{كمواطن عربي ومسلم أقول لكل من يُقر بأن للصهاينة حقا في فلسطين هو إرهابي في نظري، وهو من يجب أن يحاكم وليس من يدافع عن أرضه وعرضه ودينه في زمن الخذلان العربي والتآمر والسرقة والعمالة لكل الأعداء، فلينظر كل منا إلى داخله فمن وجد نفسه مع حق للصهاينة في فلسطين ويقف ضد المقاومة فعليه مراجعة أقرب مختبر للتأكد من أصوله إن كانت صهيونية أم عربية ومسلمة}

لا شك أن غالبية الشعوب العربية تذكر حديث رسولنا الكريم عن زمن 'الرويبضة' عندما يصدق الكاذب ويكذب الصادق ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن، وينطق الرجل التافه بأمر العامة، وربما لم يعتقد عاقل أن يأتي من يضيف عليه ويحول 'مقاومة' الأعداء وتحرير المقدسات التي فرضها الله من واجب شرعي وفرض على كل مسلم وعربي إلى أن تصبح 'إرهابا' من أجل رضى أسيادهم من الصهاينة والماسونية العالمية التي تحكم العالم اليوم.

ولعلي كمواطن وإنسان أعرف المقاومة على أنها التصدي لكل عدو احتل الأرض ودنس المقدسات وعاث فسادا ودمارا واغتصب الحرائر وشرد أهل الأرض ودمر الحرث ويسعى إلى تدمير النسل والهوية، ولا أجد غير فلسطين ومقدساتها اليوم محتلة من الصهاينة وكل عمل لإنهاء ذلك الاحتلال وتحرير المقدسات هو 'مقاومة' وواجب فرض علينا جميعا.

اما الإرهاب فهو كل عمل يرهب الناس ويتعدى على حقوقهم ويسلب خيراتهم  و أرواحهم ويحبس حرياتهم ويكمم أفواهم، ولا فرق أيضا عندي بين من يقتل أشخاصا في عملية إرهابية ومن يقتل شعبه بالأحكام العرفية والتعدي على حرياتهم وامتصاص خيراتهم تحت عنوان  'حاكم' والأصح أن يطلق على هذه الفئة لصوص وإرهابيون، وهم الأعداء الحقيقيون للشعوب.

ماذا نقول لمن يضع يده بأيدي الصهاينة ويتآمر معهم على أمته ودينه ويسهل له تهويد فلسطين وتدنيس المقدسات؟ أليس هذا هو الإرهابي الحقيقي الذي يجب ملاحقته ومحاسبته ؟ أم أن الكرسي والحكم والمال الحرام أصبح اليوم هو 'المفتي' وعلى الشعوب السمع والطاعة، لا بل عليهم الدفاع عن تلك العصابات والمافيات المتصهينة لكسب بعض الفتات الذي يلقى لهم كما تلقى فضلات الطعام للكلاب؟.

ماذا نقول لبعض الأنظمة التي تطالب بتحويل المقاومة إلى 'إرهاب' وهي تحتمي بعشرات الالاف من الجنود المنتشرين حول قصورهم ومزارعهم وفي مواكبهم، لأنهم يدركون تماما أن الشعوب لا تريدهم ويخافون من أنفسهم قبل شعوبهم ولا يتذكرون الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما حكم وعدل فنام وعيون المسلمين تحرسه بعد الله سبحانه وتعالى ؟

ماذا نقول عن الأنظمة التي ترعب شعوبها بالأحكام العرفية فلا يسمح للمواطن أن ينتقدها حتى بمنشور على صفحات التواصل الاجتماعي فجهزت المعتقلات والسجون والمحاكم العرفية والأحكام المسبقة وأحيانا التصفيات الجسدية حتى وصل الأمر إلى استعدادهم لتدمير كل الدولة وتشريد آخر مواطن في سبيل بقائهم 'لصوصا وعملاء' في أوطانهم.؟

كمواطن عربي ومسلم أقول لكل من يُقر بأن للصهاينة حقا في فلسطين هو إرهابي في نظري، وهو من يجب أن يحاكم وليس من يدافع عن أرضه وعرضه ودينه في زمن الخذلان العربي والتآمر والسرقة والعمالة لكل الأعداء، فلينظر كل منا إلى داخله فمن وجد نفسه مع حق للصهاينة في فلسطين ويقف ضد المقاومة فعليه مراجعة أقرب مختبر للتأكد من أصوله إن كانت صهيونية أم عربية ومسلمة.

أختم مقالي اليوم بحقيقة تاريخية أن خيانة الأنظمة للشعوب والأوطان ليست جديدة فالتاريخ العربي للأسف حافل بذلك، ولكن لا أذكر حتى اليوم من أعلن أو طالب بوقف 'مقاومة الاحتلال' لأي أرض عربية ومقدسات إسلامية ومن يصف تلك المقاومة 'بالإرهاب' وهو يدرك من هو الإرهابي الحقيقي ومن شريكهم الرسمي والراعي لذلك الإرهاب ومن يدفع تكاليفه من ثروات شعبه بعد أن حكمهم بالنار والسجون .