أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


هل تتحول فكرة 'توطين الفلسطينيين في سيناء' إلى واقع؟

26-02-2017 03:20 PM
كل الاردن -
أثارت تصريحات الوزير الإسرائيلي، أيوب قرا، التي زعم فيها أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طرح مشروع توطين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء المصرية، بديلاً عن 'حل الدولتين'، على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقاءهما الأخير، جدلا واسعا.

ورغم نفي إسرائيل ومصر رسميا، صحة ما زعمه الوزير قرّا، إلا أن الفكرة، أثارت مخاوف فلسطينية، بهذا الشأن، خاصة مع وجود مخططات تاريخية قديمة، لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء.

وزاد من هذه المخاوف، عدم تمسك الرئيس الأمريكي، ترامب، بحل الدولتين.

وكان أيوب قرّا، وهو وزير إسرائيلي بدون وزارة من الطائفة الدرزية، قد قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي 'تويتر'، إن ترامب ونتنياهو سيعتمدان خطة لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء، زاعما وجود موافقة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

ونفى ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية ما سماها 'مزاعم الوزير قرا'، فيما ردّت وزارة الخارجية المصرية، قائلة إن الحديث عن توطين الفلسطينيين بسيناء (شمال شرق) 'عارٍ تماما عن الصحة' ولم تتطرق إليه أي محادثات سابقة.

كما اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن التفكير بسيناء بديلا عن الأراضي الفلسطينية 'تفكير سخيف، فسيناء أرض مصرية ولا نسعى لإقامة دولة فلسطين فيها ونرفض التقارير عن هذا الشأن'.
ووصف محللون سياسيون فلسطينيون، فكرة 'توطين الفلسطينيين في سيناء'، بـ'المعقّدة'، و'غير الواقعية'، وأرجعوا إعادة طرحها هذا العام، إلى تراجع الزخم الإقليمي والدولي تجاه القضية الفلسطينية.

واستبعد المحللون، في أحاديث منفصلة للأناضول، إمكانية تطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع في ظل الرفض الفلسطيني والمصري لها، غير أنهم لم يعتبروا ذلك 'مستحيلا'.

ممارسة القوة

المحلل السياسي عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة (خاصة)، قال إن مقترح توطين الفلسطينيين في سيناء 'ليس جديداً، وسبق أن تم طرحه في عهد الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر'.

واعتبر أن إعادة طرح ذلك المشروع، في هذه الظروف لاسيّما بعد وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يحمل دلالات خاصة.

أوضح أبو عامر أن 'الرئيس الأمريكي الحالي أعلن تأييده لكافة الخطوات الإسرائيلية، وقد تحظى إسرائيل بمساعدة أمريكية لفرض مثل هذه الحلول'.

ورغم تأكيده على أن تطبيق هذه الفكرة يواجه إشكاليات كبيرة من الناحيتين 'القومية والعرقية'، قال إنه قد يحدث بـ'استخدام القوة'، ودون موافقة من الطرفين الفلسطيني والمصري.

وفسر أبو عامر سيناريو 'استخدام القوة'، قائلاً: 'من الممكن تحقيقها من خلال مثلا شن عدوان شرس على القطاع، على إثره يتم تهجير سكان غزة وإزالة الحدود المصرية الفلسطينية'.

واتفق مع أبو عامر، المحلل السياسي ناجي شرّاب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، في صعوبة تطبيق الفكرة.
وقال للأناضول إن 'سيناء جزء من السيادة المصرية التي من الصعب أن تتنازل عنها (..) الفكرة مرفوضة مصريا وعربيا وفلسطينيا، وهي حدود متعارف عليها فلسطينيا مصريا'.

في هذا الإطار، رأى شرّاب، أن الحديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء، يأتي في إطار فكرة إيجاد حلول للسلام الإقليمي.
وأضاف أنه 'من الصعب الجزم بإمكانية تطبيق مشروع توطين اللاجئين في سيناء، من الناحية الواقعية والعقلانية.. إلا أن في السياسة كل شيء وارد'.

وأشار شرّاب إلى أن 'إسرائيل قد تسعى لمقايضة مصر بمساحات من سيناء تُوهب للفلسطينيين، كي تُضمّ إلى قطاع غزة لإقامة دولة فلسطينية عليها، مقابل إعطاء مصر أراضٍ من صحراء النقب'.

ورأى أن مشروع ضم أراضٍ من سيناء إلى قطاع غزة، قد يأتي وفق آلية دولية جديدة تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بأكملها.

وتابع شرّاب: 'في القرارات الدولية، الفلسطينيون لا يملكون قبول المشاريع أو رفضها، هو فقط يخضعون لما تشرّعه الدول الكبرى'.

ولفت إلى أن مشروع التوطين، قد يكون جزءاً من مشروع السلام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وبداية لحل الصراع العربي- الإسرائيلي.

وأضاف: 'يدخل في هذا الإطار الحديث عن تنفيذ سياسة السلام مقابل الأرض، فتتنازل مصر عن أجزاء من سيناء، مقابل
أراضٍ من النقب، وفق اتفاقية سلام إقليمية شاملة'.

وفي 12 من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، تجاوز عدد سكان قطاع غزة عتبة الـ2 مليون نسمة.

ووفق تقرير صادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني، فإن قطاع غزة البالغة مساحته 360 كيلومترا مربعا فقط، من أكثر بقاع الأرض ازدحاما بالسكان، حيث يسجل لكل كيلومتر مربع 4661 فردا.

ومن هذا المنطلق، فإن الزيادة الديمغرافية للسكان في قطاع غزة، تشكّل مصدراً للقلق الإقليمي والدولي، للشكل الذي سيكون عليه القطاع في حال وصل عدد سكانه لـ4 مليون نسمة أو يزيد، بحسب شرّاب.

ونبه شرّاب إلى أنه قد يأتي مشروع توطين اللاجئين كفكرة لتجاوز مشكلة الانفجار الديمغرافي، لاسيّما وأن توسع قطاع غزة باتجاه البحر، لحل تلك المشكلة، بحاجة إلى مليارات الدولارات.

وأردف قائلا: 'يبقى البديل المنطقي التوسع باتجاه سيناء، وكل شيء يبقى وراداً في إطار السلام الإقليمي'.

ووصف رائد نعيرات، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بالضفة الغربية، إعادة طرح مشروع 'توطين الفلسطينيين في سيناء' بـ'الملهاة السياسية'.

وأضاف للأناضول: 'في ظل صعوبة تطبيق الفكرة، فإن الحديث عن هذا المشروع، يأتي في إطار إلهاء صناع القرار عن مشروع حل الدولتين'.

ولفت إلى أن تداعيات تطبيق هذا المشروع تبقى مُبهمة، في ظل غياب السيناريو الواقعي لتطبيق هذا المشروع.الأناضول
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-02-2017 04:09 PM

حينما سمعت العرب عن وعد بلفور , لم يصدقوا ان صديقتهم بريطانيا الحميمة تفعل اي شئ قد يسيئ الى تلك العلاقة , مثل إقامة دولة صهيونية في قلب الأمة, وما زالت لم تؤثر الى يومنا هذا ..

2) تعليق بواسطة :
26-02-2017 04:16 PM

يبدو أن سيناء ستكون هي الملاذ الأخير لحل قضية الانفجار السكاني في قطاع غزة ، وعودة اللاجئين الفلسطيني من القطاع والذين يزيد عددهم على مليوني نسمة الى القطاع الممتد نحو سيناء ، وسيتم تطوير البنية التحتية لمشروع الدولة الفلسطينية فيها
اما بالنسبة للضفة الغربية وسكانها وهم الجانب الكثر أهمية وحساسية ، فالأشهر القادمة كفيلة بكشف المشاريع الموضوعة لتصفية القضية بشكل نهائي لبلورة فكرة يهودية الدولة

3) تعليق بواسطة :
26-02-2017 04:16 PM

الله يستر

4) تعليق بواسطة :
26-02-2017 04:21 PM

شو هالحكي الفاضي مهو تم توطينهم في الاردن توطين كامل ومافي لقب في الدولة ما حصلوا عليه جميع الالقاب حصلوا عليها وتجارة وصناعه وتملك واقتصاد وبنوك وزراعه ونواب واعيان ودولة ومعالي وجامعات واستثمارات ...
على مين جايين تهيلموا في هالاخبار المصديه .

5) تعليق بواسطة :
26-02-2017 04:24 PM

بشرط كامل سيناء
من الماء للماء

6) تعليق بواسطة :
26-02-2017 04:31 PM

ما دام ترحيل الاقباط من سيناء الى الاسكندريه على قدم وساق بحجة داعش
وما دامت سلطة رام الله ألقت السلاح ولجأت للسلام المذل كخيار استراتيجي فكما قال السيد شراب كل شيء في السياسه جائز ولا يملك الفلسطينيون الموافقه او الرفض فقد اضعفتهم سلطة رام الله منذ تخلوا عن خيار البندقيه

7) تعليق بواسطة :
26-02-2017 04:36 PM

1- إستمرار بناء المستوطنات بوتيرة اعلى ؟
2- عدم إرتباط الضفة مع القطاع جغرافيا ؟
3- تجربة إثارة موضوع جزيرتي تيران و سنافر؟
4- وجود وتسليح إرهابيين بمحيط دول تحارب الإرهاب ؟
5- إتفاقية اوسلو ساقطة وشخص واحد متمسك بها ؟
6- حق العودة ساقط في المحافل الدولية ؟

يتبع ..

8) تعليق بواسطة :
26-02-2017 04:40 PM

7- قرارات الامم المتحدة في القضية جميعها ساقطة ؟
8- إنفراج ملحوظ حول العلاقات السرية العربية الصهيونية
9- التركيز المدمر على سوريا و ايران
10- الحديث عن قيام تحالف جديد
11- بالقوة الشعب الفلسطيني إنتكب وإنتكس وإنذبح ثم إنركب لأسباب قيام شلّة منه تحظى بكافة اشكال الدعم من نفس الحكومات التي كانت تعتبرهم مصدر وعدم إستقرار .

9) تعليق بواسطة :
26-02-2017 05:10 PM

لم يغبن شعب في العالم أو يظلم في العصر الحديث أكثر مما وقع على الشعب الفلسطيني الشقيق من ظلم وقهر اللهم إلا شعب ماينمار المسلم .
والمصيبة أن العدو الصهيوني الظالم لهذا الشعب يجد قبولا ودعما من أكبر الدول الإستعمارية في العالم .
شعب ماينمار المسلم لم يجد دعما من أشقائه المسلمين حتى يرفعوا عنه الظلم .
كذلك الشعب الفلسطيني الذي توقف العرب عن دعمه منذ أوسلو وحتى اليوم ليقف في وجه من ظلمه رغم أنهم هم

10) تعليق بواسطة :
26-02-2017 05:17 PM

خطة سيناء قد تكون على مدى 50 سنة قادمة , مثل إنحسار مياه بحيرة , سوف يبدأون ببناء مشاريع في سيناء وسحب أيدي عاملة من الضفة ومن القطاع واعداد لا بأس بها من لاجئي سوريا و لبنان والاردن والعراق وحتى من داخل فلسطين المحتلة وذلك بإغراءات فرص العمل بعد الحصار وشبه الطويل الامد واحيانا زيادة إعداد المبعدين تحت شتى الذرائع, ويبقى من يبقى حيث هم وغيرهم بالإنتقاء تفتح لهم ابواب الهجرة الى استراليا و كندا .

11) تعليق بواسطة :
26-02-2017 05:20 PM

من ساهموا في ظلمه عندما اختطف منه البعض هويته وذوبوها في هوية أخرى ليقوم بعض ممن يدعون تمثيله بالتعاون مع من ظلم الشعب الفلسطيني بمحاولة السطو على هوية شعب شقيق كان خير شعب وقف معه في محنته.
أقول لمن قدر له أن يتجرع كأس السم
أترضى أن يتجرعه غيرك ..؟

12) تعليق بواسطة :
26-02-2017 07:34 PM

تعليقات القراء الاعزاء مثل المعايطة و البشاشبه وغيرهم دليل على تتطور الوعي بشكل ملحوظ عند ابناء الاردن تحليلات واقعية و مهمه و بعيدة عن اسلوب الردح المعروف عن الشباب العربي

13) تعليق بواسطة :
27-02-2017 10:05 AM

طالما هذه هي النتيجة الاخيرة فلماذا لم يتم ذلك في عام ١٩٤٨ عندما أنشئت دولة اسرائيل خصوصا ان فكرة البيع بالتقسيط لم تكن معروفة انذاك، فتخيل انه لو علم العرب بما سيؤول اليه الامر في حينه ودأبوا على استثمار خيراتهم لصالح شعوبهم بما فيهم الفلسطينين لكانت المنطقة العربية الان من أفضل الأماكن في العالم للعيش من حيث التقدم والرخاء، ولكن ما كان هذا من المخططتات التي وضعها اولو الامر.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012