أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 04 أيار/مايو 2024


أبو غزالة يكتب...مكافحة الإرهاب بالمحبة والسعادة والأمل

بقلم : د. طلال ابو غزالة
04-06-2017 05:13 PM
1 - بالرغم من ادراكي التام وايماني المطلق بأهمية وضرورة الإجراءات الأمنية والعسكرية لمكافحة الإرهاب، والتي احترمها ولا أسمح لنفسي أن اقترب منها بل أؤيدها دون حدود، إلا أنني وبذات الوقت أفهم أن الفقر والبؤس واليأس تشكل جميعها البيئة التي يستغلها الإرهاب، وبأن واجبنا كدولة ومواطنين، أن نسعى لايجاد الحلول المعالجة لها وذلك من خلال المشروع الوطني 'صندوق التكافل الاجتماعي' تجسيدا لإرادة سيد البلاد في تحقيق ذلك.

2 - كما أنني اؤمن بدورنا كقطاع أعمال بشكل خاص، وبمساندة الدولة والمجتمع بشكل عام، في خلق فرص عمل لأبنائنا وبناتنا الباحثين عن العمل (ولا أسمح لنفسي بأن أقول العاطلين عن العمل). وتلك هي أولوية هامة في مكافحة الإرهاب إلا أن ذلك لن يتم إلا من خلال اقامة نظام مؤسسي يلبي حاجات أولئك الباحثين عن العمل بشكل مشروع وطني لتأهيلهم لسوق العمل.

3 - أنا طلال أبو غزالة المواطن الاردني الذي لا يدعي احتكار الحقيقة استميحكم العذر بأن أعلن بما اؤمن فيه شخصيا، راجيا العذر أن كنت قد تجاوزت قدري.

4 - ومن منطلق حقيقة أن الوقاية هي خير من العلاج، فإنني أرى أهمية مكافحة الإرهاب من خلال التحصين للوقاية منه تماما كما يحصن التطعيم ضد الإصابة بالوباء.

قبل وبعد كل ذلك علينا أن ندرك بأننا ننعم في هذا البلد تحت عناية مليك يرعانا كأننا جميعا أبناؤه، وقد حقق لنا بهمته وحكمته نعمة الأمن والأمان في أصعب الظروف الاقليمية والدولية. وبقي علينا نحن المواطنين أن نقوم بواجبنا فعلا وليس قولا للحفاظ على السلم الأهلي وتحقيق العدالة الاجتماعية.

لذلك اسمحو لي بأن اقترح ما يلي:

1 - أن يكون من أولويات برنامج إصلاح البرامج الأكاديمية إزالة كل المواد والأفكار والمواضيع التي تشجع على العنف والخوف والكراهية للغير. لقد علمتني الحياة أن أحب حتى خصومي (باستثناء الاحتلال الصهيوني)، ذلك أن وجودهم يجعلني أكثر حرصا على تجنب الخطأ كي لا يوجهوا سهامهم إلي، ويجعلني أكثر حرصا على النجاح كي لا يسعدوا بفشلي، ويجعلني أكثر راحة نفسية في كل الأحوال.

2 - ان تركز البرامج الأكاديمية على ما يغذي أبناءنا بثقافة 'المحبة والسعادة والأمل'، لأن ذلك هو السبيل لراحة النفس ولبناء الوطن. ولتحصين شبابنا ضد التعبئة الإرهابية نحتاج إلى ثقافة المحبة بدل الكراهية وثقافة السعادة بدل البؤس، وثقافة الأمل بدل اليأس.

3 - أن نجند موسساتنا جميعها لرسالة المحبة والسعادة والأمل بما فيها إعلامنا العام والخاص وندواتنا ومؤسساتنا العامة والخاصة شكرا لنعم الله علينا.

4 - أن ندرك ما في المعاناة من نعمة كما تعلمت من مسيرة معاناتي وقناعتي بأن الله قد أنعم علي إذ امتحنني. ولقد أوردت ذلك في كتابي 'قصص من حياة أنعم الله عليها بالمعاناة'، مبينا أن المعاناة هي فرصة للتحدي والانتصار. وكذلك لقد أورد كتاب 'طلال ابن أديبة للأطفال' قصة حياة طفل استمتع بنعمة المعاناة. وكلا الكتابين متوفران للاهداء ومهما كانت معاناتنا، دعونا ننظر في المقابل إلى النعم الأكثر والأعم والأهم التي وهبنا إياها الله في هذا والوطن العزيز.

5 - ان مجتمع المحبة والسعادة والأمل لا مكان فيه للإرهاب، ومجتمع التكافل ضد الفقر هو الحصن الحصين ضد الدعوة الإرهابية. ولا أقصد بالتكافل التبرعات والأعمال الخيرية التي أسأل الله أن يجزي فاعلها خيرا. انما أقصد اقامة مشروع وطني مؤسسي باسم 'الصندوق الوطني للتكافل الاجتماعي' يكون له نظامه وإجراءاته واستدامته بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية كما وجه جلالة الملك في ورقته النقاشية السادسة.

6 - نحن أيضا بحاجة لاعتماد مشروع وطني لتأهيل أبنائنا وبناتنا لسوق العمل. ولقد وقعت مجموعتنا مع وزارة العمل مذكرة تفاهم لاطلاق 'مبادرة بوابتي إلى العمل' والتي تتيح للباحثين عن العمل فرصة التدريب لأغراض التوظيف دون خضوعهم لنظام العمل الساري والحصول على التدريب وعلى شهادة خدمة برواتب ان كانت أدنى من سلسلة الرواتب المقررة إلا أنها في جميع الاحوال أفضل من بقائهم دون عمل أو أي دخل وهدفا للدعوة الإرهابية.

7 - ان اساتذتي قادة الفكر عليهم واجب بل أمانة نشر هذه الثقافة لأن الفكر أقوى من السلاح. وكما قال فيكتور هيجو 'بإمكانك أن تقاوم جيشا ولكنك لا تستطيع أن تقاوم فكرة حان وقتها'.

8 - ان كل أب وأم وأخ وأخت وعم وخال وجد وجدة هو مسؤول عن تربية أطفالنا منذ الصغر ومواكبتهم بثقافة المحبة والسعادة والأمل من منطلق حبه له لحمايتهم من التغرير بهم من دعاة الشر، والا فإنه هو الخاسر لهم والمسؤول عن خسارتهم لأنفسهم.

9 - ولأهمية تلك الثقافة لقد انشأ ملتقى طلال أبو غزالة المعرفي فريق عمل يجتهد في اعداد التوصيات لبث رسالة المحبة والسعادة والأمل كثقافة. وكذلك انشأ فريق عمل يعنى بتحول الأردن إلى مجتمع معرفي باعتباره الطريق إلى تحقيق الناتج القومي الذي يتيح فرص العمل والرفاهية والحلول لكل المشاكل المالية والاقتصادية.

وختاما أكرر ما أعلنه دوما مخاطبا جلالة الملك المعظم:

'لقد جئت هذا البلد لاجئا، قرر أن يجعل من نعمة المعاناة الفلسطينية نعمة، وقرر أن يصنع من نعمة المواطنة الأردنية رسالة خدمة للمجتمع. لقد أعطيتموني وطنا ثانيا أعتز به، وعلمتموني حب أهله... شكراً لكم'.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-06-2017 07:21 PM

.
-- أول مرة إلتقيت طلال ابو غزالة كانت في اوربا قبل اكثر من عشرون عاما والتقيته بعدها من حين لآخر في الديوان وفي مناسبات إجتماعية,رجل يهمه الاردن وصادق في عرفانه له

-- عندما تم ظلمه وإخلاء ثم هدم مبنيي إدارته العامة الجديدين في العبدلي بتوجيه من عمر المعاني لصالح مشروع أوهام الحريري تصرف أبو غزالة بما لا يسيء للاردن

-- طلال ابو غزالة من اللبنات الصلبة للإقتصاد المنتج

.

2) تعليق بواسطة :
05-06-2017 05:02 PM

من اجمل الصفات التي يجب ان يتحلى بها كل إنسان هي صفة التواضع، ومن اجمل ما يقراء هي كتابات تصدر عن شخصيات لها مقامها ومركزها في الحياة العامة مثل كاتب هذه الكلمة التي اعلق عليها لأَنِّي استمتعت في قراءتها لما طفحت به من تواضع جم. اعجبتني جملة:" مكافحة الاٍرهاب بالمحبة والسعادة والامل" التي من دونها لن يتم القضاء على الاٍرهاب ولو استعملت كل جيوش الارض، هذه هي الأسلحة الحقيقية للقضاء على الاٍرهاب.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012