الطفيلة: عشوائية التخلص من النفايات الإلكترونية خطر يهدد سلامة البيئة

الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024

الطفيلة: عشوائية التخلص من النفايات الإلكترونية خطر يهدد سلامة البيئة

25-02-2017 10:31 PM
كل الاردن -
تلقى النفايات الإلكترونية بشكل عشوائي أمام بعض محلات الصيانة في الطفيلة لتشكل خطرا لا يعي الكثير مدى حجمه، إذ يتم جمعها مع النفايات العادية وتلقى في مكب النفايات بشكل مختلط مع مواد أخرى.
وتكمن خطورة تلك الأجهزة لاحتوائها على مواد مشعة تضر بصحة الإنسان وبمكونات البيئة بشكل عام سواء على التربة أو مصادر المياه الجوفية، والتي تبقى آثارها السلبية لعقود طويلة.
وتتضمن النفايات الالكترونية أجهزة الحواسيب وشاشاتها والهواتف الخلوية ومصابيح توفير الطاقة 'الليد' وأجهزة التلفزيون والثلاجات وأجهزة ومعدات الطباعة وماكينات التصوير وأجهزة الميكروويف ومصابيح الفلورسنت والبطاريات، والتي تتسبب بأضرار كبيرة على البيئة وصحة الإنسان ولا يمكن ملاحظة آثارها السلبية خلال مدة قصيرة.
وتشتمل الأجهزة الالكترونية على مواد مختلفة تضر بشكل لافت وخطير كالمواد المشعة كالزرنيخ السام والرصاص والكادميوم والكروم والبريليوم والنحاس والنيكل والفضة والبلاستيك الولفينيل كلورايد.
وتلحق تلك المواد في حال عدم إدارتها بشكل جيد خصوصا فيما يتعلق بإتلافها عند انتهاء عمرها التشغيلي آثارا خطيرة عديدة كتلك المتعلقة بمشكلات النمو وأمراض القلب والسكري وهشاشة العظام والتهابات الحلق والرئتين وتلف الكبد والكلى وجهاز المناعة وخلل في النشاطات المعرفية واللفظية لدى الأطفال.
مهتمون بالشأن البيئي دعوا إلى إشراف وزارة البيئة على إتلاف الأجهزة الالكترونية التي ينتهي عمرها الافتراضي بدلا من إلقائها في مكبات النفايات العادية، لما يستوجب من اتخاذ كافة المعايير التي تضمن عدم إتلافها بصورة عشوائية تضر بالبيئة والإنسان.
وقال الناشط البيئي حسين الشباطات إن عملية التخلص من الأجهزة الالكترونية التالفة تتم بشكل عشوائي، وبما لا يحقق الأمان البيئي، ويعرض صحة الانسان والبيئة للخطر، نتيجة الآثار الخطيرة الناجمة عنها.
ودعا الشباطات الجهات المعنية بإيلاء موضوع التخلص من النفايات الالكترونية كل اهتمام، وعقد برامج ودورات تثقيفية تسهم في التوعية بأخطارها.
وطالب بآلية آمنة للتخلص من النفايات الالكترونية خصوصا لدى محلات الصيانة المنتشرة في المدن، حيث يقوم أصحابها بإلقائها ليس بجانب محلاتهم كنفايات عادية، فيما تحتوي على مواد مشعة وأخرى خطرة على صحة الانسان وعلى مكونات البيئة من تربة وهواء وماء.
من جانبه، قال مدير مديرية البيئة في الطفيلة المهندس هشام الخلفات إن النفايات الالكترونية تشمل نحو 5 % - 10 % من حجم النفايات الكلي، وهي في تزايد مستمر نتيجة زيادة إنتاج أجهزة الكترونية جديدة وبكميات كبيرة، بعد التقدم التقني الذي يشهده العالم .
وبين الخلفات أن تلك الأجهزة تحتوي على مواد تبدأ عند تحللها بتأثيرات خطيرة على البيئة، ومنها مواد مشعة كالزرنيخ والرصاص والكادميوم والنحاس والفضة.
وأضاف أن وزارة البيئة انتهجت برنامجا يتعلق بإدارة النفايات الالكترونية والتخلص منها بين العامين 2013 – 2015 وتضمن عدة محاور؛ محور توعوي من خلال عقد ورش العمل والندوات التثقيفية حول خطورة النفايات الالكترونية، وتم استهداف الجامعات ومحطات المعرفة والمدارس وبعض محلات الصيانة، وتم توزيع استمارات خاصة حول كيفية التعامل مع تلك الأجهزة المستهلكة.
وبين ان مدارس ودوائر حكومية تتخلص من الأجهزة الكترونية التالفة من خلال مؤسسات تعمل على إتلافها في مكب النفايات الخطرة في سواقة، فيما بعض الأجهزة يتم إعادة تدويرها أو استصلاحها.
وسيتم وفق الخلفات في المرحلة الثانية وضمن جهود وزارة البيئة لتحسين إدارة النفايات الكهربائية والالكترونية تنفيذ مشروع لهذه الغاية من خلال برنامج للأمم المتحدة للبيئة - اتفاقية بازل للتحكم بنقل النفايات الخطرة عبر الحدود (PACE) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNPD والتي تم توقيع اتفاقيات بينهما وبين وزارة البيئة، والعمل على دعم مشروع ريادي لإدارة ومراقبة النفايات الالكترونية بهدف حماية البيئة بكلفة 93 ألف دولار أميركي، وسيتضمن المشروع خمسة محاور تتعلق بالسياسات والتشريع والأعمال والتمويل والتكنولوجيا والمهارات والتوعية والتعليم ووضع آليات لتدريب كوادر مكب النفايات الخطرة بالمؤهلات المطلوبة ومسح ودراسة العاملين في السوق المحلي في مجال النفايات الالكترونية، وتشجيع إعادة التدوير وتقييم الكلفة وتنفيذ حملات توعية لطلبة المدارس والجامعات والعاملين بهذا المجال.
وبين الخلفات أن القاء النفايات الالكترونية لا يشكل ظاهرة حاليا، بيد أنه لا يمكن إغفال أي ممارسات خاطئة في التخلص منها بصورة عشوائية.
وقال رئيس قسم الإتلاف في مديرية التربية والتعليم في الطفيلة بشر العطيوي إن عملية إتلاف أجهزة الحاسوب في مدارس المديرية تتم من خلال اتفاقية أبرمتها الحكومة مع مؤسسة طلال أبو غزالة والتي قامت بجمع أجهزة الحاسوب المتلفة في مدارس الطفيلة بواقع 900 جهاز، وتقوم بالتخلص من تلك الأجهزة بطرق آمنة في مكب النفايات الخطرة في منطقة سواقة جنوب عمان.