أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الأربعاء , 08 أيار/مايو 2024


احراق الاقصى بداية انطلاق قافلة الارهاب وحملات التفريغ والتهويد في القدس

21-08-2011 08:28 AM
كل الاردن -


 نواف الزرو


يتبين لنا وفقا لجملة المعطيات المشار اليها وغبرها الكثير ..اكثر من اي وقت مضى في تاريخ المدينة المقدسة، في ضوء الاحداث المتلاحقة التي تشهدها المدينة واهلها ومقدساتها، منذ احتلال المدينة مرورا بمحطة اندلاع انتفاضة الاقصى والمواجهات الدامية بين اهل القدس وفلسطين، وبين جيش ومستعمري الاحتلال الصهيوني، وصولا الى الراهن المقدسي، ان دولة واجهزة الاحتلال المختلفة ماضية على قدم وساق وبلا توقف اوكلل او ملل، في مخططات وحملات واجراءات التفريغ والتطهير العرقي والحصار والمصادرات والتهويد ضد المدينة واهلها وفي مخططات هدم الاقصى بغية اعادة بناء الهيكل المزعوم.

ويتبين لنا اليوم ايضا اكثر من اي وقت مضى ان تلك المخططات والحملات والنوايا الصهيونية الرامية الى تهويد المدينة وابتلاعها انما هي قديمة - جديدة - متجددة متصلة، وان دولة الاحتلال تعمل على كشفها وترجمتها على الارض المقدسية تباعا ، وان كل اجواء ما يسمى بعملية المفاوضات والسلام والتعايش منذ بداياتها ومرورا بمحطة كامب ديفيد - 2 - ووصولا الى خريطة الطريق وما بعدها وصولا الى «فك الارتباط» ، فخطة الرئيس بوش، ونوايا الرئيس اوباما، لم تلجمها ولم تكبحها ولم توقفها، بل ان تفاعلاتها وتداعياتها واخطارها الاستراتيجية على القدس وهويتها ومستقبلها باتت واضحة صارخة بصورة لم يعد باستطاعة ماكينة الدعاية والاكاذيب المخادعة المتعلقة بالمفاوضات واحتمالات السلام ان تخفيها.

فالمدينة المقدسة تتعرض وفقا لكم هائل من المعطيات والوقائع الموثقة الى التهويد الشامل في كافة مجالات ومناحي الحياة المقدسية، في الوقت الذي باتت فيه الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية على حد سواء عرضة للانتهاكات والاعتداءات المختلفة بلا توقف، في الوقت الذي اصبح فيه الاقصى والحرم القدسي الشريف على وجه حصري في خطر جدي شديد.

فسياسيا.. تواصل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة الاعلان وبصورة واضحة حاسمة لا تقبل الجدل «ان القدس الموحدة عاصمة اسرائيل الى الابد» و»انها غير خاضعة للمفاوضات والمساومات او التقسيم» و»ان اي تسوية سياسية بشأن القدس يجب ان تبقيها تحت السيادة الاسرائيلية الكاملة».

وهم - اي بنوصهيون - يؤدلجون هذه المواقف والقرارات السياسية بأدبيات ايديولوجية دينية توراتية لا حصر لها، كلها تجمع على «ان القدس يهودية، وانها مدينة وعاصمة الآباء والاجداد» وغير ذلك.

وعمليا على الارض المقدسية تتحرك وتعمل كل الحكومات والوزارات والاجهزة والدوائر والادوات والجمعيات الوزارية والبلدية والامنية والاستيطانية بالتعاون والتكامل فيما بينها من اجل احكام القبضة اليهودية - التهويدية الاحتلالية الكاملة على المدينة المقدسة ببلدتها القديمة داخل اسوارها التاريخية، وبمدينتها الجديدة خارج تلك الاسوار.

فالقدس اصبحت مسوّرة محاصرة بجملة من الاحزمة الاستيطانية الخانقة يصل عددها الى عشرة احزمة تبدأ من داخل اسوار البلدة القديمة لتمتد وتتمدد لتصل الى حدود مشروع «القدس الكبرى» التهويدي، الذي يلتهم وفقا لمصادر فلسطينية عديدة مساحات واسعة من اراضي الضفة المحتلة تصل من 15 - 25% من مجمل مساحة الضفة.

وبالتالي.. ان كان لنا ان نتوقف اليوم امام ملف المدينة المقدسة، فذلك لان تلك الجريمة التي اقترفت ضد الاقصى /احراقه على يد الاحتلال عام 1969/ كانت بداية انطلاق قافلة الارهاب والانتهاكات وحملات التفريغ والتهويد ضد القدس والمقدسات ...تلك القافلة /المسيرة الارهابية التي ليس فقط لم نر نهاية لها حتى اليوم، وانما التي نراها تشتد وتزداد هستيرية وسعارا تهويديا في ظل ليس فقط خريطة المفاوضات والتسوية العقيمة التي هيمنت على المنطقة منذ مؤتمر مدريد، وانما وهذا هو الاخطر، ملء سمع وبصر وتحت صمت وعجز العالمين العربي والاسلامي، وفي ظل مجتمع دولي باتت تسيطر عليه القطبية الامريكية /الصهيونية الطاغية.

معطيات ووقائع الحريق

ففي الحادي والعشرين من آب عام 1969 اقدم الارهابي مايكل روهان الذي مثل غلاة الحقد العنصري ضد الجنس العربي على اضرام النار في المسجد الاقصى في محاولة للنيل من هذا الصرح الاسلامي الخالد، حيث اندلعت النيران في ثلاثة مواقع بالقرب من المحراب والمنبر وبالقرب من النافذة العلوية وبين الاروقة الامر الذي يؤكد تخطيط مسبق لتنفيذ هذه الجريمة.

وفيما يلي اهم الاجزاء التي احرقت داخل مبنى المسجد الاقصى المبارك كما هي موثقة في دراسات وتقارير فلسطينية وعديدة:

1- منبر صلاح الدين الايوبي الذي يعتبر قطعة فنية نادرة مصنوعة من قطع خشبية صغيرة معشقة بعضها مع بعض دون استعمال مسامير او براغي او اية مادة لاصقة. وكان يرمز الى انتصار القائد صلاح الدين ودخوله القدس. وباحراقه اراد الاسرائيليون احراق هذا الرمز. وكان هذا المنبر قد صنعه نور الدين زنكي وحفظه في مكان اسمه الحلوية في حلب الشهباء في سوريا ونقله صلاح الدين الى القدس في عام 1187م.

2- مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفتح القدس.

3- محراب زكريا المجاور لمسجد عمر.

4- مقام الاربعين المجاور لمحراب زكريا.

5- ثلاثة اروقة من اصل سبعة اروقة ممتدة من الجنوب الى الشمال مع الاعمدة والاقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الارض خلال الحريق.

6- عمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد.

7- القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها.

8- المحرب الرخامي الملون.

9- الجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليه.

10- ثمان واربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها واسلوب الحفر المائل على الجص لمنع دخول الاشعة مباشرة لداخل المسجد.

11- جميع السجاد عجمي.

12- مطلع سورة الاسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحرب ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترا الى الجهة الشرقية.

13- الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل، والممتدة من تيجان الاعمدة.

وقد هب اهل القدس بامكاناتهم القليلة آنذاك لاطفاء الحريق الذي شب في اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وسارعت اجهزة الاطفاء في الخليل وبيت لحم ومختلف مناطق الضفة الغربية لانقاذ الاقصى حتى تم اطفاء الحريق بعد بضع ساعات.

واكد مدير المسجد الاقصى في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية آنذاك الشيخ رفيق الخطيب في حديث بهذه الذكرى: «ان النيران اتت على منبر صلاح الدين الايوبي والمحراب وقبة المسجد الاقصى ومساحة كبيرة من الاروقة الشرقية والغربية. واضاف ان هذه الجريمة جاءت ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات المتكررة التي قام بها المتطرفون اليهود ضد هذا الصرح الاسلامي الخالد والمناطق المحيطة به بغية طمس المعالم العربية الاسلامية في المدينة المقدسة وتغيير البنية الديمغرافية والجغرافية للقدس الشريف ودرتها المسجد الاقصى الذي كان موضعا لمعجزة الاسراء والمعراج».

هدم وتدمير

وان كانت جريمة احراق الاقصى المبارك فاتحة مسلسل الجرائم الصهيونية ضد الاماكن المقدسة، بعد العدوان والاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية والفلسطينية في حزيران 1967 الا ان سجل دولة الاحتلال في اقتراف الجرائم ضد المساجد والكنائس والمقابر يعود الى عهد التنظيمات الارهابية الصهيونية والى بدايات اقامة الدولة العبرية على ارض فلسطين.

فمنذ « اقامة تلك الدولة وحتى عام 1950 اي خلال عامين فقط اقدمت على هدم وتدمير 1200 مسجد كما يؤكد الباحث الفلسطيني في مؤسسة الاقصى لرعاية المقدسات الاسلامية في فلسطين 1948 الشيخ احمد فتحي خليفة.

واوضح الشيخ خليفة «ان عملية هدم المساجد لم تكن مسألة عابرة يسيرة بل ان قوات الاحتلال لجأت الى استخدام المتفجرات كما فعلوا في مسجد قرية الدامون المدمرة الواقعة في مدخل قرية عابود بالجليل».

واضاف «ان سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي شهدت عمليات تدمير وانتهاكات متفرقة ضد المساجد والكنائس وكان من ابرزها: هدم ثلاثة مساجد في العقد الاخير من القرن العشرين وهي مساجد ام الفرج في الجليل الغربي ووادي الحوارث الساحلية الواقعة جنوب الخضيرة ومسجد قرية صرفند الساحلية جنوب حيفا».

بينما جاء في تقرير لمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الانسان على سبيل المثال ان دولة وقوات الاحتلال اقدمت خلال انتفاضة الاقصى على سبيل المثال على جملة اعتداءات وصلت احيانا باستخدام قذائف المدفعية والدبابات وصواريخ الطائرات ضد المساجد والكنائس مما ادى الى هدم وتدمير عدد منها تدميرا كليا وبعضها جزئيا كما يلي:

اولا: هدم وتدمير المساجد والكنائس

مسجد الخضرة في نابلس، مسجد مخيم جنين، مسجد معاذ بن جبل في كفرقليل قضاء نابلس، ومسجد عبدالله عزام في بيت حانون، مسجد النور في رفح، مسجد دير البلح، ومسجد زكريا في الرمله، مسجد شهاب الدين في الناصرة، مسجد تل الملح في النقب.

اما الكنائس التي تعرضت للاعتداءات فهي: كنيسة البربارة في رام الله وكنيسة المار متري في نابلس.

ثانيا: محاولة شطب الهوية الدينية

عمدت السلطات الصهيونية الى ازالة الصبغة الدينية عن عدد من المساجد والكنائس والمقابر الاسلامية والتي نذكر منها ما يلي:

1- تحويل مسجد بئر السبع الى متحف.

2- تحويل المقبرة الاسلامية في العفولة الى مجمع للنفايات.

3- تحويل مسجد قرية خلدة قضاء الرملة الى معرض للتماثيل والصور.

4- تحويل مقبرة البروة الى حظيرة ابقار.

5- ردم مقبرة سيدنا علي.

6- اقامة مبنى للمحاكم الصهيونية على مقبرة مأمن الله في القدس.

7- احراق المركز الدولي للكتاب المقدس على جبل الزيتون واحراق اربعة مراكز مسيحية في القدس وتشويه معالم كنيسة القديس جيورجيوس وتحويلها الى ناد ليلي.

ثالثا: اطلاق النار على عدد من الاماكن الدينية

تعرض العديد من الاماكن الدينية الى اطلاق النار من قبل السلطات الصهيونية التي نذكر منها ما يلي:

المساجد في الضفة الغربية: مسجد حوارة في نابلس، مسجد الحنبلي في نابلس، مسجد الابرار في سلفيت، ومسجد طولكرم الجديد.

المساجد في غزة: مسجد الرحمة في غزة، مسجد النور في رفح، مسجد قرية ابو خوصة في بيت لاهيا.

المساجد في الخط الاخضر: مسجد طبريا القديم، مسجد حسن البيك في يافا.

الكنائس في الضفة الغربية: كنيسة المهد، كنيسة فيلبس، كنيسة المارمتري.

الكنائس في قطاع غزة: دير اللاتين في غزة.

رابعا: العمل على اثارة مشاعر المسلمين والمسيحيين

عمد عدد من المتطرفين الصهاينة الى اثارة مشاعر المسلمين والمسيحيين من خلال جملة من الاعمال نذكر منها يلي:

1- قيام المستوطنين بشتم محمد عليه السلام وعيسى عليه السلام وكتابة شعارات معادية للاسلام والمسيحية على الجدران كما حصل في مدينة الخليل.

2- قيام متطرفين يهود بوضع الكوفية الفلسطينية على ظهر حمار كما وضعوا على ظهر الحمار ايضا نسخة من القرآن الكريم وجالوا به شوارع القدس الغربية.

3- احتل عدد من اليهود المتطرفين مقبرة اسلامية قرب طبريا وتعاطوا فيها المخدرات.

4- اقدم الجنود الصهاينة على تمزيق نسخة من القرآن الكريم وبالوا عليه في منزل المواطن مساعد ابو عجوة في مخيم البريج.

5- الاعتداء على المقبرة الاسلامية في الخليل وتحطيم الشواهد فيها.

6- قيام السلطات الصهيونية بمنع رفع الأذان في الحرم الابراهيمي في الخليل عديد مرات.

7- قيام عدد من الصهاينة بوضع صورة مسجد على مغلف شريط فيلم اباحي.

8- اغلاق الجنود الصهاينة لعدد من المساجد كما حصل في مسجد الغابسية في عكا.

خامسا: مداهمة عدد من الاماكن الدينية

كما عمدت سلطات الاحتلال الى مداهمة عدد من المساجد والكنائس في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت ذرائع مختلفة منها ان المسجد فيه مطلوبون لقوات الامن الصهيونية، او ان المسجد يحتوي على اسلحة وشعارات معادية للدولة العبرية، نذكر منها ما يلي:

المساجد في الضفة الغربية، مسجد سلواد في القدس، مسجد علي بن ابي طالب في قلقيلية، مسجد بيت دجن في نابلس، مجد الشيخ علي البكاء في الخليل.

المساجد في قطاع غزة: مسجد الحكمة في خانيونس، مسجد الشافعي في خانيونس.

اهداف خطيرة وراء الحفريات

ليس من شك ان الحفريات الاسرائيلية المستمرة المتعلقة باكتشاف «حائط المبكى» و»هيكل سليمان» حسب المزاعم الرسمية الاسرائيلية، تحمل وراءها اهدافا خطيرة تقود في النهاية الى تدمير وازالة الاقصى المبارك وهي:

اولا: هدم وازالة جميع المباني الاسلامية من معاهد ومساجد واسواق ومساكن قائمة فوق مناطق الحفريات او مجاورة للحائط وعلى امتداده.

ثانيا: الاستيلاء بعدها على الحرم الشريف وانشاء الهيكل الكبير الذي يحلمون به منذ اكثر من الفي عام.

ثالثا: تكريس واقع التهويد الكامل والضم الشامل للمدينة المقدسة واغلاق كل آفاق الحل السياسي واحتمالات عودة المدينة للعرب والعروبة، واستنادا الى كل ما سبق ذكره من معلومات ومعطيات فان الحفريات الاحتلالية في القدس التي توجت بخطر اجراء تهويدي تمثل بفتح النفق يمكننا ان نحدد بوضوح بعدين يقفان وراء الحفريات وفتح النفق:

الاولى: ديني والثاني: سياسي سيادي.

فكل الاحداث والتطورات اليومية التي تجري على ارض القدس تشير الى ان سلطات الاحتلال تعمل مع سبق التخطيط المبيت الواضح الخطوط والاهداف على جعل مدينة القدس مدينة يهودية الطابع وذلك عبر سياسة التطهير العرقي التي تمارس ضد اهل المدينة، والى جعلها كذلك مدينة موحدة اسرائيلية السياسة والسيادة.

جريمة النفق ايضا

وان كنا نستذكر جريمة احراق الاقصى والانتهاكات ضد الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية فأننا نصل بالضرورة الى «جريمة فتح النفق في الخامس والعشرين من ايلول 1996 والتي اعقبتها انتفاضة الاقصى الباسلة التي سقط في اعقابها سبعون شهيدا فلسطينيا تقريبا واصيب اكثر من سبعمائة فلسطيني اخر بجروح».

واذا كانت جريمة احراق الاقصى المبارك قد هزت الامة العربية الاسلامية لايام لتعود بعدها الى سباتها المذهل، فقد فتحت جريمة فتح النفق على يد نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ملف المدينة المقدسة على اوسع نطاق وسلطت الاضواء على جملة من العناوين الاساسية الكبيرة التي تمس ماضي وحاضر ومستقل المدينة مثل:

- بدايات وتطورات واهداف الحفريات الاسرائيلية في القدس.

- مخططات واجراءات التهويد المستمرة.

- مكانة القدس السياسية والدينية واحتمالات الحل في اطار عملية السلام الجارية الكاذبة.

- دلالات فتح النفق على مختلف الصعد.

- والاستخلاصات الاساسية لازمة النفق وانتفاضة الاقصى.

والمؤكد بالوثائق والمعطيات ان فتح النفق جاء في اطار مخطط اشمل يهدف الى تدميرومحو الحرم القدسي بصخرته واقصاه المباركين تجسيدا للمعتقدات التوراتية والمفاهيم الدينية اليهودية المزيفة ازاء المسجد الاقصى بانه اقيم على انقاض الهيكل المزعوم وبالتالي فان النوايا والمخططات اليهودية الاحتلالية ترمي في المحصلة الى اعادة بناء الهيكل على انقاض الاقصى الذي لا بد من تدميره حسب زعم كبار حاخامتهم وفقهاء دينهم واقطاب سياستهم على حد سواء.

ولعل احدث واخطر تطور على صعيد الحفريات هنا ما اعلنه رئيس الكيان الصهيوني حيث «طالب بتنفيذ حفريات تحت حائط البراق لربط مقطعي الطريق الهيرودياني جنوب غرب المسجد الاقصى وصولا الى القصور الاموية ومنطقة سلوان جنوبي الاقصى المبارك«.

مشروع القدس الكبرى

ولا نستطيع في سياق الحديث عن جريمة احداث المسجد الاقصى وفتح النفق تحت اساسات الحرم القدسي، وعن تواصل حملات واجراءات الاستيطان والتهويد في القدس العربية المحتلة، القفز عن «مشروع القدس الكبرى» الذي اقرته وشرعت بتنفيذه الحكومات الاسرائيلية، فهذا المشروع يعد بكل المقاييس والمعطيات بمثابة الصياغة الاسرائيلية الاخيرة لتهويد المدينة المقدس بحدودها ومساحاتها الكبرى حسب الخطة الاسرائيلية وتأتي عملية تهويد البلدة القديمة من القدس والهيمنة الاحتلالية على حرمها القدسي في جوهر ومحور المشروع الاسرائيلي، وعلى ذلك فقد شاهدنا في الاونة الاخيرة وسنشاهد في كل يوم وكل ساعة تواصل وتلاحق القرارات والاجراءات والحملات الاسرائيلية للاستيطان والتهويد والتهجير والاحلال في كل انحاء القدس.

وإن كنا نتحدث عن سياسة احتلالية منهجية مبرمجة لاقتراف الانتهاكات والجرائم ، فإن الأرقام والمعطيات والوقائع المعاشة الملموسة تفضح هذه الحقيقة وتعزز القناعات القائمة أصلاً حول النوايا الاحتلالية المبيتة دائماً لمحو كل الآثار العربية والإسلامية والمسيحية في مدينة القدس ، فضلاً عن النزعة التعصبية اليهودية المتطرفة ضد المساجد الإسلامية في كل مكان في أنحاء فلسطين .

ولعل الاعتداءات العنصرية اليهودية على الأماكن المقدسة والمساجد الإسلامية كانت بلغت ذروتها مثلاً في السنوات الأولى للانتفاضة الفلسطينية ، إذ أعلن رفيق الخطيب مدير الحرم القدسي الشريف في وزارة الأوقاف الإسلامية آنذاك : « أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت بالاعتداء على 190 مسجداً في الأراضي العربية المحتلة منذ بداية الانتفاضة».

واشتمل ملف المدينة المقدسة على قائمة طويلة – بلا نهاية – بالانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المبرمجة ضد الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية نوثق فيما يلي أبرزها وأخطرها ، كما نشرت في صحيفة القدس المقدسية «:

مذبحة الاثنين

اذ أقدمت السلطات الإسرائيلية الرسمية ، بأذرعها المتعددة ، في يوم الاثنين الثامن من تشرين أول / أكتوبر 1990 ، على اقتراف تلك المذبحة / الجريمة البشعة المذهلة ، ضد رجال ونساء وأطفال وشيوخ الفلسطينيين ، في باحة المسجد الأقصى المبارك ، حيث اقتحمت قوات الشرطة وحرس الحدود والمخابرات والمستوطنين اليهود إلى جانبهم ، صباح ذلك اليوم ، ساحات الحرم القدسي الشريف من أبوابه المختلفة ، وفاجأت حشود الفلسطينيين هناك ، الذين كانوا قد تجمعوا لأداء الصلاة أولاً ، وللتصدي لمحاولة عصابة « أمناء الهيكل « بزعامة « غرشون سلمون « وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم في ساحة الأقصى ثانياً .

لقد ثبت بالشواهد العملية ، والمعطيات الملموسة ، والشهادات الموثقة ، أن تلك المذبحة كانت مدبرة ومخططة ومبيتة ، أعدت لتنفيذها السلطات الإسرائيلية ، كل العدة والاستعدادات اللازمة ،كما هي عادتها في سلسلة المذابح التي نفذتها ضد الفلسطينيين في مراحل زمنية مختلفة «.

المجازرالدموية خلال انتفاضة الأقصى/ 2000

وتتواصل جرائم الاحتلال الدموية / التدميرية ضد القدس وأهلها ، لتصل إلى ذروة جديدة من البشاعة المروعة المذهلة ، مجسدة بسلسلة المجازر المتلاحقة والمتراكمة التي اقترفتها حكومة الجنرال باراك ضدالشعب الفلسطيني خلال الأيام السوداء التي ابتدأت بالزيارة التدنيسية الاستفزازية الإرهابية التي قام بها بلدوزر الإرهاب الصهيوني شارون للحرم القدسي الشريف ، يوم الخميس 2000/9/28.

فقد أعلن شارون خلال جولته التفجيرية حرباً إسرائيلية احتلالية جديدة على أهل القدس وفلسطين ، لتقترف حكومة الجنرال باراك بالتالي مجزرة جماعية متعددة الفصول والمشاهد المروعة ضد العرب الفلسطينيين في بيت المقدس وأكناف بين المقدس ، حيث انقض الآلاف من جنود الاحتلال المدججين بمختلف الأسلحة وبلا أية روادع على جماهيرنا الغفيرة التي كانت تؤدي صلاة الجمعة 29/9/2000 .

ولتندلع انتفاضة الأقصى مجدداً ولتتواصل المجزرة .. أو المجازر الدموية خلال أيام انتفاضة الأقصى لتحصد أيضاً نحو اربعة آلاف وخمسمائة شهيد فلسطيني ونحو سبعة واربعين الف جريح عمدوا الأرض المقدسة ومهروا رسالة الشعب الفلسطيني ورسالة الأقصى المبارك بدمائهم النقية المقدسة».

وهكذا نتحقق عبر كافة الأرقام والمعطيات والحقائق والوقائع والشهادات الموثقة الواردة في سياق هذه الدراسة بأن عقلية ومنهجية الانتهاكات والجرائم ضد المدينة المقدسة وأهلها ومقدساتها بشكل خاص ، وفي أنحاء فلسطين بشكل عام ، هي عقلية أزلية أولاً ترتبط ارتباطاً جدلياً وثيقاً بالأدبيات الأيديولوجية اليهودية المفعمة بالتعصب العنصري والنزعة العدوانية ضد الأغيار ومقدساتهم ، ونتحقق ثانياً بأن منهجية الانتهاكات قائمة ومبيتة ومستمرة منذ احتلال فلسطين عام 1948 .

ورغم ثقل الاحتلال وامكاناته الهائلة وراء اعتقال القدس وتهويدها، الا ان اهل القدس باقون صامدون مقاومون بانتظار يقظة عربية اسلامية حقيقية يهب خلالها كل العرب والمسلمين من اجل انقاذ ال القدس والمقدسات واهلها.

' الدستور '

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-08-2011 12:13 PM

لا حياة لمن تنادي. الشعوب نائمة. و الكل يخاف من حتى لوم اليهود فبدؤوا باستراتيجية جديدة: لوم الفلسطينيين!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012