"مريجب الفهود".. يحتوي مقومات الحياة الكريمة والبنى التحتية

الخميس , 16 أيار/مايو 2024

"مريجب الفهود".. يحتوي مقومات الحياة الكريمة والبنى التحتية

28-11-2016 11:49 PM
كل الاردن -
تبدو حياة اللاجئين السوريين في المخيم الاماراتي الأردني 'مريجب الفهود' الأفضل بين باقي المخيمات، إذ روعي في اقامته احتواؤه على كل مقومات الحياة الكريمة والمرافق الصحية والتعليمية والبنى التحتية والخدمية والترفيهية.
وأنشئ المخيم بتمويل من دولة الامارات العربية المتحدة وإشراف القوات المسلحة الأردنية، لتخفيف الضغط على مخيم الزعتري وافتتح رسمياً في الثالث والعشرين من أيار (مايو) 2013، حيث تتولى 'الامارات' من خلال فريق متخصص ادارة المخيم وخدمات الطعام والشراب والتعليم والصحة وبشكل محوسب، في حين يتولى الاردن توفير الحماية الامنية اللازمة للمخيم واللاجئين فيه.
وحددت الحكومة موقع المخيم بـ22 كيلومترا شرقي الزرقاء على مساحة 13 ألف دونم يتم اعمارها على 5 مراحل كل مرحلة تتسع لـ5 آلاف لاجئ، حيث شكلت الملامح العامة لسطح الأرض الطبيعية للمخيم المغطاة بطبقة بازلتية ميزته الأولى، إضافة إلى وجود طبقة من الحصمة تغطيها، وبالتالي 'أقل إثارة للغبار'، ومن ثم قربه من مصادر المياه، وأماكن تصريفها أيضا. منذ اليوم الأول لاستقبال اللاجئين في العاشر من نيسان (أبريل) 2013 نفذت طواقم المخيم والتي تم تشكيلها من ذوي الكفاءات والخبرات والتجارب الدولية والتي أدارت العديد من المخيمات الإماراتية في الخارج خطة الاستقبال من مراكز الإيواء وحتى وصولهم للمخيم، حيث كانت كوادر المستشفى الإماراتي تقوم بإجراء فحوص طبية للكشف عن الأمراض المعدية بين اللاجئين قبل توزيعهم إلى الكرفانات.
وتقول اللاجئة في المخيم انها لم تكن تتوقع ان يكون اللجوء نزهة لكنها في الوقت ذاته لم تتوقع ان تكون الاوضاع جيدة جدا كما هي الآن في مريجب الفهود.
وقالت إنها عاشت لفترة في مخيم الزعتري وكانت الحياة فيه قاسية جدا، بل ومستحيلة، لكن نقلها الى مريجب الفهود فتح لها ولأبنائها الايتام 'طاقة السعد' مقارنة بالمعاناة التي عايشوها لنحو عام في الازرق.
وقال اللاجئ الفتى زياد عبيدو ان حياة المخيم مهما كانت جيدة لا يمكن ان تكون مقبولة بالمطلق، قائلا ان الحياة في مريجب الفهود افضل بكثير من باقي المخيمات من حيث الخدمات والمرافق وحتى طبيعة المخيم.
ويقول مدير المخيم قائد فريق الاغاثة الاماراتي محمد عبد الله الشامسي، إن تنفيذ المخيم جرى طبقا لأعلى المواصفات والمعايير الدولية، ويشتمل على عدد كبير من الأبنية الجاهزة للإيواء و4 مدارس للذكور والإناث ومركز طبي ومستودعات رئيسية وفرعية ومكاتب إدارية، إضافة إلى بنية تحتية من الطرق والساحات وشبكات المياه والكهرباء ومحطة تنقية مياه عادمة، مبينا أن إدارة المخيم تقوم بتوزيع وجبات الطعام الثلاث على اللاجئين السوريين. وبين، أن المرحلة الأولى للمخيم أقيمت على 200 دونم، استوعبت 4 آلاف لاجئ سوري من الحالات الأكثر تأثرا، لاسيما النساء بلا معيل، والأرامل المعيلات، موضحا أن المخيم مخصص للفئات الأكثر ضرراً من اللاجئين ولا يستقبل العزاب.
وأضاف الشامسي، أن المرحلة الثانية 'التوسعة' التي افتتحت في النصف الأول من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 أقيمت على مساحة 150 دونما، لتصبح المساحة الإجمالية 350 دونما، حيث استوعبت هذه التوسعة 6 آلاف لاجئ آخرين، ليصبح العدد الكلي زهاء 10 آلاف، مضيفا أن العدد انخفض حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى 7207 لاجئين بعد خروج بعض اللاجئين بطريقة نظامية وبحسب ما تسمح به القوانين الأردنية، أو عودتهم الطواعية إلى بلادهم.
وقال إن فريق الإغاثة الاماراتي في المخيم يقدم الرعاية الصحية للاجئين في المركز الطبي الذي يشتمل على وحدة للطوارئ وعيادات في الطب العام، والباطنية، والنسائية، والجراحة العامة، والأطفال، والأسنان، إضافة إلى وحدات تصوير الأشعة والسونار والمختبر والصيدلية، كم يقوم بتحويل المرضى في حال دعت الحاجة إلى المستشفى الاماراتي في مدينة المفرق. وأضاف أن المخيم يضم مدرستين أساسية وثانوية بنظام الفترتين يدرس فيهما 2623 طالباً، الصباحية للإناث والمسائية للذكور، كما تتوفر في المخيم مكتبة عامة، مضيفا أن إدارة المخيم تقدم من الأنشطة وورش العمل والمهن للاجئين بهدف إشغال أوقاتهم بمشاريع إنتاجية وترفيهية منها، ورش الحدادة، النجارة، الرسامين والخطاطين الحرفيين، وبرامج بناء القدرات.
وقال إن المخيم، والمستشفى الميداني الإماراتي-الأردني في المفرق، واللذين تديرهما هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، حاز مطلع العام الحالي على شهادتي نظم إدارة الجودة 'آيزو 9001/2008' والبيئة 'آيزو 14001'، مضيفا أن هذه الشهادات، الاولى من نوعها التي تحوزها منظمة انسانية عالمية تنشط في مجال رعاية وإيواء اللاجئين وإنشاء وإدارة المستشفيات الميدانية.