أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
السلطة الفلسطينية طلبت من اميركا واسرائيل عدم الإفراج عن البطل مروان البرغوثي من سجون الاحتلال في القمة الاسلامية:تونس مع دولة فلسطينية على كامل فلسطين وعاصمتها القدس وتتحفظ على حدود 4 حزيران جيش الاحتلال يعلن مصرع 3 من جنوده في قصف طال قاعدة عسكرية قرب كرم أبو سالم مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين محافظة: إعداد منهاج يمزج التربية المهنية ومهارات الحياة لـ3 صفوف بلدية برقش تنفذ حملة بيئية في مناطقها السياحية الفنان محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان تقديم آذان المغرب 4 دقائق بالمساجد .. و"الافتاء" للصائمين: اقضوا الخميس الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


بني سلامة يكتب...هيبة الدولة تبدأ من عمان وليس من معان

بقلم : د. محمد تركي بني سلامة
23-07-2017 05:44 PM
عذراً أيها السادة، لقد أخطأتم العنوان، فهيبة الدولة يجب أن تبدأ من العاصمة عمان، مركز صنع القرار في الدولة، فكل شيء في عمان، وفيها القول والفصل، وليس في الأطراف، سواء معان أو جرش أو المفرق أو أي جزء من تراب هذا الوطن.

أخطأتم العنوان، وهذه ليست المرة الأولى أو الأخيرة، فقد مارستم دوماً ألكذب والخداع والتضليل، وجانبكم الصواب، ولازمكم التعثر وضيق الأفق، وسوء الفهم والتقدير في كثير من السياسات والقرارات التي اتخذت وتم تسويقها بهدف خدمة الوطن والمواطن، وإنقاذ البلاد والاقتصاد، وكانت آثارها كارثية ومُدمّرة على البلاد والعباد.


هيبة الدولة تبدأ من عمان، عندما يتم وقف العبث بالدستور، ويتم احترام نصوصه وأحكامه، ويتم الالتزام بها من قبل الجميع، الحاكم والمحكوم على السواء، ويتم وقف هيمنة وتغول السلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية على بقية السلطات في البلاد، ويتم وضع حد لحالة الانفراد بالرأي والحكم والقرار، ويتم وقف الإنفاق والتبذير الترفي غير المبرر، وتتوقف سياسة تدوير وتوريث المناصب، ويتم تطبيق أسس الجدارة والاستحقاق في كل المواقع والحالات، فهناك حالة دائمة من التغييب القصدي لمبدأ الاستحقاق والجدارة في الواقع الأردني، بحيث صارت القاعدة هي أن يثب إلى الأمر من ليس أهلاً له، وأن توسيد من يستحق هي مسألة استثنائية، الكثير من الأردنيين زرعوا ولم يحصدوا، وغيرهم لم يزرعوا أو يقدموا شيئاً من أجل الوطن، لكنهم حصدوا الكثير، وجمعوا ثروات طائلة دون وجه حق، وفي المحصلة يتم إعادة النظر بكامل النهج السياسي والاقتصادي والاجتماعي في إدارة شؤون الدولة لبناء نظام سياسي ديمقراطي راسخ، يتم فيه تحقيق الأمن والاستقرار للجميع، وضمان كرامة الإنسان، وإنشاء مجتمع الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون، في إطار من الحكم الرشيد.


هيبة الدولة لا تفرض بالقوة واستخدام الحلول الأمنية، وإنما بالعدالة وإعطاء الناس حقوقها، فالعدالة ضرورة من ضرورات الحياة الإنسانية، وليس مجرد حق. هيبة الدولة تتحقق بسيادة حكم القانون على الجميع، وليس بإنفاذ حكم القانون على الفقراء والضعفاء سواء في معان أو ذيبان أو كفرخل أو أي بلدة أردنية، بينما تعجز أذرع القانون الطويلة عن الوصول إلى القطط السمان وحيتان الفساد، المتنفذين وعديمي النزاهة ممن أثروا بطرق غير مشروعة على حساب الوطن، من أصحاب القصور المنيفة، والسيارات الفارهة، والأرصدة الفلكية في دابوق وعبدون ودير غبار وغيرها، وكأن القانون قد فُصّل على مقاس معين فلا يصل إلى هذه الزمرة.


إن الذين يراد فرض هيبة الدولة عليهم، وتتم ملاحقتهم في معان أو غيرها من المناطق الأقل حظاً وعدالة ومساواة، هم ضحايا سياسات وقرارات الحكومات الفاشلة، والمجرمون الحقيقيون، الذين ينبغي أن يكونوا خلف القضبان، هم أحرار وطلقاء في عمان ودبي ولندن، حيث يتنعموا ويبذروا في مقدرات الشعب الأردني.

إن قانون يجعل من الضحايا والأبرياء متهمين ويحملهم مسؤولية جرائم لم يرتكبوها على الإطلاق، ويفلت منه المجرمون الحقيقيون، هو قانون يستوجب اللعنة والعصيان.


إن الحملة الأمنية لفرض هيبة الدولة على معان هو عين الكذب والتدجيل وتزييف الحقائق، فتاريخ معان وتراثها وحضارتها، وثيق الصلة بهذا الوطن، وخير شاهد على الحقيقة.

فمنذ نشأة الدولة الأردنية قبل ما يقارب قرن من الزمان، كانت معان مسرحاً لمعارك الثورة العربية الكبرى، وبعد نشوء الدولة، كانت معان قاعدة ومنطلق لأكثر من حركة تصحيحية في مسيرة الدولة الأردنية، وهبه نيسان عام 1989 هي المحطة الأبرز في تاريخ هذه المسيرة.

لقد كان الأهل في معان ولا يزالوا طليعة في المبادرة والتضحية والوفاء للمبادئ والقيم، مثلما كانوا ولا يزالوا السند والمثل والقدوة، ثابتين على العهد صادقين وملتزمين وما بدلوا، فهم المنتمين للوطن، والغيورين عليه، والحريصين على تجنيبه المخاطر، فلا أحد يستطيع أن يزاود عليهم أو يشكك في وطنيتهم وحسهم بالمسؤولية.


إن وجع معان، هو وجع كل الوطن الذي تعرض لأكبر عملية نهب في تاريخه تحت مسميات الخصخصة، وبذرائع جذب الاستثمارات وغيرها من أكاذيب، فأرض معان شأنها شأن كل أراضي الوطن يعذبها العطش، ويجففها الإهمال والتهميش، فقطار العدالة والتنمية والتمكين لم يغادر العاصمة عمان، ولم يصل يوماً إلى معان وغيرها من المناطق الأقل مساواة وأمن وعدالة في هذا الوطن، فمغانم التنمية لم تتوزع على أسس العدالة والجدارة والاستحقاق، بالرغم من كل هذه البهرجة والتهريج الإعلامي وكتاب التدخل السريع وحوارات التلفزيون الأردني مع حملة المباخر من المنافقين، الذين يسعون لتكريس ثقافة القطيع، بالإشادة بالإنجازات التي تحققت مثل أكذوبة الإصلاح الاقتصادي، وخرافة دولة القانون والمؤسسات، وأوهام الأمن والاستقرار.


عندما تكشر الدولة عن أنيابها تجاه أهل معان، فمن العار أن يستقبلوها بالابتسامة والورود، فالشعور بالظلم والحرمان وعدم المساواة هو التربة الخصبة لنمو الأفكار المتطرفة. إن ما يريده الأهل في معان أو في سائر ربوع الوطن هو حقوقهم وكرامتهم الوطنية فلماذا ترويعهم -وهم قوم مسالمين- بالمطاردات الأمنية والاعتقالات والتعذيب، وتشويه صورة أهل معان باعتبارهم جميعاً خارجين عن القانون ومتطرفين التفكير والسلوك؟ وأخذ كافة أهل معان بجريرة مجموعة صغيرة خارجة عن القانون؟

إن سياسة الترويع للقبض على زمام السلطة، وتسيير دفة الأمور، ومن ثم إطالة عمر الحكومة، هي سياسة عقيمة ثبت فشلها وإفلاسها، فلماذا لا تتعظون ممن سبقكم وهم كثر، بدءاً من حكومة زيد الرفاعي عام 1989 ومروراً بحكومة الكباريتي عام 1996 وحكومات علي أبو الراغب التي أعلنت يوماً ما معان منطقة منزوعة السلاح وكأن معان تقع في جوار الصومال أو جزر الواقواق، وصولاً إلى هذه الحكومة، أو تتعظون ممن الآن حولكم وهم أكثر، فلديكم كافة دول الربيع العربي؟

لماذا المقامرة بالوطن بدعوى هيبة الدولة والحفاظ على الأمن الذي لا يتعدى في حقيقته الاستماتة في الدفاع عن مصالح زمرة متنفذة ومنتفعة من استمرار الأوضاع في البلاد على ما هي عليه من فساد واستبداد واستعباد.


إنني أعلن انحيازي التام لأهل معان ومطالبهم العادلة ونضالهم الوطني لأنني أشعر بعطشهم وآمالهم وآلامهم وبذلهم وتضحياتهم من أجل حياة حرة كريمة.

وربَّ ضارة نافعة، فمراجعة ما حدث وما يحدث في معان وكل ربوع الوطن، فرصة لاستخلاص الدروس والعبر، ومواجهة الحقائق واتخاذ الإجراءات المطلوبة، وأولها إقالة هذه الحكومة وعدم عودة أي من أعضائها، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني قادرة على مواجهة استحقاقات المرحلة وتضميد جروح معان والوطن قبل فوات الأوان، وذلك لمصلحة الأردن وخيره ومستقبله، اللهم اشهد أني قد بلغت.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-07-2017 10:49 PM

الدكتور محمد بني سلامة شخصية وطنية رفيعه ولديه حب وحشي للوطن يقول كلمته ويمشي ولا يبالي بردود الافعال ولا يساوم على المبادئ والقيم المؤمن بها وهذا المقال يؤكد صدق تحليله وعمق تفكيره نامل ان يتحفنا دائما ب ارائه وتحليلاته وفكره النير وهذا واجب على كل المثقفين واساتذة الجامعات

2) تعليق بواسطة :
23-07-2017 11:25 PM

عظيم يادكتور دائماً وابداً تقهر الأعداء بحبك وانتمائك للمملكة الاردنية الهاشمية أتمنى أن يأخذو كلامك على محمل الجد وينتبهوا من اصحاب الانتماء المزيف (المرتزقة) كل الحب للاشقاء الأردنيين وكل الاحترام لدكتورنا العظيم بني سلامه

3) تعليق بواسطة :
23-07-2017 11:33 PM

ابدعت يا دكتور محمد بهذا الكلام الذي يلامس أوجاع المواطنين المستضعفين ويصب في مصلحة الوطن. فقد حللت المشكلة وبينت أسبابها ثم وضعت الحلول الناجعة للتعامل معها، وفرض هيبة الدولة من خلال التصرف العقلاني في إرساء أسس الحكم الرشيد، وتحقيق العدالة، ومحاسبة الفاسدين، للحفاظ على الأمن الوطني واستقرار المجتمع. شكرا وبارك الله بك.

4) تعليق بواسطة :
24-07-2017 12:35 AM

للمحايد وتقييم هذه المقالة هي الواقع المؤلم لللاردنيين منذ ان وُضع النظام السياسي في الاردن من قبل بريطانيا قبل ما يٌقارب المئة عام وسار على نهج التفريق بين الاردنيين وعشائرهم بكل شىء، بالتنمية والوظائف الصغيرة وجعل المحافظات - بإستثناء العاصمة - وخاصة جنوب الجنوب والقرى والبادية مصدراَ لتأمين الحراسات لأصحاب رؤوس اموال السُحت في عمان الذي جعلها مستودعاَ للمفسدين والفاسدين سواء للمستوردين او

5) تعليق بواسطة :
24-07-2017 12:51 AM

المُطبلين من ابناء العشائر الاردنية والمستفيدين من الوضع القائم ولو كان ضاراَ بوطنهم واهلهم .
اهمال المحافظات غير العاصمة هي سياسة مُتبعة منذ اكثر من تسعة عقود ويعتقد النظام السياسي بالاردن ان هذا هو الصواب ، علما ان قراءة تاريخية لجميع الثوارت بالعالم كانت تبدأ من مناطق الظلم والاهمال والبطش البوليسي.
الشكر الجزيل للاستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة على طرح الموضوع الجرح النازف الذي نعاني .

6) تعليق بواسطة :
24-07-2017 01:01 AM

البحث عن الشعبوية بالتدفق اللغوي والقفز عن الواقع والمتمنطق بالوطنية... والتهويل و ركوب موجه المعارضه... باستغلال حادثه معينه للترويج ....باتهامات لجميع مكونات الدولة لا يجدي نفعا معانٍ احدي محافظات الوطن ولا تسمح لطلاب ....ان تدق اسافينها في جدار وطنيتها الصلب هي تعرف مالها وما عليها ويدها طويله لأخذ حقوقها وأطول في العطاء للوطن

7) تعليق بواسطة :
24-07-2017 01:12 AM

قضية معان قضية شعب كامل من عمال و كادحين..تبدأسيادة الدوله من الاعلى الى الادنى ولا يطبق على الضعيف فقط....سلمت انت و قلمك دكتور و دمت ذخرا لهذا الوطن

8) تعليق بواسطة :
24-07-2017 02:16 AM

الدكتور محمد بني سلامة يكتب باسمه ويضع صورته مع مقاله والذين يكتبون تحت اسماء وهمية مثل مسافر او عابر او غريب او الخ تنقصهم الرجولة والجراة ان يكتبوا باسماءهم الصريحة لا يستحقوا الرد عليهم هذه واحدة من اهم المعايير والثوابت في الحوار والتعليق مع بالغ الاحترام والمودة

9) تعليق بواسطة :
24-07-2017 11:48 AM

الشكر كل الشكر للدكتور محمد بني سلامة على المقال الرصين الذي وضع النقاط على الحروف.مقال متناسق وصريح وواضح للجميع. لقد وصل الاستهتار بالحكومات والبرلمان على وضع قوانين تنافي وتناقض مع بعضها. انا لست قانونياً لكن مقالة الاستاذ الدكتور محمد الحموري هي ما دفعني لهذا التعليق. أين هم المختصون؟أين هي الحكومة وديوان تشريعها؟ أين هم النواب والاعيان والقانونيين منهم؟ الوطن ليس لعبة بايديهم بل واجب ومسؤؤلية

10) تعليق بواسطة :
24-07-2017 01:26 PM

الكاتب عبر عن حقيقة مشاعر الناس، وأنت تزاود عليه وعليهم دون أن تظهر من غرفتك المظلمة لترى النور ويعرفك الناس.

11) تعليق بواسطة :
24-07-2017 02:49 PM

شكرا دكتور محمد على هذا المقال الواضح الجلي الذي وضع النقاط على الحروف ولكن الا تعتقد يا دكتور ان الحكومة تعلم وتعي هذا الكلام الا انها تعمل بعكسه فحكومتنا هي الوحيدة في العالم التي تدفع الناس دفعا للخروج الى الشارع بسياساتها وقراراتها الجائرة .... لا ادري ربما يكون قصدها نزيها وهو تعليم وتدريب المواطنين على الاحتجاج والاعتراض في سبيل تحصيل حقوقهم المسلوبة من قبل هذه الحكومات وازلامها من الفاسدين

12) تعليق بواسطة :
24-07-2017 03:14 PM

العالم ياساده يناقش أفكار لا أشخاص وهذا الموقع الموقر يسمح بأسماء مستعارة وانا لست الوحيد وكذالك على معظم وساءط التواصل الاجتماعي حتي الحكومات تنسب تصريحاتها لمصد ر لم يذكر اسمه ولكن مع الأسف هناك جنوح عند البعض لمهاجمه الشخص لا الفكرة وذالك للهروب من التعمق في الفكرة والحل السطحى السهل هو الشتم والطعن في الاخر وهذه مصيبه أمه ومن أسباب التخلف مع عدم التشبيه هل يطعن في ماركس ا م في فكره

13) تعليق بواسطة :
24-07-2017 03:28 PM

الى٨و١٠ لقد وصفتم من لا يكتب اسمه الصحيح بعدم الجراءة والرجولة والغرف المظلمه وأنتم لم تكتبو أسماءكم لا طالبكم بذالك بل اوصفو انفسكم

14) تعليق بواسطة :
24-07-2017 05:02 PM

. انت تقول العالم تناقش افكار لا اشخاص وانت تهجمت على شخص الكاتب ولم تناقش افكاره الواردة في المقال

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012