أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


طوقان يكتب...سيدي الملك..تحدث إلى الشعب

بقلم : عبد الفتاح طوقان
15-09-2017 03:12 PM

القادة دائما يحاولون الحصول على أفضل رؤساء حكومات يخدمون الشعب والوطن، وهذا هو السبب في وجود مجموعة هائلة و متنامية من الأدب السياسي تقدم أحدث نماذج القيادة العملية في حسن الاختيار.

ولكن في بعض الأحيان أفضل طريقة للمضي قدما هو أن ننظر إلى الوراء. يوليوس قيصر هو واحد من القادة الأكثر إلحاحا من الماضي لدراسة – رجل كان ذا نهج فاعل للغاية ومن المستغرب انه أكثر حداثة ورحمه وديمقراطية من الوضع الحديث.

كان يوليوس قيصر في تواصل مع الشعب، رغم وجود نواب له ووزراء ومجالس مختلفة، يستمع إلى ما يريده الشعب ويعرف ماذا يفعل، كيف يخاطبهم ويستقبل طلباتهم. *

(عبقرية القيادة عند يوليوس قيصر: للكاتب فيليب بارليج ، طبعة أكتوبر ٢٠١٦ ، الصفحة رقم ١٠١)
واقصد تحديدا الأردن، حسب المقالات وأحاديث الشارع واعتراضات بعض من أعضاء مجلس النواب والأعيان، والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني و متقاعدين عسكريين، والفيديوهات الشخصية المسجلة والاعتراضات الشعبية التي ترسل يوميا على الواتس اب وانستجرام و التويتر ، و حالة الغليان الشعبي، فإن الحكومة الحالية بتشكيلتها و مواقفها و ضعفها، قدمت صورة موثقة عن أسوأ خيارات في تاريخ اختيار الحكومات من حيث تعثر القرارات وعدم كفاءة الوزراء أو اهتمامهم بالشعب و مصيره، بل استهتارهم بكرامة الشعب و متطلباته وحقوقه. حكومة وضعت حائطا مصطنعا بين الملك والشعب.، ترسل صواريخها من خلفه.

يتعرض التاريخ لشعوب زهقت وقرفت من التواصل مع حكامها الذين انقطعوا عنهم وسعوا من خلال حكومات لا تحمل الرحمة إلى تحقيق طموحاتهم وأهوائهم بالبقاء مهما بلغت التضحيات. وهنا انقل:” لكن قيصر، الذي ارتفع من البدايات الفقيرة، أثبت من خلال أقواله وأفعاله أنه لم ير نفسه على أنه فوق المواطن الروماني العادي، وكان لديه قدرة مذهلة على توليد الولاء، لتحويل الأعداء إلى حلفاء وحلفاء إلى أتباع المخلصين”. *

(*عبقرية القيادة عند يوليوس قيصر: للكاتب فيليب بارليج ، طبعة أكتوبر ٢٠١٦ ، الصفحة رقم ٨٠)

الوضع مختلف في الأردن، الكل حكومة ومسؤولين فوق المواطن الأردني، لا يهمهم الولاء أو أن يتحول المواطن إلى عدو، بل على العكس تماما هناك إمعان في تحويل المخلصين الي معارضين و تهميشهم واقصائهم ومحاربتهم ان لزم الامر وتشويه صورتهم.

حكومات بعض منها ساقطة يتم التوصية باختيارها ببراعة لرسم دروس “القيادة السيئة ” من التاريخ، وهذا هو واحد من أسوأ أنواع التعامل مع الشعب.

عند انعدام الأمن الاقتصادي والاجتماعي وزرع الخوف في قلب المواطن وعدم الثقة بالحكومات نتيجة افعالها تمحي العاطفة نحو الوطن من القلب، وبالتالي يولد سلوك المطالبة بالتغيير الكامل.

التواصل الواضح والمتسق بين الشعب والحاكم هو المفتاح لنجاح الوطن. وأود أن أضيف أن الاتصالات العاطفية أمر بالغ الأهمية، لذلك ينتظر الشعب من الملك عبد الله الثاني أن يخاطبهم ويتحدث إليهم من قلبه وعواطفه، “من دون أوراق معدة سلفا من مصنع الحكومة ومصارفها “، وان يتم ذلك في أقرب فرصة.

عندما تريد الحكومة أن ينجز الناس شيئا ما ويتفقون معها في القرارات، عليها أن تعطي لهم الأدوات والموارد التي يحتاجونها، لا أن تحرمهم من حق الحياة وتحاربهم في رزقهم وتقصيهم وتهددهم بعصا الأمن والمعتقلات.

والأكثر سوءا هو الادعاء الحكومي الكاذب أن القرارات آمنة أو غير مخيفة، بينما الحقيقة عكس ذلك وهي أساسا للحفاظ على مركز في الدوار الرابع، والحفاظ على مناصب ومقاعد الوزراء أنفسهم.

انها ليست مشكلة شعب من المدنيين فقط، انها مشكلة وطن بأكمله من عسكريين ومدنيين، ومحاولة الفتوى بقصرها على فئات من الشعب دون غيرها وطبقات بعينها تجعل الأمور أسوأ.

قرارات الحكومة الأخيرة وضرائبها المتكررة وأخيرا وليس اخرا قانون الضريبة المقترح يعرض الأردن بمجمله للفشل. والحكومة بذلك تدير الخطر الحقيقي لإشعال الشارع، وهي تعلم تماما أن المواطنين ممن كانت تعتقد انهم في صف الاردن سيغادرون تلك المواقع.

كما وأن الحكومة تعرف وتعي تماما وتتجاهل في نفس واحد أن الشعب لا يجب أن يعامل بهذه الطريقة ذات استراتيجية التعالي والفشل المتكرر، أليس كذلك؟

الشعب لا يثق بقرار اختيار الوزراء بهذا الأسلوب، ولا يثق أن الحكومة قادرة للقيام بوظائفها، فلماذا تم توظيفهم وزراء؟ أعني ذلك!
حق حسن اختيار رئيس الوزراء ومن ثم الوزراء هو الخطوة الأولى للنجاح.

عندما يتم العثور على شرفاء مؤهلين وأكفاء مؤتمنون على الشعب ويعملون لأجل الأردن وهم كثر بالمناسبة، حينها يمكن أن تلبي كل التوقعات. لا يمكنك استئجار أي شخص وتوظيفه “رئيسا للوزراء ” من دون الأشخاص المناسبين.


الهدف الأول في نجاح الحكم هو “أن تكون الاستباقية لحق الشعب ومصالحه”. والهدف الثاني هو قرارات مع الشعب غضب من غضب، ودون الرضوخ إلى مقولة ” يجب ألا تغضب القرارات أبوابا عليا”.

يريد الشعب أن يتخلص من اراجوزات السياسية المشينة أصحاب نظرية إخافة الوزراء بمقولة ” رجاء لا نريد أن يغضب الملك “. ثم ما هو الخطأ في غضب الملك، كثيرا من القرارات في عهد يوليوس قيصر أغضبته لكنه تفهم انها لأجل الشعب فتراجع وقتل الغضب في مهده، وتلك أهم صفات القادة. القائد لا يغضب.

عندما ينجح الشعب ينجح الملك.

وعندما يكون التواصل بين الملك والشعب بطريقة إيجابية، وتمكين، فأن ذلك يساعد الوطن على ان ينجح.

إذا كان لا يمكن إيجاد وسيلة لإسعاد الشعب مع الاحترام والتشجيع وحماية حقوقه، واستئجار رئيس حكومة للتعامل مع الشعب فإنها المشكلة الأخطر التي لا تدع مجالا إلا لتدمير الأمة والوطن.

بانتظار اللقاء من القلب للقلب.

آن الاوان قبل فواته.
aftoukan@hotmail.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-09-2017 05:19 PM

الاصل بما ذكرت ان تكون هناك طمانينه في النفوس من جراء التعديل في القوانين او السياسات ..هذا الان غير موجود اطلاقا ....حذاري ....حذاري

2) تعليق بواسطة :
15-09-2017 05:45 PM

مقال تشكر عليه...احسنت

3) تعليق بواسطة :
15-09-2017 06:56 PM

أبدعت استاذ عبدالفتاح وشخصت الداء بدقة ووصفت الدواء ونسال الله الا تحجب هذه الرسالة ومثيلاتها ويؤخذ بها عسى الله ان يجنب وطننا ما ينتظره من ويلات بسبب سياسات وقرارات حكومات الجباية التي لا هم لها سوى البقاء في الرابع لاطول فترة ممكنة حتى لو كان ذلك على حساب امن واستقرار الوطن واستعداء المواطنين وتحويل المنتمين والموالين الى معارضين لا يملكون ما يخسروه ومن لا يملك ما يخسره لا يمكن التنبؤ بمخاطراته

4) تعليق بواسطة :
15-09-2017 07:29 PM

مقال عقلاني وثري ومتزن

5) تعليق بواسطة :
15-09-2017 07:53 PM

القول ويتبعه الفعل فالمواطن مل من الخطب والوعود من كل حدب وصوب دون ترجمه على الواقع فعندما تضيق الفجوة بين العيش وعدمه كما يجري فلن يضر الشاة سلخها بعد ذبحها

6) تعليق بواسطة :
16-09-2017 12:40 PM

لا بديل عن انتخاب رئيس الوزراء بالاقتراع المباشر وهو يختار طاقمه ويكون مسؤولا امام الشعب ومجلس الامة لانه لا يمكن حاليا التعويل على الأحزاب حيث الحياة الحزبية قاحلة حاليا والناس لاتقبل على الانضمام الى الأحزاب والتصويت لها حيث التجربة الحزبية اثبتت فشلها والبديل هو الاقتراع المباشر لاختيار رئيس الوزراء

7) تعليق بواسطة :
17-09-2017 07:40 PM

البلد مليانه شخصيات وطنيه شريفه غير حزبيه ومستقله قارده على اخراج البلد من عنق الزجاجه

8) تعليق بواسطة :
18-09-2017 10:38 AM

والذين يبنون إمبراطوريتهم على أنقاض بعضهم بالتشريد والتقتيل والتهجير
أما خصوصية الأردن كسياسه وإقتصاد وإجتماع فلا تنسى يا كاتبنا الفاضل أن مجتمعنا ليس كمجتمع روما القديم بيور ففيه من الخليط الواسع ما يجب التوقف عنده وأخذ كافة وسائل الحيطه من رأس النظام لأسفله بعدم المساس بعرشه وقيادته وحكمه وسلامة فهمك فالنهج لإسرائيل والوطن البديل قائم
لا تعتب على خطاب ملكي عاطفي انتهينا منه بل إعتب على حكومات

9) تعليق بواسطة :
18-09-2017 10:49 AM

ووزراء ومتنفذين أغلبيتهم الساحقه من طبقات معدومه ومسحوقه ومتوسطه الواحد منهم متنقرف موسوس بخاف يسلم على أخوه من فرط الكشخه والشمخه الوزاريه أو الوظيفه العليا التي استلمها ويأتيك ببعض المعلومات وكأنه يتعامل بجاسوسيه وكأن الأردن على رأسها الطير وخرابها يتم بإصلاح إقتصادها ومجتمعها,
السؤال,من الطاقم الوزاري المثالي برأيك الذي يليق بالبلد والشعب؟
وما إقتراحاتك للإصلاح السياسي والإقتصادي الناجع بمقاله؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012