أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


السلطة الرابعة والواقع

بقلم : راتب عبابنه
21-10-2017 02:46 PM
عندما يتم تمكين الصحافة والإعلام من أداء دورهما الأساسي بحرية تخضع لضوابط بعيدا عن الإفتراء والنفاق والتلميع أي أن تكون المصداقية وتحري الدقة هما الهدف، يكونا قد مارسا دورهما بمنتهى الأمانة.

ونضيف هنا أن الإشارة لمواطن الخلل وكشف الحقائق وممارسة الدور التنويري ومتابعة الحركة اليومية للحكومة ومراقبة الحياة الإجتماعية هي من صلب مهام الصحافة والإعلام.

فعليهما تعظيم وإبراز ما يخدم الوطن وتوثيق وتسجيل الثناء لصاحب الإنجاز وبالمقابل عليهما الإعلان عما يتم اكتشافه من مخاطر تمس الوطن والمواطن مهما كان المصدر ومهما ارتفع مقامه وموقعه.

وذلك يمكن تحقيقه بحال أن تبتعد الحكومة عن الأنانية أي لا تفرض على السلطة الرابعة قيودا تعيق أداءها وأن لا تتوقع منها المحاباة والتملق. دورها هو المرآة التي ترى الحكومة والمواطن من خلالها ما يدور وما يتم القيام به.

للحكومة وضع الضوابط والخطوط العريضة وعلى السلطة الرابعة الإلتزام بحيث لا ضرر ولا ضرار. من المعروف عالميا أن الصحافة والإعلام هما السلطة الرابعة وتكمل دور السلطات الثلاث فهي تنويرية للمواطن وإرشادية وتحذيرية للحكومة.

لذا فالدور تشاركي تكميلي نصائحي تحذيري. والتشاركية بمفهومها الواسع يقصد بها التعاون مع السلطات من أجل الوطن وخدمة المواطن. أما أن ينظر لها أنها مصدر قلق للحكومة، فذلك يعني أن الحكومة تريد الإنفراد والإبتعاد عن الصواب والإبقاء على استمرارية الخطأ.

وقد أطلق اسم السلطة الرابعة اعترافا بدورهما الهام والخطير عندما يمارسا دورهما الحقيقي بعيدا عن القيود والشروط القاسية.

للأسف أن هذه السلطة مطلوب منها التلميع وعدم كشف المستور وإن لم تخضع لهذه المطالب يبدأ التفكير بالتضييق وسن القوانين التي تفرغها من مضمونها.

البعض يدعي أننا نمارس الديموقراطية وعنما أحيانا نمارسها حقيقة، سرعان ما نواجه تشريعات خانقة وقيود تكميمية فضفاضة تجعل زمام الأمر بيد السلطة التنفيذية.

والحال كذلك، علينا أن نلغي كلمة “ديموقراطية” من قاموسنا لوقت تتحقق به الديموقراطية فعلا لا قولا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012