|
|
رجال حول العرش!.
بقلم : شحاده أبو بقر
21-07-2017 09:04 AM
أكاد أزعم أنني أدرك مفردات نظرة ' الملك ' في إختيار رجاله لسدة الحكم , وفق ثقافة تؤمن بالإنفتاح مواكبة لروح العصر , وقدرة ملموسة في حسن مخاطبة الآخربمنهجية علمية مقنعة , وقدرة مماثلة على مقاربة الإنجاز المبدع والسريع الذي ينعكس إيجابيا على حياة الناس , على أن يكون ذلك مغلفا بقيم النزاهة وبالقناعة بأن خدمة الجمهور ميدانيا , تتقدم على التمترس خلف مكاتب لا يمكن أن تعطي الإنطباع الصحيح عن واقع حياة ومعاناة الناس تحت أي ظرف كان .
ليس سرا أن كثيرا ممن نسبت أسماؤهم للملك أو اقترحتهم جهات ما لشغل مواقع قيادية في الدولة ومنظومة الحكم , لم يكونوا كما توسم بهم الملك , ولهذا غادر أكثرهم مواقعهم غير مأسوف عليهم , وبعضم وللإنصاف مأسوف عليهم , ومنهم رجال جيء بهم من القطاع الخاص , وقال الملك عنهم ما معناه , أنهم كانوا ناجحين هناك , وعندما تولوا مواقع القطاع العام تعثروا ! .
المواقع القيادية في هيكل الدولة ومختلف سلطاتها عديدة ومتشعبة كثيرا , لكن أهمها وأشدها حساسية بحيث لا يحتمل ولا يقبل منها خطأ , هي ما كانت حول العرش على إختلاف مستوياتها , خاصة وأنها تأخذ طابع المهمات الإستشارية التي لا مناص من أن تكون أمينة صادقة وصريحة , وإلا فهي وخلافا للواقع , مجرد مواقع وظيفية تنفيذية , خاصة عندما يحجم شاغلوها أو بعضهم عن إبداء الرأي الذي به يؤمنون , وهنا تنتفي مقولة المستشار مؤتمن ! ! .
أعرف كغيري أن أكثر الإستشارات إخلاصا هي تلك الآتية من بيئات أمنية عسكرية , لسببين , الأول هو التربية العسكرية والأمنية التي لا شأن لها بالسياسة ودهاليزها التي لا ضير عندها في أن تمارس الإقصاء والإحلال والتقريب والإبعاد وفقا لما يخدم مصالحها ويطيل بعمرها المناصبي , والثاني هو معرفتها بأنها ستحاسب فيما لو قدمت إستشارات مغرضة لا تخدم العرش ولا المصالح العليا للدولة والوطن ! , هذا فضلا عن سمو قيمة الإنتماء والإخلاص للعرش في تربيتها الامنية والعسكرية .
عندما يكون الوطن محاطا بالمخاطر والتحديات على جسامتها , تصبح الحاجة أكثر من ملحة لرجال أكفياء مخلصين منتمين جاهزين لأفتداء العرش بأرواحهم حقا لا رياء وتزلفا , ولنا في تاريخ المملكة أعظم العبر, عن رجال كانوا مخلصين في الرخاء , ثم شردوا وإختفوا عند الشدائد حرصا على أرواحهم ومغانمهم وما جنت أيديهم ! .ٍ
قبل أن أختم لا بد وأن أبين أنني لا أقلل من شأن أحد ولا أتهم أحدا وإلا فانا أظلم حظي , لكنني وانا أرى العجب العجاب مما يدور حولنا وعلى بعد أمتار قليلة منا , مثلما أرى كغيري حجوم المطامع والمطامح وتقاطعات المصالح الأقليمية والدولية التي لن نسلم من مفاجآتها وشرورها , أقف بصدق أمام حتمية تحصين العرش الهاشمي الذي به نتشبث , ضد كل شر وشرير , لأن قناعتي كسائر الاردنيين ومن كل المشارب قاطعة بأن العرش هو الأردن , وبأن الأردن هو العرش ! والله من وراء القصد . sh.abubaqar@yahoo.com
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|