أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


بني سلامة يكتب...الاردن على فوهة بركان

بقلم : د. محمد تركي بني سلامة
19-02-2017 09:15 PM

يشكل الحراك الشعبي الذي أشعل شرارته مجلس النواب الأردني بتخاذله عن الوقوف الى جانب أحد اعضائه البارزين احد مظاهر التغييرات العميقة التي شهدتها المؤسسه البرلمانية منذ اعتماد قانون الصوت الواحد الذي تغير شكله دون أن يتغير مضمونه حتى اليوم, فالبرلمان خسر هيبتة منذ زمن طويل ولم يعد مؤسسة معنية بالرقابة والتشريع ووضع السياسات, كما فقد استقلاليته وفشل في تمثيل الارادة الشعبية وتحول الى ذراع للحكومات مانحاَ لها الثقة ومدافعا عن قراراتها وسياساتها التي تنفرد فيها بالرأي والقرار والحكم واصبح البرلمان خصما للشعب لاسيما عندما يمارس اعضائة سلوكيات لاتمت للديمقراطية بصلة ، ويقدمون المصالح الشخصية و الضيقة على حساب المصلحة الوطنية والاعتبارات العامة.
النائب الدكتور صداح الحباشنة مارس حقة المشروع في التعبير عن رأيه بالحكومة وطالب برحيلها وهذا موقف سياسي للنائب ،جاء رد الحكومة عليه بانسحاب رئيسها من الجلسة بذريعة ارتبطات اخرى، وهذا اخفاق سياسي كبير ودليل واضح على ضعف الرئيس وضحالة تفكيره وعدم قدرته على المواجهة والرد وانه ليس برجل المرحلة ، على العكس تماما مما كان يتصرفه رؤساء حكومات تعرضوا لما هو لانتقادات اشد وأسوأ من اعضاء مجلس النواب من ما تعرض له الملقي من امثال مضر بدران وطاهر المصري وعبد الكريم الكباريتي وعبد السلام المجالي.

مجلس النواب كان موقفه أضعف من موقف رئيس الوزراء ومارس سلوكا مخجلا فأصبح مكشوفاُ وعارياً امام الجماهير الشعبية التي هبت لموازرة النائب صداح الحباشنة الذي اثمرت مواقف البرلمان نحوه عن انطلاق الحراك الشعبي الذي كانت كل المؤشرات تدل على انه في حالة بيات شتوي وانه سوف يستعيد زخمة ونشاطه لان شروط زواله لم تتوفر بعد.
ان انطلاق حراك الكرك وعودة حراك الطفيلة وذيبان سيتبعه حتماً حراكات في مختلف ارجاء البلاد تعبير عن رفضها للحكومة ومجلس النواب ، والكثير من اللذين يتولون المسوؤلية والقرار في البلاد , واللذين اثبتوا عجزهم وفشلهم عن معالجة الازمة ، وحاولوا الاستخفاف بعقول الناس فمارسوا كل انواع الخداع والكذب والتضليل.

لقد نجح مجلس النواب بمواقفه الضعيفه وانقياده للسلطلة التنفيذية في اسقاط نفسه شعبياً واسقاط حكومة الملقي سياسياً . فالنظرة الشعبية للمجلس والحكومة واحدة ويسودها انعدام الثقة وعدم الاحترام لابل الازدراء. الاردن هذه الايام يجلس على فوهة بركان قابل للانفجار في اي لحظة , انفجار اذا حدث لاقدر الله لايبقي ولايذر، والذين يطالبون اليوم برحيل حكومة الملقي يعبرون عن مطالبهم باسلوب سلمي وديمقراطي ، ولكن اذا ما نفذ صبرهم واستمر قلقهم على مستقبلهم فانهم قد يلجئون في الغد الى وسائل اخرى اذا ما استنفذوا الاساليب الديمقراطية السلمية في التعبير عن رغباتهم ومطالبهم وتحقيق اهدافهم المشروعة وامانيهم المستقبليه .

اليوم الآمال معلقة على حكومة انقاذ وطني من طراز جديد تتألف من شخصيات وطنية وازنة مشهود لها بالنزاهة والاستقامة لاتضم في تشكيلها أي وزير من حكومة الملقي, التي افلست وفقدت كافة مبررات بقائها ومن العبث عودة اي من اعضائها الى اي حكومة مستقبلية لقد وصلنا الى ما وصلنا اليه من اخفاق وتعثر من هذه الحكومة وما شابهها من حكومات سابقة باهته ولابد من انهاء عصر الوزراء عابروا الحكومات من كثير الاقوال قليلي الافعال ينفق عليهم أكثر بكثير من ما يسفاد منهم .
ويعول على حكومة الانقاذ الوطني ان تتخذ قرارات جريئة وتمارس الولاية العامة فعلا لا قولا, فتحدث اصلاحات جذرية في بنية النظام السياسي التي اصابها التكلس والجمود ويكون على رأس أجندة حكومة الانقاذ الوطني تعديل الدستور بما يجسد حقيقة اعتبار الشعب مصدر السلطات في الدولة وما يضمن تلازم السلطة والمسوؤلية ، وتعمل على استعادة مصادر الدولة التي تعرضت للنهب وتكافح الفساد وتقدم الفاسدين للعدالة , ونرى حيتان الفساد خلف القضبان وتسعى لصياغة خطط تنموية وطنية بعيداً عن اسلوب الجباية ، بحيث تؤسس حكومة الانقاذ الوطني لقطيعه مع المرحلة الحاليه التي كانت ابرز عناوينها الفساد والاستبداد والتضيق على الحريات وانتهاك الحقوق والفقر والجوع والحرمان والتهميش ، فالمواطنون في توق الى رجال دولة لا تجار سياسة وشعارات فارغة ، بحيث يشعر الاردنين انهم شركاء في السلطة والثروة وانهم يشاركون في ادارة شؤون البلاد بطريقه تكفل حقوقهم وحريتهم وكرامتهم ، أن عهد استبعادهم عن المشاركة في الشأن العام قد ولى الى غير رجعة .
اننا نأمل ان تكون حكومة الانقاذ الوطني نقطة انطلاق الاصلاح الحقيقي ، فتعود الامور الى نصابها وتتعزز مشروعية النظام السياسي وتضمن له الديموته والاستمراريه فالاستجابه للضغوط والمطالب الشعبية نقطة قوة وليس ضعف وكسر ارادة ، تحسب للنظام وولا تحسب علية وتوكد مرونته وقدرته على ادارة الازمة داخل الدولة بطريقه ديناميكية وديمقراطية بعيدا عن التشنج وسياسة القبضة الامنية ومعاندة ارادة الشعب ومسارات التاريخ .

ليس امامنا الكثير من الوقت أو الخيارات للمناوره او التفكير والتأمل وذلك من اجل الارتقاء الى مستوى تحديات المرحله وتتجاوز الازمه الحالية وحالة الاحتباس السياسي و تتضميد جراح الوطن والعبور الى شاطئ الامان بثقه وتصميم من أجل حياة افضل بالشعب الاردني الذي صبر وعانى ووهب واعطى الآف المرات اكثر مما اخذ ونال عبر مسيرة طويلة شاقة مليئة بالتحديات. حياة اكثر يسرا وعدالة واقل حرمان وتهميش وعنف .

نامل ان تجد هذه الدعوة الصادقة اذان صاغية وضمير وطني في هذا الظرف الدقيق فتزول الغشاوة والقلق والاضطراب ويشعر الناس بالثقة والاطمئنان بعد اتخاذ مايستدعيه الموقف من اجراءات.

اننا نجتهد في رسم طريق العمل هذا, نأمل ان تتحقق النتائج التي نتوخاها بالسرعة المطلوبة التي يقتضيها الموقف وبخلاف ذلك نكون قد ضللنا الطريق وربما وصلنا الى درجة من الانغلاق والتحجر والفساد والاستبداد فتزداد الازمة وتتعمق وعندها لانستطيع ان نفعل شيئا في وجه خطر محدق مؤكد يهدد أمننا وبلدنا ووجودنا ومستقبلنا .

وختاما نؤكد اننا نقول الاشياء بمسمياتها وحقائقها وتفاصيلها بكل شفافية وصراحه لاننا على يقيقن ان المسؤولية الوطنية والاخلاقية التي يتحملها كل منا في هذا الوطن تفرض علينا جميعا ان نحدد موقفنا بكل وضوح وامانة ورجولة وصراحة بما يرضي الله والضمير وبصوت مصالح البلاد والعباد.
ندعو الله ان يلهمنا الحكمة والرشاد ويهدينا سواء السبيل اللهم احفظ الاردن واهله وابعد عنه رياح الربيع العربي .


د. محمد تركي بني سلامة
استاذ العلوم السياسية جامعة اليرموك

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-02-2017 10:43 PM

الدكتور محمد بني سلامة شخصية وطنية رفيعه ولديه حب وحشي للوطن يقول كلمته ويمشي ولا يبالي بردود الافعال ولا يساوم على المبادئ والقيم المؤمن بها وهذا المقال يؤكد صدق تحليله وعمق تفكيره نامل ان يتحفنا دائما ب ارائه وتحليلاته وفكره النير وهذا واجب على كل المثقفين واساتذة الجامعات

2) تعليق بواسطة :
19-02-2017 11:15 PM

في بعض الاحيان نرى ان مجلس النواب ليس الا شكل لمجلس حقيقي يخلو من الرأي في التشريع لماذااااااا؟؟؟؟؟؟؟
يبدوا ان الشعب والنواب والكافة مسيريييييين .........

3) تعليق بواسطة :
19-02-2017 11:22 PM

دكتور محمد بني سلامه يلخص في هذه المقال الوجع الاردني حيال ما يحصل في الوطن داخليا وخاصه سياسة الحكومه التي ستدخل الاردن في نفق مظلم لقد لخص دكتور واختصر ان نحن الان بحاجه ماسه لحكومة انقاذ وطني تعمل بستقلاليه لخراج الاردن من هذه الازمه ..بوركت جهودكم دكتور محمد بني سلامه

4) تعليق بواسطة :
19-02-2017 11:24 PM

سلمت يمناك دكتور محمد على هذا التحليل الواقعي والذي ينم على اهتمامك واطلاعك الوفير، فالاوطان لا تبنى الا بهمة وجرآة ابناءها المخلصين، الجمود السياسي والانتكاسات المتلاحقه وغياب الاصلاحات الفعليه واعتبار المواطن الاردني كبقره حلوب لحكومة الملقي ،فعلا لقد جعلت البلاد على حافة الهاويه ايها الجباه، نحن بحاجه الى حكومة انتقاذ بدل حكومات السخط المتلاحقه، فالديون ترتفع والضغوطات وصلة ذروتها،والقادم اسوء

5) تعليق بواسطة :
19-02-2017 11:33 PM

اعتقد ان دكتور محمد بني سلامه وضع حلول مهمه لحل واخراج الاردن من ازمته الداخليه في مقاله الاردن الان بحاجه الى حكومة. انقاذ وطني ذات ولايه عامه وذات منهج مستقل بعيدا عن اي تدخل ..لكي تعطى حقها في ممارسه سياستها ..كون مجلس الامه بشقيه الاعيان والنواب ... لم يعمل اي شي ليخفف على المواطن وعلى الشعب الاردني الذي تهالك اقتصاديا والذي يتحمل هذه المرحله وحده من خلال فرض ضرائب جديد عليه ...

6) تعليق بواسطة :
19-02-2017 11:36 PM

كل حكومات العالم تعمل خطط استراتيجيه للنهوض بالاقتصاد الوطني لشعوبها واوطانها ضمن برامج وخطط بناءه
عنا بالاردن طلب منا عبدالله النسور نتحمله سنه وبعدها رح نشوف الرخاء الاقتصادي
ظل ثلاث سنوات ينهب من جيب المواطن وإجى الملقي وكمل المسيره
عنا بالاردن موظفين بمسمى مستشار ما لا يقل عن ٤٠٠٠ مستشار
ايش دورهم اذا دايما الحل جيب المواطن
وعلى اي اساس يتم اختيار رئيس الوزراء
فعلا المواطن اغلى ما نملك

7) تعليق بواسطة :
20-02-2017 12:06 AM

يقال أنه سئل بني أمية عن سبب زوال الملك فأجابوا :
قربنا البعيد وبعدنا القريب" .
- 7

8) تعليق بواسطة :
20-02-2017 12:08 AM

الاستاذ الدكتور محمد بني سلامة اعزه الله
لقد زدت اضاءة مصابيح في ظُلمة الوطن السياسية والاقتصادية واوضاع الاردنيين الحياتية المأساوية ،كل ذلك نتيجة النهج الذي تسير عليه وتوجهه عقليات جامدة امعنت بالاستهتار بأهل البلاد على مدى عقود طويلة وسارت على نظربة " جوع كلبك بلحقك " ولكن لم يفكروا اذا جاع كثيراً اكل صاحبه
انهم خاطئون وليسوا مخطئين
فالحق أبلج والباطل لجلج
تحياتي المتواصلة لحضرتك

9) تعليق بواسطة :
20-02-2017 01:49 AM

اشكر دكتور محمد على هذا التحليل الرائع ولكن خوف النواب من الحكومه من ان تتضرر مصالحهم الشخصيه جعل مجلس النواب شكلي والحكومه لا تحسب لهم اي وجود ودليل ذلك عدم اخذ الحلول البديله لسد العجز في الموازنه واعطائهم الثقه بعد كلماتهم على جلسات الثقه التي كانت تشير الى عدم الموافقه على الحكومه وفعلا الاردن بحاجه الى حكومة انقاذ وطني للنهوض من جديد

10) تعليق بواسطة :
20-02-2017 02:14 AM

أشكرك دكتورنا العزيز على هذه المقالة
حيث يجب على جميع الاردننين أن يتفكرو جيدا حول الوضع السياسي الأردني ....
......هل حكومة الإنقاذ الوطني التي ننادي بها جميعنا ستكون حكومه فتيه أم حكومه سابقه

11) تعليق بواسطة :
20-02-2017 08:31 AM

حب الوطن والغيره والخوف عليه يضهر في كل حرف من حروف الكاتب الدكتور محمد بني سلامه

12) تعليق بواسطة :
20-02-2017 09:07 AM

تحية واعتزاز بالقامة الوطنية الدكتور محمد بني سلامة النطاسي السياسي البارع المؤهل بأن يقوم بدور الطبيب الذي شخص حالة الوطن المريض ووصف له علاجا شافيا يخرجه من غرفة العناية الفائقة التي نادرا ما يخرج منها المريض على قدميه .
نعم هذا هو حال الوطن وهذا قدره ونحن نعلم ونعرف من أدخله وأوصله إلى هذا الحال الذي يصعب على الكافر كما يقول المثل الشعبي.
لقد شخص الدكتور بني سلامة الداء وأسبابه كذلك وضع الدواء

13) تعليق بواسطة :
20-02-2017 09:32 AM

ومجلس النواب الأردني كما وصفه الطبيب بني سلامه هو سبب الداء فمنذ أن اتفقت الحكومة الخفية التي حكمت الأردن على تحجيمة بإصدار قانون الصوت الواحد ونجحت في ذلك بأن انتجت مجلسا صوريا مدجنا معظم أعضائه من البصيمة أصحاب المصالح الشخصية الذين لاهم لهم إلا إستثمار المنصب وهكذا تم تحييد السلطة التشريعية لابل الإستعانة بها لتمرير حزمة من القوانين الداعمة للسلطة التنفيذية وهكذا وصلنا لهذا الحال

14) تعليق بواسطة :
20-02-2017 06:40 PM

الدكتور محمد بني سلامه يلخص في هذه المقال الوجع الاردني حيال ما يحصل في الوطن داخليا وخاصه سياسة الحكومه التي ستدخل الاردن في نفق مظلم لقد لخص دكتور واختصر ان نحن الان بحاجه ماسه لحكومة انقاذ وطني تعمل بستقلاليه لإخراج الاردن من هذه الازمه

15) تعليق بواسطة :
20-02-2017 10:54 PM

تحية واعتزاز للدكتور الفاضل محمد بني سلامة كلام رائع فلقد اجزت وكفيت الحل هو حكومه انقاذ وطني تشعر بالوطن وهمومه وكيفية الابتكار في حل الازمات وقدرتها على الابداع في حلول شامله القضايا التي تمس الوطن وليس بالمصالح والمكتسبات والكسب من الدوله على ظهر المواطن ....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012