أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


العدوان يكتب...قراءة موجزة في محطات الدكتور البخيت

بقلم : موسى العدوان
04-07-2017 08:08 PM

{رغم أن مطالب هذه المعارضة كانت تتمثل بالآتي :

رفع شعار ' الأردن للأردنيين ' والتقى به مع شاعر الأردن مصطفى وهبي التل.
المطالبة بتشكيل مجلس نيابي يمثل الأمة. 
تشكيل جيش بقيادة وجنود أردنيين.
توظيف أبناء الأردنيين المتعلمين بدلا من الغرباء.
تخفيض الضرائب على المواطنين.

وقبل هذا كله لماذا يتناسى دولته، كيف رفض ماجد العدوان طلب المندوب السامي في القدس هربرت صموئيل في الموافقة على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ؟ ولماذا تناسى أيضا دور كليب الشريدة في مجريات تاريخ الأردن}

 

في استعراضه لمحطات التطور في الشخصية الأردنية، الذي نشر في جريدة الرأي يوم الاثنين 3 / 7 / 2017 كتب دولة الدكتور معروف البخيت ما يلي وأقتبس : ' في هذه القراءة أحاول أن استعرض ملامح الشخصية الأردنية، وبعضا من محطات تطورها. وهدفي من ذلك أن يتعرف جيل جديد من أبنائنا وبناتنا، على تضحيات الآباء والأجداد، الذين بنوا وطنا بثقافة الأمل، و استثمروا بالإنسان وكرامته ووعيه . . . '. انتهى الاقتباس. وسأحاول تقديم بعض الملاحظات الموجزة لما ورد في هذه الدراسة.

أوضح دولته في قراءته أن الأردن رغم انتمائه الجغرافي والثقافي إلى منظومة بلاد الشام، إلا أنه متداخل ومشتبك جغرافيا وديموغرافيا مع الجزيرة العربية ومصر. وتحدث أيضا عن أحداث إسلامية وتاريخية وكذلك التآخي بين المسلمين والمسيحيين في المجتمع الأردني على مر العصور. وتناول أيضا انتفاضة الكرك 'الهية' ضد العثمانيين عام 1910 بزعامة قدر المجالي، ثم قيام الثورة العربية والدفاع عن دولة الوحدة الأولى في معركة ميسلون.

وفي حديثه عن تأسيس إمارة شرق الأردن بين بأن هناك ثلاث خلفيات أثّرت بشكل مباشر في تشكيل الشخصية الأردنية المعاصرة هي : أولا – البنية الاجتماعية الأردنية والتقاليد الثقافية الاجتماعية التي تستند على احترام البُنى الاجتماعية القرابية وعلى رأسها العشائر. ثانيا – حالة الطوارئ التاريخية التي شملت النضال ضد الهيمنة العثمانية والتخلص من الانتداب البريطاني، والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأخيرا الصراعات المحيطة. ثالثا – حالة الندرة حيث بنى المجتمع الأردني دولته ومؤسساته بموارد محدودة، ما جعل الأردنيين خبراء في إدارة الندرة، والتكيف معها في الموارد الطبيعية. ثم تحدث دولته عن الإدارات الحكومية المتعاقبة والمؤسسات الصحية والتعليمية وتطورها منذ ذلك الحين وحتى الآن.

ولكن عندما تحدث دولته عن المعارضة الوطنية ودورها في بناء الأردن، تحدث عن مؤتمر أم قيس عام 1920 والذي أدى إلى تشكيل ثلاث حكومات محلية قبل إعلان إمارة شرق الأردن عام 1921، وأورد عبارة عامة عن نضال الأردنيين لقيام مجالس نيابية ومحاسبة الحكومات حتى في ظل الانتداب البريطاني. وأشار أيضا إلى المؤتمر الوطني عام 1928 بزعامة حسين الطراونة والذي شكل أساسا للديمقراطية عبر ممثلين منتخبين من قرى وعشائر الأردن.

ولكن السقطة الكبيرة التي وقع بها دولته عن قصد، أنه تجاوز عن معارضة ماجد العدوان في عام 1923 ولم يتطرق لها بأي ذكر، رغم أن مطالب هذه المعارضة كانت تتمثل بالآتي :

رفع شعار ' الأردن للأردنيين ' والتقى به مع شاعر الأردن مصطفى وهبي التل.

المطالبة بتشكيل مجلس نيابي يمثل الأمة.

تشكيل جيش بقيادة وجنود أردنيين.

توظيف أبناء الأردنيين المتعلمين بدلا من الغرباء.

تخفيض الضرائب على المواطنين.

وقبل هذا كله لماذا يتناسى دولته، كيف رفض ماجد العدوان طلب المندوب السامي في القدس هربرت صموئيل في الموافقة على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ؟ ولماذا تناسى أيضا دور كليب الشريدة في مجريات تاريخ الأردن ؟

ومع تقديري لما ورد في استعراض دولته أود أن أسأله ( بما يعرف ) : أليست هذه مطالب وطنية وقومية تتجاوب مع طموحات الشعب الأردني منذ ذلك الحين وحتى الآن ؟ ألم تساعد تلك المعارضة في تشكيل الشخصية الأردنية ؟ لماذا يتجاوز دولة الرئيس عن تلك الحلقات من تاريخ الأردن، رغم أنها مدونة في كتب التاريخ، سواء اتفقنا أو اختلفنا معها ؟ ألا تقتضي الأمانة العلمية والتاريخية، أن يكون الباحث منصفا و غير متحيز لأي جهة، في سرده لوقائع الحركات الوطنية ؟ وهل يعتقد دولته أن هذا التجاهل المقصود لتلك الفترة، تتساوق مع ما أعلنه في بداية حديثه : 'بأن يتعرف أبناؤنا وبناتنا على تضحيات الآباء والأجداد' بعد هذا التجاهل والتجهيل ؟


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012