طيّب الله ثراه ـ بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجاز ، إذ أمضى جلّ عمره في خدمة وطنه وأمته ومليكه، فكل موقع خدم فيه كان مثال المواطنة الصادقة الصالحة، ومثال الإخلاص في العمل، ولديه ـ رحمه الله ـ منهجية وطنية صادقة ثابتة الخطى، ورؤية سياسية أسهمت في نهضة الأردن، عشق عمله، وعاش في بحر السياسة والعلم ردحًا من الزمن ،فسمة التواضع أصيلة فيه ،تحمّل ما أوكل إليه من مسؤوليات جسام، وكان بارعًا في كل مجال عمل به، عاش عزيزًا كريمًا ومات عزيزًا مكرّمًا.
ومن أفكاره التي كنت أصغي إليها جيدًا : ' الحياة تتقدم بمراحل' ، والإصلاح السياسي لا يأتي بيوم وليلة ، أو بين عشية أو ضحاها، ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، وهذا منطق الحياة، فالإصلاح السياسي تدريجي بنائي، وتحدث ـ رحمه الله ـ قائلاً : القيادة الهاشمية رائدة السبق إلى الإصلاح واستشراف المستقبل، ورائدة في التغيير للأفضل وفق متطلبات العصر، ورائدة في تحقيق المأمول العصري للمواطن والوطن، ورائدة في التعامل الإنساني مع شعبها والشعوب الأخرى، وهي صفة قل نظيرها ماز بها الملك الإنسان. وأردف قائلًا ـ رحمه الله ـ المواطن هو لباب الدستور، وعليه المشاركة الفعلية في الحياة السياسية، وختم كلامه ـ رحمه الله ـ قائلًا: أمّا رأس مالنا فهو الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وعلينا استثماره، وهو كنز لا يقدر بثمن '.
تحدث معي ـ رحمه الله ـ مرات عدة فلم أسمع منه إلا الكلمات الفصيحة الدافئة اتجاه الوطن والقيادة الهاشمية، وتكلم معي عبر الهاتف صباح الخميس الموافق 30/ كانون الثاني 2014 الساعة العاشرة صباحًا وقال لي : ' للتو قرأت كلماتك الجميلة في القصيدة الرائعة في صحيفة الرأي في حق الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ،فهي كلمات تثلج الصدر، عميقة المعاني، تليق بمليكنا المفدى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه 'و القصيدة المطولة التي وصلت إلى أربعين بيتًا على وزن البحر الكامل، ومطلعها:
أتتك من نظم اللسان قصيدة موسومة باسم ' المليك الملهم '
كمل الجمال أبا الحسين تلألؤًا يـُـــضيء حسنًا زاهيًا الهاشمي
ومنها:
سيّرت مركَب الربيع مجددًا تنهى الشعوب عن الولوج المظلم
دستورنا كنزٌ لنا وقد سما شــرفًا بكم يـــــــعلو ولم يــــحرّم
فــيه اثنتان وأربعون مادةً دُرســــــــتْ بميزان النظام المبرم
اتصل بي الصديق العزيز الأستاذ فاروق أبو نوار في تشرين أول عام 2012 و قال دولة أبو ناصر يريد أن يكلمك الآن ، فألقى عليّ تحية الإسلام ـ رحمه الله ـ ورديت عليه بالمثل ووجّه إليّ الكلمات الدافئة، وختم كلامه قائلًا: ' أخلص في عملك للشقيقة مملكة البحرين فهي عزيزة على قلبي ، فإخلاصك في عملك للشقيقة البحرين كإخلاصك في عملك لمملكتنا الحبيبة الأردن فلا فرق بينهما'. فما زالت كلماته ـ رحمه الله ـ في ذاكرتي، وفيها البعد العربي الدافىء، وهي ليست عجيبة من وطنيّ أصيل ترك بصمات رائعة وخالدة في المجالات السياسية والإجتماعية والوطنية والعروبية. وعزاؤنا في أنجاله الذين ساروا على دربه مخلصين للوطن والقيادة الهاشمية . رحم الله أبا ناصر وأسكنه فسيح جناته.
الدكتور سماره سعود العظامات

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012