أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 أيار/مايو 2024
الخميس , 16 أيار/مايو 2024


قرار عدم شرعية الاستيطان ورقة مهمة على اجندة قمة عمان

27-12-2016 12:17 AM
كل الاردن -
القرار الاممي رقم 2334 الذي اتخذه مجلس الامن قبل ايام بعدم شرعية الاستيطان وادانته والمطالبة بوقفه ، عبر مجددا عن الاجماع الدولي الدائم برفض الاستيطان الاسرائيلي لكن هذه المرة بقرار دولي بدون عرقلة بفيتو اميركي منذ العام 1979 ولهذا اشارات غاية في الاهمية وزمام مبادرة يمكن الامساك به لاعادة وضع القضية الفلسطينية على صدارة الاجندة الدولية.

قمة عمان العربية التي تعقد نهاية اذار المقبل ، يمكن ان تشكل مناسبة حيوية في هذا الاتجاه ، اذ ان العالم الممثل في مجلس الامن الدولي وبالتالي المنظمة الاممية ، قال كلمته الفصل بأغلبية 14 صوتا وامتناع الولايات المتحدة الاميركية وهو الامتناع الاقرب الى الموافقة على التصويت خصوصا بعد تاكيد واشنطن ان مثل هذا القرار يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة ازاء رفض الاستيطان الذي يجهض تماما حل الدولتين ويدمر اي امل باي جهود سلام يمكن ان يبذل من اي طرف كان.

اذا كانت الهستيريا تحكم تصرفات نتنياهو رئيس حكومة التطرف في اسرائيل ، فان تلك الهستيريا هي بالذات التي تمثل قوة القرار الدولي واهميته ، وامكانات البناء عليه خصوصا من الطرف العربي ، وهذا الطرف بكليته الذي لا يفترض انه لا يحمل اي خلاف حيال القضية الفلسطينية ، يمكنه العمل معا لاستثمار القرار واتخاذ خطوات متابعة هامة عليه في كافة المحافل الدولية وستكون قمة عمان العربية اول تجمع عربي مقبل يمكن ان يشكل انطلاقة قوية لهذا العمل المدعم بالقرار الاممي القوي الصادر عن مجلس الامن الذي خلا هذه المرة من الفيتو الذي كانت الحكومات الاسرائيلية تعول عليه على الدوام في سبيل ادامة الاستيطان وديمومة الاحتلال البغيض والوحيد على وجه الارض.

بالتاكيد لن تكون المعركة سهلة على ادامة زخم القرار الدولي ، لاسباب اساسية اهمها ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي بعد حالة الهستيريا التي تنتابها الان ، ستقوم بحملة شاملة لافراغ القرار من مضمونه والتي لم تعترف ابدا بالقرارات الدولية وضربت بالشرعية الدولية دوما عرض الحائط ، وهي ايضا ستعول على ادارة الرئيس الاميركي ترامب الذي اعرب واعضاء ادارته عن غضبه من القرار الذي حاول افشاله وعدم صدوره ثم وعد بتغيير العمل في الامم المتحدة بناء عليه.

ومع ذلك فان الدول العربية بامكانها ، الابقاء على زخم القرار لاسباب عدة وموضوعية ، اولها ان القرار اخيرا صدر باجماع دولي 14 زائد امتناع اميركي ايجابي لصالح القرار في حسبة التصويت ، ثم ان الاستيطان الاسرائيلي البغيض ، لا يحظى باحترام او قبول اي دولة في العالم ، بل ويشكل وصمة عار ، هناك رغبة دولية بمحوها والانطلاق بعدها نحو السلام اذ ان السلام والاستيطان برأي العالم خطان متوازيان لا يلتقيان بل ينتجان حالة واحدة فقط انهاء اي امكانية لحل الدولتين لانه لا يترك امكانية لدولة فلسطينية مستقلة متواصلة ذات سيادة وقابلة للحياة.

في الاردن الذي ستحتضن العاصمة عمان في اذار المقبل القمة العربية ، ستكون القضية الفلسطينية ام القضايا العربية ومركزها ، على رأس جدول الاعمال ، ولحسن الطالع ان هذه الاجندة تحركت بفعل دولي حازم طال انتظاره ازاء الصلف والعدوان الاسرائيلي خصوصا ازاء الاستيطان ، وبما ان قضية العرب الاولى يفترض ان هناك اجماعاً عربياً خالصاً حيالها فان اليد العربية التي كانت مغلولة بفعل الانحياز الاميركي لاسرائيل بغير وجه حق فان ادارة الرئيس اوباما المنصرفة تركت بيد العرب سلاحا فعالا للعمل خلال المرحلة المقبلة لاعادة القضية الفلسطينية الى الصدارة ومن الباب الاوسع الذي يجمع العالم عليه الا وهو رفض الاستيطان وادانته وبالتالي التقدم خطوة للامام للخطوة الاهم بدء معركة جديدة ضد الاحتلال.

قمة عمان هي الاقرب الى فلسطين جغرافيا ووجدانيا وفي كل شيء ، وهي بالنسبة للاردن قضية اردنية بامتياز واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي مصلحة استراتيجية اردنية عليا مثلما هي مصلحة استراتيجية فلسطينية وعربية عليا ، واليوم بيد العرب قرار اممي تاريخي وشجاع للعمل نحو الهدف فلتكن قمة العرب في عمان نقطة انطلاق جوهرية نحو الهدف .
(الراي)
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012