أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الإشاعة ومعنويات المواطنين وهيبة الدولة !

31-07-2011 07:37 AM
كل الاردن -


د. عاطف الرفوع
           ورد انه في الحرب العالمية الثانية وإثناء سير المعارك بين القوات الألمانية وقوات الحلفاء دأبت الدعاية النازية على نشر الأخبار التي تعمل على رفع الروح المعنوية  للشعب وأفراد الجيش الألماني  حتى يتحقق النصر لها , وكان المذيع النازي يكرر عبارة " ألمانيا لم تفتح بعد المخزن السادس " , كانت هذه العبارة ذات وطأت عظيمة على نفوس الجنود الألمان , رفعت من معنوياتهم  وشكلت لهم وقودا روحيا زادهم بسالة وحماسا وزادت هذه الدعاية من إصرار هذا الجيش على إلحاق الهزيمة بالحلفاء بالسرعة الممكنة , وحين انهزمت ألمانيا وفتح المخزن السادس لم يعثروا فيه على أي قطعة سلاح بل وجدوا فيه أحذية للجنود " بساطير "  .

             لا شك أن الدعاية والحرب النفسية  كلاهما يلجأ إلى الإشاعة في كثير من الأحايين لتحقيق أغراضه وأهدافه في الإسراع في هزيمة الخصم بأقل التكاليف , وهذا الأمر كما انه يمارس بين الدول والشعوب المتحاربة والمتنازعة  يستعمل أيضا بين الأنظمة الدكتاتورية وشعوبها للامساك بقوة في السلطة وتستعملها المعارضة أيضا لتهييج حماس الجماهير وتوسيع دائرة الاحتجاج والتمرد لديها  وصولا إلى حالة الثورة  وهي الحالة القصوى التي تعني إحداث القطيعة مع الماضي والنظر الحتمي إلى الأمام حيث  التغيير المطلوب.
 
             وفي حالتنا الأردنية التي ظهرت عليها دلائل التأثر في الربيع العربي أخذت معه وسائل إعلامنا وخاصة الالكتروني منه تملأ صفحاتها بمضامين عن  الفساد المالي والإداري في مملكتنا الحبيبة , ولم يسلم من هذه المضامين  إلا من رحم ربي من الذين تبوءا  المناصب العليا وخاصة رؤساء الحكومات السابقون والوزراء ومدراء الشركات الكبرى وقطاع واسع من المسؤولين , وأكاد أن  اجزم بأنه لم يسلم أحد من ولاة أمرنا من تلك الإشاعات , فقد مسّت الصغير والكبير  مستغلة بذلك فضاء الحرية الصحفية والوضع العربي الراهن , وما تم الكشف عنه من فساد من  قبل الثوار في كل من مصر وتونس ودور الحاشية والبطانة فيه , وهو ما أجج حماس المواطنين للتأكد من وجود أو عدم وجود مثل تلك المظاهر للفساد لدينا .

       إن المضامين الإعلامية التي تطلق الرصاص " بدون عيار " لا تدري بأنها تمس امن المواطن بالدرجة الأولى , إذ أن الحديث عن الفساد بالصورة التي تعرضها  له تأثير فعال في تأجيج حماس المواطنين ودفعهم نحو  التطاول على رموز الدولة والنيل من هيبتهايتجلى ذلك في إضعاف الولاء والانتماء لدى المواطنين  , فتعمل على بث روح الشك في كل شيء ونشر عدم الثقة بين الحاكم والمحكوم وهنا تبدأ الفتن  , الأمر الذي  ينعكس على درجة الامتثال للأنظمة والقوانين من قبل المواطنين وبهذا الصدد يبرز لدينا حالات الاحتكاك السلبي للمواطنين مع رجال الأمن الأمر الذي يعني لا سمح الله انهيار حالة الأمن الذي طالما تغنين به ويحسدنا عليه القريب والبعيد , وهذه حقيقة لا يجادل فيها إلا ناكر أو جاحد   .

          إن رجال الأمن على اختلاف مواقعهم ومؤسساتهم يمثلون العمود الفقري في أمننا وسلامتنا  وهيبتهم من هيبة المواطن والمجتمع والدولة وهذا خط احمر لا يسمح المواطن به ولا المجتمع ولا الدولة لأنه يعني الأمن للجميع , وإذا ما تم العبث به لا سمح الله وقدر فسوف  لن يسلم احد منا من الفوضى التي تعني ذهاب الأمن  بكل تجلياته وخطورته على الوطن والمواطن.

       لذا على صنّاع الإشاعات والأكاذيب من وسائل إعلام ومراكز بحوث من النوعية التي تبحث عن الشهرة و الربح السريع من خلال اصطياد اكبر عدد من الجمهور في شركها أن ترحمنا جميعا من التضليل الذي يهدم ولا يبني  , كما انه على ولاة أمورنا أن لا  يتركوا مجالا لهذه الوسائل أن تثير الشك لدينا  أو الريبة  في نزاهة مسيرتنا الوطنية وعمق أمنها وأمانها , ولعل في الابتعاد عن الشبهات نجاة من الوقوع في مثل هذه المصائد التي لا قدر الله يمكن أن تعكر صفو العلاقة بين كافة القطاعات والمؤسسات في مجتمعنا  وهو ما يعني ذهاب الأمن والأمان , لذا على الدولة أن تتبنى إستراتيجية إعلامية جديدة تعمل على تمتين أواصر الثقة وتمتين حبل المودة  بين الجميع , وهي دعوة أيضا لكل مؤسساتنا الإعلامية ومواقعنا الالكترونية للتفريق بين الدعوة للإصلاح  وبين الدعوة للهدم فهل من مجيب ؟.         
    
    
    

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-07-2011 12:12 PM

نعم دكتور عاطف الاشاعه نصف نجاح الحرب وافتنه اشد من القتل

2) تعليق بواسطة :
31-07-2011 12:55 PM

اقتباس لمعنى الالشاعة , أكثر ما يحمل على الإشاعة الكراهية لمن يُشاع عنه، أو حُب الظهور بالسبق إلى معرفة ما لا يعرفه غيره، أو التسلية أو تمرير فكرة مبطنة أو التنفيس عن النفس فيما حُرِمَتْ منه، وتكثر أيام الأزمات السياسية والاقتصادية والحربية حيث يكون الجو ملائمًا لرواجها. وللإشاعة آثارها الضارة، من بلبلة الأفكار وتضليل الرأي العام، والفتنة بين الناس، وتشويه سمعة البرآء، كما أشاع المشركون على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه ساحرٌ كذابٌ، وأنه شاعر أو كاهن أو مجنون، لاشك ان هذا المسلك غير صحى تهلك وتتعب الشعب والحكومة على حد سواء , نحن نقبل في ظل الظروف الحالية لما نعيش بة بقطع لسان كل مروج لاشاعة كاذبة تمس شخص او جهة او تشريع سواء من قبل المواطن بأى صفة او مجال كان وبين الحكومة واجهزتها السؤال كم لسان سيقطع من طرف واحد بنسبة 99,9% ؟؟؟ لن ابدأ بقطع لساني الان لأني اسأل سؤال برىء ولا أٌٌروج لاشاعة .ولا أسوق فكرة عفى الله عما مضى نريد محاسبة كل من يثبت فساده كان من كان . بعد ان يتم هذا يتحقق على الدولة أن تتبنى إستراتيجية جديدة تعمل على تمتين أواصر الثقة وتمتين حب المودة بين الجميع .

3) تعليق بواسطة :
31-07-2011 07:18 PM

الدكتور عاطف الرفوع / تحية وإحتراماً
إن أشهر من أطلق الإشاعة في القرن العشرين هو الجنرال غوبلز الذي كان يقوم بدور وزير إعلام الفوهرر ..وهو صاحب شعار إكذب إكذب حتى يصدقوك.
لكن في حالتنا مافي دخان بدون نار إن الأصول الثابتة التي كانت ترفد الميزانية في دولتنا العتيدة بيعت وخصخصت ولم يبقى إلا المواطن البقرة الحلوب الذي يدفع الضرائب مقابل الفساد المستشري في حكوماتنا المتعاقبة وليسدد فوائد الدين المتراكم البالغ 17 مليار دولار في ضل ناتج قومي كلنا نحن نعرفة .
وتقول لي طال عمرك إن كل الحراك الذي يقوم به شعبنا سببه الإشاعة.

4) تعليق بواسطة :
31-07-2011 11:15 PM

اخي العزيز ..
ان من ضرب ويضرب الامن والامان في الاردن هم تلك الفئة التي تتابعت على حكما وقامت بنهب وسرقة مقدرات الشعب الوطن .. كان لدينا بوتاس وقوسفات واسمنت وشركة كهرباء وشركة اتصالات واراضي وشاطئ في العقبة وميناء وشاطئ في البحر الميت وكان لدينا مبنى للقيادة العامة للقوات المسلحة ومبنى للمخابرات العامة وكان لدينا بحر من المياه العذبة في الديسي وكان لدينا دولة لها سيادة وكان لدينا دستور وقوانين .. ولكن هذه الثلة باعت كل ما ذكرنا وقامت بالتعدي على الدستور وتميع القوانين ونخر الفساد حتى وصل لتفاصيل بعثة حج

5) تعليق بواسطة :
31-07-2011 11:16 PM

وأخيرا قامت الاجهزة الامنية بضرب المواطنين والصحفيين .. وبعد كل هذا نطلب من المواطن ان يخرس ولا يتحدث بتفاصيل الفساد حتى نحافظ على امان الوطن ! سيدي العزيز انهم اضاعوا الوطن واضاعوا هيبة الدولة وانهم هم من اضاع وسيضيع امن وامان الوطن ..
موضوع آخر اخي العزيز : هل المديونية العالية إشاعة ؟ هل اموال الخصخصة التي وضعت في شركة موارد والتي بدورها اضاعت كل ما وضع فيها وهي مديونة الان اشاعة ؟ هل بيع ترخيص امنية باربعة ملايين دينار بعو ان كانت الشركة مستعدة لدفع سبعين مليون دينار وبعد سنة قامت الشركة نفسها ببيع الترخيص لشركة خليجية باكثر من 380 مليون دينار اشاعة ؟ هل بيع البوتاس ب 120 مليون دينار فقط مع ان ربح الشركة في سنة واحدة تعدى 280 مليون دينار اشاعة ؟ هل بيع ميناء العقبة والاراضي التي حوله بقيمة 500 مليون دينار في حين تكلفة نقل الميناء لمكان جديد يكلف 250 مليون دينار اشاعة ؟ والكثير الكثير من الفساد الواضح مثل تهريب خالد شاهين وامواله اشاعة ؟ ارجوك ارحمنا

6) تعليق بواسطة :
01-08-2011 02:53 AM

الدكتور عاطف الرفوع تحيه واحترام اشكرك على هذا المقال الرائع لم يكن علو الاصوات والتطاول عبثا بالرغم من ان بعض الاصوات طالت باتهامها اناس بعيدين كل البعد عن اي شبه فساد ولكن ما هذا الاندفاع على الرغم من انني لا ابرره كله الا نتيجه لحجم الفساد الذي انهال على تلك المقدرات البسيطه لهذا البلد واين تلك الرموز حين دب الفساد واستشرى الم يلحظوا ويدعون الوطنيه الم يلحظوا ام انهم شركاء ومن خلال مقالكم اوجه تحيه اجلال واحترام الى الجباه السمر القوات المسلحه ورجال الامن العام وما نحن الا من اصلابهم واضم صوتي الى صوتك فما هم الا خط احمر

7) تعليق بواسطة :
01-08-2011 02:22 PM

اعزائي الكرام انا قلت على ولاة الامر منا الابتعاد عن الشبهات .......فالفوسفات شبهة والخصخصة شبهة وعدم كشف كل الحقائق للمواطن يجعله فريسة لكل ما يطرحه العقل من حجم للفساد والتخوين ......واتقاء الشبهات يعني مكافحة كل اشكال الفساد بما فيه التطاول على الدستور اللهم اني قد بلغت اللهم اني قد بلغت ان الفساد يضرب هيبة الدولة وينكس معنويات المواطنين بحيث يدفعو نحو ما لا يحمد عقباه

8) تعليق بواسطة :
01-08-2011 02:27 PM

اقول لولاة امورنا ما تنامو بين القبور وما تحلمو احلام ردية اضن انني اوضحت اما بالنسبة للاشاعات التي قصدتها فهي غير الفوسفات والمديونية لان ما قام عليه الدليل هو حجة وحقيقة وليس اشاعة والسلب والنهب هو حقيقة وليس اشاعة ولكن قصدت التوجه لاشخاص بعينهم وقتل الشخصية لديهم دون الوقوف على حقيقة الامر

9) تعليق بواسطة :
01-08-2011 07:52 PM

يا دكتور عاطف

سلامة فهمك يا أخي، لقد بعنا كافة أملاك دولة الأردن، وأهم ألأراضي الأميريه وقمنا بإستدانة ١٧،٠٠٠،٠٠٠،٠٠٠ دينار وربع شعبنا عاطل عن العمل و ٥% من أهل ألبلد تنام بدون عشاء . أين ذهب كل ذلك يا دكتور. وددت لو أنك زدت كلمة "بدون قافيه" كل ما ذكرت شائعة الفساد، كما أنني وددت لو أنك أنهيت مقالك بالعباره التاليه: والله من وراء القصد! وشكرا

10) تعليق بواسطة :
26-11-2011 03:01 AM

لا عجب من ان تتعالى الاصوات ويتطاول البعض . فالاندفاع والتسرع والاتهام الباطل اصبح المفتاح الوحيد والضائع لفارغي العقول لينالوا شرف مخاطبة اصحاب العقول النيره ...

ان ما قصده الدكتور عاطف كما هو واضح تماماً في مقاله وكما تبين لي كقارئ وليس كباحث الثغرات الذي هو اشبه ما يكون بالفايروس الذي يبحث عن اضعف المناطق في جسم الانسان لينخرها ويتطفل عليها (لا اعلم ان كان ذلك نقصاً منهم ام حسداً) هو بإختصار شديد اثر التدخلات الخارجيه في إثارة الفتنه الداخليه بالإستفاده مما يسمى بالإشاعه.
لم يبرئ الدوله من الفساد بل اشار اليه وابدأ الاستياء من ان التهمه قد طالت
الصغير والكبير مشيراً الى ان ذلك يضر البلاد ويهدد امنها .
فتعميم وحش الفساد على ولاة أمرنا ككل يضر المصلحه الوطنيه ويسيئ لهيبة الدوله ويدعس معنوية المواطن نحو الاصلاح.
الفساد موجود والمصلحون في هذا البلد موجودون ويستمر الصراع .
وبالنهايه تبرئة الدولة من الفساد مصيبه والاعضم منها هو تعميمه على الجميع !
املاً ممن اساء الفهم اعادة القراءه قبل الرمي بسهام الاتهام
تقبل فائق احترامي وتقديري يا دكتور عاطف الرفوع ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012