أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


هل نحن دولة مستقلة !

بقلم : شحاده أبو بقر
28-05-2017 05:00 PM

في غمرة ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد والسوء , يحيي شعبنا الأردني ذكرى إستقلال الوطن , ويستذكر الاردنيون جميعا في هذا اليوم عند عتبات رمضان المبارك , تلك الأيام السود تحت ربقة الإستعمار والإنتداب وما شابه من ظلم , ويجدون سببا قويا للفخر بأن لنا اليوم وبحمد الله وطنا مستقلا إنتزعه الآباء والأجداد الشرفاء المخلصون بريادة الهاشميين الأخيار , من بين براثن الظلم والإستبداد وفكي الذئب المفترس !

لم يتوقف متشدقون كثر عبر عقود طويلة خلت وبعضهم ما زال حتى يومنا هذا , عن بث سموم حقدهم الاسود المجبول بحسد أكثر سوادا , في القول أن الأردن صنيعة الإستعمار خدمة لغاياته , وأن الدولة الاردنية دولة تابعة يحرص الغرب على وجودها خدمة للغايات ذاتها ! .

ونرد فنقول , أليست التقسيمات السياسية العربية الراهنة نتاجا صريحا ل سايكس بيكو ! , وهل هناك دولة عربية أو حتى غير عربية ليست تابعة خدمة لمصالحها ووجودها لأي من الدولتين الاكبر أميركا وروسيا ! , وهل الأردن وحده إستثناء دون دول سائر دول أولئك المتشدقين الذين يفترضون بالأردن أن يدير ظهره تماما للشرق والغرب دونا عن دولهم جميعا !! .

من ضحى وجاهد ووضع مصالحه ووجوده في مهب الريح وما زال , من أجل عيون العرب أكثر من الأردن الذي ينكر عليه ظلمة كثر بركة إستقلاله ! , من خاض كل حروب العرب وإستمات دفاعا عن القدس الشريف وناصر الشعب الفلسطيني الشقيق وكل قضايا العرب أكثر وعلى نحو ما بذل الاردن وضحى وبكل ما يملك ! ! .

قالوا إن الاردن صنعه الإستعمار ساحة خلفية لإستيعاب اللاجئين وتلك هي مهمته وغرض وجوده ! , ونقول إبتداء يفخر الأردن بإستيعاب أشقائه الفلسطينيين الذين شردهم الإحتلال البغيض , ولكنه يفخركذلك بإستيعاب اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم من العرب الذين تشردوا جميعا جراء حروب أهلية عربية في أوطانهم لا علاقة للإستعمار بها ! , وعلى الحاقدين أن يحنوا هاماتهم تقديرا وإحتراما للأردن , بدلا من مواصلة أحقادهم التي جنت على العرب كابرا عن كابر .

لقد وقف الاردن ثماني سنوات مع العراق في الحرب مع إيران , ووقف الاردن ضد إحتلال الكويت وضد حرب الغرب على العراق والتي فتحت ساحاته كلها لإيران ومشروعها خلافا لنصيحة الاردن في حينه , وحارب الاردن إلى جانب سورية ضد إسرائيل عام 1973 ونسي أن الجيش السوري ' الشقيق ' كان قد إستباح الارض الاردنية لعامين فاتا , ووقف الاردن إلى جانب الجزائر في حرب التحرر من الإستعمار الفرنسي وكانت المساعدات الاردنية للشعب الجزائري أول مساعدات عربية تصل الشعب الشقيق .

وساند الاردن الشرعية في اليمن وإنضم للتحالف العربي ضد التمرد هناك , أما جهاده العسكري والشعبي في فلسطين ودفاعا عن عروبة القدس فلا يمكن لأحد التنكر لها إلا من يظلم حظه وسيلقى من ربه ما يلقى , ولم يعمل أحد وبكل نية صافية وإخلاص عبر العقود من أجل لم شمل العرب ولكن دون جدوى , كما عمل الاردن تحديدا.

يحتفل الاردن اليوم بإستقلاله المبارك , وهو الذي دفع ' فواتير ' نزوات بعض العرب كلها , برغم ندرة موارده وصعوبة ظروف عيش شعبه الصابر الفخور لا المتأفف لما قدم وجاهد وضحى من أجل عيون العرب والعروبة , ولم يكن يوما في جيب أحد , يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة , يتحمل أعباء يتهرب الكثيرون من تحمل قسط منها , ولا يشكو وإنما فقط يقول لقد طفح الكيل وما عاد بإمكاني تحمل المزيد .

بارك الله الاردن شعبا وقيادة وجيشا وقوى أمنية وصانه من كل شرور المتربصين به عند حدوده , وزاده الله من رزقه الكريم الكفيل بتوفير قوت شعبه وشعوب شقيقة يستضيفها بعد إذ شردتها أوطانها والمحتلون والغرباء , وألقيت كل أحمالها على كاهل الاردن دون سواه , ولا حول ولا قوة إلا بالله . نحن دولة مستقلة ووطن مستقل كريم وشعب مستقل أكرم , شاء من شاء وأبى من أبى , والله سبحانه من وراء القصد .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-05-2017 04:30 PM

قلة من الدول تعتبر مستقلة حسب المفهوم الحديث، فالدولة المستقلة هي التي تستطيع الدفاع عن حدودها الجغرافية، وتنعم بالامن الغذائي ولأهلها حرية اتخاذ القرار خصوصا في الأمور المصيرية ومن هنا تنبثق السيادة. كثير من الدول تم احتلال أراضيها بالقوة العسكرية، فعندما انحسر الاستعمار وعادت الجيوش الى بلادها، شعرت الدول المستعمرة بالحرية النسبية ونعتت الوضع ألجديد بالاستقلال و يتم فيها الاحتفال بالمناسبة.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012