أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الليبرالية الجديدة ... ماذا فعلت في بلادنا !

11-07-2011 09:05 AM
كل الاردن -

 

 
 
علي الحراسيس
... وجدت العدالة منذ اقدم العصور رموزاً لها في الاساطير والشعر والنحت والعمارة، بوصفها مطلباً جوهرياً يثير بشكل صارخ او صامت أي إنسان على أساس قوة وجوده ، ويعبّر في الوقت ذاته عن الشكل الذي يتحقق في إطاره ذلك الإنسان ، فارتبطت العدالة لدى الانسان بالنظام مثلما ارتبطت قيم الخير كلها به، وارتبط الظلم بالفوضى مثلما ارتبطت قيم الشر كلها به ، فهو ليس تجريداً في عالم العقل لا سبيل لتطبيقه في عالم الواقع. بل هو حاجة ترتبط بحاجة الأمن واحترام الذات البشرية دون تهديدها او تعريضها للخطر ، فهناك العدالة القائمة على فكرة الحق، وهناك العدالة القائمة على فكرة الخير ، واذا كان تحقيق مفهوم إعطاء كل ذي حق حقه يقوم على فكرة ان استحقاق الإنسان لحقه يعود لمجرد كونه إنساناً، سميت عندها العدالة بـالعدالة الطبيعية ولم تعد من هذا المنظور فكرة العدالة وكـأنها تجلٍ لنفوذ الأقوياء في أي زمان. فالأفراد الأكثر قوة يصبحون أكثر نجاحاً، وفي النهاية يقنعون أنفسهم والآخرين بأن وسائلهم في تحقيق الأرباح والمحافظة على مكانتهم ليست مقبولة فحسب، ولكنها مرغوبة وأخلاقية وعادله ، إلا ان التاريخ البشري يمكن النظر إليه بوصفه تاريخ مقاومة الظلم، وتاريخ الصراعات الدامية من اجل فرض معيار موحد للعدالة، إذ ظل الإنسان ينشد العدالة في كل زمان، مستخدماً في ذلك كل وسائله، ومنها ابسط ألفاظه وأعمق أفكاره على حد سواء.
 
الظلم رافق وجود الإنسان منذ فجر التاريخ . و ظهرت التفرقة بين الناس، ونشأت بالدرجة الأولى عن مفهوم المِلكية الذي يعتمد على الأنانية والمصلحة الفردية، فمنذ ان انتقل المجتمع البدائي الى مجتمع تـنظيمي، إختفت المساواة و أُلغيت لأن جماعة من الأفراد تملكوا الارض واستغلوا غيرهم، وبمرور الزمن صار لهم قانون يحميهم من كل عقاب، ويحافظ على مصالحهم، ويقر بشرعية الفروق المادية بين الفئات الاجتماعية. فتحولت هذه الفروق بالتدريج الى فروق معنوية أصيلة. واستمرت تلك الحالة الى مئات السنين ثم اختفت وعادت العدالة وتوزيع الثروات ونشر مبادء الحق والعدالة جزءا اساسيا من اي نظام سياسي يمسك بمفهوم العدالة والخير ، ولا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية من دون تطابق مفهوم القيم العامة للعدالة على المستوى الاجتماعي والسياسي، ويتطلب ذلك الإرتقاء بمستوى وعي الجمهور فكلما زاد الوعي الاجتماعي تقلصت مساحة خداع السياسي للجمهور، وإن زاد التخلف الاجتماعي توسعت مساحة خداع السياسي للجمهور .
 
وفي العالم العربي ، تمسكت بعض الانظمة السياسية بما سمي عدالة النفوذ والهيمنة والحكم اًلمطلق، وانتقت معايير ونظريات حكم تساند مخططاتها ، فوجدت ضآلتها فيما عرف ب ' النيو ليبرالية ' فأصبح النظام هنا اكثر عدائية لمفهوم العدالة الاجتماعية بالرغم من وجود وعي كبير لدى الجماهير حيال حقوقها ، فعمدت تلك الانظمة الى محاربة ذلك الوعي من خلال تحطيم العلاقات الإنسانية بين الناس ضمن ادواتها المتعددة من خلال زيادة مكاسبها المادية والسلطوية واستغلال الشعوب من اجل مصلحتها وعززت ذلك بنفوذ وسلطة القانون المعد مسبقا لحمايتهم ، ومن ثم احاطت نفسها بمؤسسات وافراد تلقي بهم في مختلف مؤسسات الدولة وفي مراكز صنع القرار والتشريع من خلال سياسة الانتقاء والتعيين الفئوي او الشللي ، او من خلال التلاعب بالعمليات الديمقراطية في الانتخابات او غيرها ،واوجدت لنفسها قوات ردع من ذوي المهمات الأمنية الخاصة الذين ظهروا على اشكال مختلفة عرفوا بالبلطجية او الشبيحة او الزعران لمواجهة المنادين والمدافعين عن العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات وتحطيم المؤسسة الفاسدة ، فعمدت النيوليبرالية المناهضة للعدالة التوزيعية وما تمثله من مخاطر على الحريات الفردية وبعد ان وصلت الى صناعة القرار بيع مقدرات الوطن ونهب ثرواتها واشاعة الفوضى الاجتماعية ، فتحولت الدولة الى مؤسسة جامعة للضرائب فقط بعد أن انهت دورها الاجتماعي وانهت بذلك معايير العدالة الاجتماعية ، فتراجعت مستويات الخدمات كافة وتجلت اكثر في مجالات التعليم والتعليم العالي والصحة وانتشرت مظاهر البطالة والفقر والجوع وتراجعت مستويات الحرية والتعبير وتضييق مساحة الحرية الاعلامية ، وازدادت مظاهر الاعتداء والبلطجة والتهديد بالقتل وملاحقة اصحاب الرأي ، ووضعوا البلاد في مهب الريح تستجدي المعونة كلما ضاقت بهم السبل على مستوى اقتصادي واجتماعي ، وبتنا عنوان بارز على مستوى الفوضى السياسية وألأمنية التي اباحت التعد حتى على ممثليات اعلامية ودبلوماسية صديقة دون ان تحرك الحكومات ساكن حيالها .
 
إن مدار نظرية العدالة هو معالجة الانحراف التي آلت إليها الحالة الاردنية بفعل سياسة النيوليبرالية ،او ما سمي ' ألأستبداد الحديث ' والتشوهات التي نالت من الديمقراطية الليبرالية البادية للعيان في تجلياتها المختلفة والمتمثلة ايضا بتعاظم الأنانية وتضخم الفردانية الاستحواذية ، وتفكك الأواصر الاجتماعية ، وانحسار مفهوم المواطنة واستشراء اللامبالاة السياسية ،وتضخم الحرية على حساب المساواة ، واشاعة الفوضى والتسيب الامني ، كلها انحرفات تجعل نهج الليبرالية السياسية محفوفا بالمخاطر وقد تؤدي ان استمرت الى تعاظم مشكلات الوطن وتلاشي نظامه السياسي والاجتماعي برمته ان بقينا نراهن على تلك النظريات التي فتحت المجال واسعا امام الاستبداد والتخلف والفقر وتراجع مستوى الأمن والحريات العامه .
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-07-2011 09:17 AM

نعم ، الليبرالية هي ما اوصلنا الى ما نحن فيه من ضعف وترهل مؤسسات وفقر وبطالة ، والمشكله ان البعض لا زال يعتبر ان هذه النظريات الافضل على مستوى العالم - وتقول لهم انها الافضل لانها جعلت منكم اصحاب ملايين في غضون سنوات . وجعلت الشعب فقير في غضون شهور

2) تعليق بواسطة :
11-07-2011 11:47 AM

لا بد ان تشكل هيئة او لجنه لدراسة ابعاد قرارات تلك الليبرالية التي قادها الديجتاليون واوصلوا البلد الى حافة الهاوية . واتخاذ قرارات اعادة تلك المؤسسات الى حضن الدولة ووقف سياسة الخصخصة التي لم يستفيد منها سوة ثلة فاسدة وعانى منها الناس ما عانوه.

3) تعليق بواسطة :
11-07-2011 12:13 PM

احد اسوأ نتائج مشروع التصفية المعروف بالخصخصه هو بروز تيارات لم يكن يعرفها الاردن ، تيارات الشد العكسي وصراع محتدم بين الفاسدين وتوريط النظام والقصر بتلك الصراعات ولم تعد تعرف من يحكم ! وبروز مظاهر تخلي اجهزة الامن عن دورها الى جماعات البلطجة والشبيحه , . واثارة الفتن بين الشعب ،والاسوأ من هذا وذاك غياب الطمأنينه ان كانت البلاد ستستمر ام لا ام تتحول الى وطن بديل !!!

4) تعليق بواسطة :
11-07-2011 12:31 PM

يا حراسيس حاطط حطة هالزلمه ، يا رجل اذا رئيس مجلس النواب يقول باسم عوض الله جمع ماله من شغله في دول الخليج !! يعني الريس بكذب !!! وللعلم كثير ناس كانوا في الخليج ورجعوا بعد 1990 وصاروا اصحاب ملايين واراضي وعقارات وشركات توريد اثاث مو بس العوض على الله . شو يعني لو ضل المواطن يدفع فاتورة الفساد .

5) تعليق بواسطة :
11-07-2011 12:40 PM

الاختلال إذا دب في مفاصل العدالة السياسية فان تأثيره سيمتد ليشمل باقي الأوجه الأخرى ، لا ، بل سيمتد إلى كل المفاصل الدقيقة للمجتمع ، ولأن العدالة السياسية غيبت فان المجتمع سيكون على شفا حفرة من الفتن والحروب والقلاقل والاضطرابات ، ولأن العدالة السياسية زيفت إذاً فإن أبواب التداخلات الأجنبية وأيادي التخريب الخفية ستفتح على مصراعيها ، ولان العدالة السياسية إذا مسخت فان تيارات التقدم والإبداع ستخبو أو تغير مساراتها صوب جهات أخرى.
ولأجل كل هذه المحاذير ولكي لا نذوق مرارة الظلم من جديد فإنه يلزم علينا أن نكون في غاية الدقة والحذر وأن لا نفرط في أي حق أو سبب يمكن أن يؤدي فيما بعد إلى مضاعفات لا يحمد عقباها ولا يرتجى شفاؤها أو استئصالها.

6) تعليق بواسطة :
11-07-2011 03:52 PM

الكل يطخ ولكن على من ؟ لاتدري , انها اهداف وهمية . هل الفساد جديد ؟ لنقول مثلا ان طبقة جديدة ظهرت اسمها الليبارليون الجدد ... ومن هم ؟ وما حدود هذه الطبقة ؟ ومن هم في الكرك او الطفيلة او برما او القويرة ؟ ظهرت مجموعة شباب في مواقع مختلفة وبان الفساد باوضح صوره صدفة في زمنهم ... هل نحملهم كل تبعات الفساد ؟ انا اعرف شخصيا وحسب حوادث موثقة عدد من شيوخ العشائر قبضوا من اجل توسطهم لبيع جوازات سفر وفي مضمار ما يعرف بالتوطين ... كلنا نتحدث عن مشايخ دين يحابون اقاربهم ومعارفهم وتنظيمهم فيما يعرف بالواسطة والمحسوبية .... نحن نعرف اداريون قدماء خبصوا وفشلوا بادارة مشاريع اثبتت الايام ومن استلمها بعدهم انها ناجحة نحن نعرف موظفون من الرعيل الاول ومن ابنائهم تمادوا في تميزهم عن غيرهم بالتوريث واقتناص الوظائف المجزية وعلى حساب تكافؤ الفرص ... والسؤال هل هؤلاء جميعا ليبارليون جدد ؟ هذه اجواء الطوشة العامة التي تطيش فيها السهام فتصيب من تصيب ظلما وعدوانا ويبقى المجرم الحقيقي حرا طليقا . لم نر في الاردن ثورة قامت بتبديل اشخاص باشخاص وطبقة بطبقة وانما هو تسلسل الاجيال والافكار والخيبات .. والكلام ببلاش

7) تعليق بواسطة :
11-07-2011 03:59 PM

يعني البيروقراطية القديمة هي التي اطعمتنا سمن و عسل؟؟ الكل يريد ان يضمن نفسه و يوظف جماعته و يلهف اللي فيه النصيب و الموضوع ابسط من ليبرالية و غيره.

8) تعليق بواسطة :
11-07-2011 05:09 PM

رجاء الاسم الكامل والحقيقي باسم ابراهيم يوسف عوض الله البهلوان

9) تعليق بواسطة :
11-07-2011 06:52 PM

ليس بعد قراءتي للمقال ولكن بعد قراءتي لواقع الحاله الاجتماعيه الاردنيه والشق الاقتصادي المتعلق بها واسلوب ادارة الدوله المتاخر دائما في وضع الحلول البسيطه والتي لا ترقى الى مستوى المشكله الاصليه والذي ادى بالضروره الى تحويل الدوله الى منطقه حره لا تحتاج الى مدير ولا الى حكومه فكل ما فيها تابع للقطاع الخاص ولا تجد اي اثر للدوله في اي مكان سوى عند تحرير المخالفات المروريه وبعد شعور المواطن بالضياع الاداري وتحصيل حاصل هو يعيش في بلد لا يشعر باثر ايجابي للدوله عليه بل على العكس لم تعد الدوله تملك سوى ان تردد نعمة الامن والامان ولا شيء سواها وبالتالي هناك سؤال يجب طرحه هنا : هل يستطيع المواطن العادي ان يشعر بالولاء للدوله ( اقصد الدوله اداريا وليس الوطن)؟

10) تعليق بواسطة :
11-07-2011 08:36 PM

وصلت تجاوزات الليبرالين الجدد الى حرمان مناطق يكاملها من انتخابات بلدية مثل العقبه والبترا و مدن فصلت عن الوطن وشعب الجنوب مفصول عن الشعب الاردني ومحافظاته مهمشه . واللامركزية تكريس لنهج تقسيم البلاد ! لماذا ؟برضه القضية الفلسطينية والوطن البديل .

11) تعليق بواسطة :
12-07-2011 05:59 AM

من جلب الليبرالية الجديدة الى الاردن ؟ سؤال هام جدا لان هذة الليبرالية سبب البلاء الحاصل في الاردن الغالي . المتهم الاول والاخير .... لان الاعجاب بامريكا وتشجيع انتشار القيم الامريكية في الاردن الغالي ادى الى نشوء الفساد والمفسدين حتى انني سمعت هذة المقولة : افعل ما تشاء بس لا تقع في قبضة القانون اي الاحتيال على القانون . ... هو الاداة لهذة الليبرالية التي فشلت في عقر دارها في امريكا وكادت ان تدخلها في مزبلة التاريخ وياريت حصل ذلك وربما في المستقبل القريب باذن الله .

12) تعليق بواسطة :
12-07-2011 12:55 PM

يا ابو الحراسيس بدنا نصالحك مع باسم عوض الله شو رأيك وننهي هالخلاف اللي بينكم ..هلكته للزلمه ومستكثر عليه 500 مليون دولار جمعها المسكين من عرق جبينه من الخليج في سنتين !

13) تعليق بواسطة :
14-07-2011 01:06 PM

لقد اصبت في كل ما قلت و اتمنى من كل الاردنين ان يكونو على درجة وعيك و نضج تفكيرك..اعتقد ان الموضوع يحتاج الى ادراك ووعي كبير من الاردنين لكي لا يقعو بالفخ و تصبح الاردن كالبركان الذي لا يهداء ..وارى ان تعدد جبهات المعارضة قد يهز كيان هذه الدولة وتجعل الحكومات بلا قرار و لا هيبة ..وهذا ما لا نريده ..كما حصل بلبنان دولة بلا هيبة .نعم توجد مطالب و حقوق للشعب لكن ضمن اطار و توجه عام ليس ضمن اكثر من 50 حركة لا تعرف نواياهم و اهدافهم ..اما بالنسبة للحكومة وطرقها المتواصلة للتخلص من الضغط هي كالأتي :1-احداث الفرقة الداخلية بين الشعب بأنتمائته شركسي فلسطيني جنوبي شمالي اربدي معاني كركي ..2- توجيه العداء للاحزاب المعارضة كما يحدث الان للاخوان المسلمين ..3-اتباع سياسة تغيير الوزراء و الحفاظ عليهم لتعيينهم مرة اخرى 4- التلاعب الواضح بالقطاع الخاص بفرض ضرائب تعجيزية عليها ليتحمل القطاع عواقب فساد الاجهزة الحكومية و هذا جعل الاستثمار داخل الاردن بشروطه التعجيزية مستحيل ..5-ربط الولاء لجلالة الملك بالولاء للحكومة لتهدأت الاحتقان الحاصل..6- الكذب الاعلامي المبرمج من وسائل الاعلام الاردنية(فساد)

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012