04-01-2017 11:00 AM
كل الاردن -
كتب محرر الشؤون المحلية:
العملية الإرهابية التي روعت المدنيين وأسفرت عن استشهاد قافلة من أبناء الوطن كانت اختباراً صعباً لاستعداد أجهزتنا الأمنية من جهة ولمعنويات الأردنيين التي اظهرها أبناء المدينة العريقة بصلابة وقوة منقطعة النظير معلنين رفضهم الحاسم للعبث بأمن الوطن أو المس بهيبته .
أمس وافق البرلمان بالأغلبية على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بأحداث الكرك لمحاسبة المسؤولين حول ما اعتبرته المذكرة النيابية تقصيراً في التعامل مع أحداث الكرك لكن التقصير المفترض في تلك الأزمة لم يكن إدارياً أمنياً فحسب ، والأجدى بأعضاء مجلس النواب الذين تصدروا فكرة حجب الثقة عن وزير الداخلية سلامة حماد أن يطالبوا أيضاً بتشكيل لجنة تقصي حقائق لمحاسبة المسؤولين عن التقصير الإعلامي الذي تصدره التلفزيون الأردني بقيادة رئيس مجلس إدارته 'جورج حواتمه' بعد غيابه التام عن عملية قلعة الكرك والارتباك في التعامل مع تغطية إعلامية تدخل في صلب اهتمام المواطن الذي ينتظر من إعلام الدولة الشفافية أثناء وقوع الأزمة وليس في الروايات المكتوبة والمبهمة التي صدرت عن الناطق الرسمي للحكومة .
لماذا لا يدعوا مجلس النواب لتقصي الحقائق حول فشل إدارة الأخبار في التلفزيون الأردني في نقل شهادة واحدة من ناطق أمني أو التحدث لشاهد عيان واحد من قلب الحدث؟
وأين كان 'المسؤول المكلف بالأخبار حينها فراس نصير ' وما هي الأسباب الحقيقية وراء امتناعه عن التواصل مع مندوب التلفزيون الأردني 'عبد الله المجالي' الذي كان متواجداً في الكرك في تلك الأثناء ؟
وما الذي 'منع التلفزيون الأردني' من حضور المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الدولة لشؤون الإعلام 'محمد المومني' في اليوم التالي بمبنى رئاسة الوزراء من بين الفضائيات المحلية والعربية والدولية ؟.
هناك تقصير إعلامي واضح دفع الأردنيين إلى التعبير باستهجان عن غياب تلفزيون الوطن عن الحدث الذي مس مشاعر المواطنين كافة ، يتحمله رئيس مجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون 'جورج حواتمه' الذي يشاع بأنه استثمر صداقته مع رئيس الوزراء ليمسك بتلابيب المؤسسة ويحيّد مدراءها وكفاءاتها التلفزيونية ويفرض خبرته 'الورقية' في التعامل مع الأحداث ، فضرب الحكومة بالخاصرة في مواقف وأجهز على ما تبقى من امل في استعادة الثقة بالإعلام الرسمي كما ذُكر في الأوساط الإعلامية والصحفية .
لقد رفع وزير الدولة لشؤون الإعلام يده عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ، ولم ينحنِ لإعجاب رئيس الوزراء بـ 'جورج حواتمة' فحسب وإنما على ما يبدو لتحقيق مقولة أن 'التلفزيون الأردني لا رجاء فيه' وأن الحل يكمن في المحطة المستقلة ، المشروع الذي يعتقد بأنه سيكون إنجازه الوحيد .
نذكر نوابنا المحترمين بما يقوله الموظفون في الإذاعة والتلفزيون عن ممارسات 'الدكتور جورج حواتمه' بالتنسيب لنفسه والموافقة على تنسيبه في تعيين عشرات الأشخاص من خبرات لا علاقة لها بالعمل الإعلامي التلفزيوني وإنما كما يلاحظ الموظفون بأنه يجمعهم 'قاسم مشترك مع حواتمه نفسه'.
ونذكر مجلس النواب والحكومة على حد سواء بأن رئيس مجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون استغل تحييد 'المومني' فأوكل الإدارة لنصير بقرار إداري داخلي ، بعد أن توكل عليه في الإدارة الفاشلة للاختبار أثناء أزمة الكرك ، ليستبق قرار مجلس الوزراء على ما يبدو ويضغط على الملقي لأن يسلّم ويقتنع بأن المملكة الأردنية الهاشمية لا يوجد فيها مرشح لإدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون غير ذراعه الأيمن 'فراس نصير' الذي يرى الموظفون بأنه سيمكّن رئيس مجلس الإدارة من الاحتفاظ بكافة الصلاحيات الإدارية والمالية بحرية كاملة.