أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


استهداف الاردن

بقلم : المهندس وائل سامي السماعين
22-10-2017 05:22 PM
يخرج البعض من جحورهم من فترة الى اخرى للنيل من الاردن باشكال والوان مختلفة وتحت مسميات متعددة بالتعاون مع بعض الجهات الخارجية او الداخلية و التي لها مصلحة في النيل من استقرار الاردن ووحدته الوطنية. منذ بداية تأسيس الدولة الاردنية وهي تقف صلبة لا تنحني امام هؤلاء الذين يلهثون وراء حلمهم السراب . في الخمسينات من القرن الماضي كانت الاحزاب الشيوعية والبعثية والانظمة العربية الشقيقية التي كانت تدعي القومية هدفها الاساس وحلمها ازالة النظام الملكي في الاردن وتحويلها دولة تابعة لهم . هذا الحلم تحطم على ايدي ابناء الاردن المخلصين, الذين بذلوا الجهد المتواصل ليل نهار للحفاظ على الاردن وهويته الوطنية الاردنية.

هذه الهوية الوطنية الاردنية لها قيمها المتميزة عن الاخرين, فالاردني لم ُيعرف يوما بعنصريتة ضد الاخرين او الحقد عليهم بسبب العرق او الاصل او الدين, او ما يحملون من افكار سياسية متباينة اوحتى دينية طالما انها غير متطرفة ولا تضر بالسلم الاهلي للمجتمع.شهد التاريخ الاردني الحديث مرحلتين الاصعب في مسيرته, ولكنه تجاوزهما بالصبر والحكمة واخلاص ابنائه المنقطع النظير. فاولهما كانت مرحلة الخمسينات من القرن الماضي, فكان للقسم السياسي الذي يتبع قائد الجيش مباشرة حابس باشا المجالي دورا بالغ الاهمية في احباط تلك المؤمرات على الاردن وشعبه , فهذا القسم كان بمثابة الذراع الوقائي للأمن العسكري والمدني للدولة الاردنية انذاك وله صلاحيات واسعة, وكانت يد اجهزته وعملائه تمتد في طول المعمورة وعرضها مما اعطى هذا الجهاز الحيوي القوة والقدرة على الكشف الاستباقي واحباط المؤمرات قبل وقوعها ونجاحها . وكان للوالد سامي السماعين حفظه الله , دورا بالغ الاهمية في القسم السياسي, فكتابه مذكرات ظابط اردني خفايا واسرار, مليء بالاحداث التاريخية والاسرار العسكرية لحقبة الخمسينات, وهي المرحلة الاولى الصعبة التي اجتازها الاردن وتخطاها بقوة وعزيمة ابنائه . وكان الدافع وراء تلك الجهود هو الدافع الوطني البحت وليس المصلحة الشخصية, وذلك من اجل هدفين اساسين وهما , الحفاظ على الاردن ووحدته الوطنية والثاني الحفاظ على النظام الملكي الاردني الهاشمي لانه اداة استقرار في الاردن, فهذان هما الخطين الاحمرين للاردنيين . واما المرحلة الصعبة الثانية , هي احداث ايلول التي عصفت في البلاد بسسب خسارة الضفة الغربية في حرب 67 وتهجير الفلسطنيين , حيث كان يشعر الاشقاء ان النظام
الاردني مسؤول عن خسارة العرب للحرب , وعلى اثر ذلك قاموا بتأسيس ما كان يطلق عليه الفدائيين من اجل التحرير .

دبت الفوضى في البلاد, وذاق المواطنين الامرين من الفلتان الامني, وانتهت المعاناة بعد ان قام الجيش باعادة السيطرة على البلاد . وكان للوعي الشعبي والوحدة الوطنية الاهمية البالغة في الحفاظ على الامن ووحدة البلاد,حيث كانت جميع فئات الشعب من شتى الاصول والمنابت بلا استثناء تقف ضد تلك الفوضى . في تلك المرحلتين الاصعب في تاريخ الاردن الحديث لم نسمع بعدهما عن اي انتقام من احد ضد الاخر , ولم تحدث انقسامات من شأنها احداث شرخ في المجتمع, لان الاردنيين يعرفون الصواب من الخطاء ويميلون الى الصواب دائما ولا يحبذون العنف, فهذه من طبيعة عاداتهم العشائرية .

اما ما يحدث حاليا من ضوضاء عن ما يسمى ' الخيار الاردني ' وهو ان يكون الاردن وطنا بديلا للفلسطنيين ,والذي تقف خلفه جهات مشبوهة لا قيمة ولا وزن لها, فهو يدخل ضمن نطاق الشوشرة الاعلامية لا اكثر ولا اقل ولا نحتاج حتى ان ندخل في نقاش اعلامي حوله . الاردن قوي بقيمه وبوحدة ابنائه من شتى الاصول والمنابت, فكما ذكرت حتى في احلك الظروف الصعبة لم يحمل الاردني الضغينة ضد الاخر . همنا الوحيد في هذه المرحلة الثالثة والصعبة هو الهم الاقتصادي وما يحمل من تحديات متنوعة مثل التزايد السكاني الغير منضبط ,وقلة الانتاج ,والزيادة المضطردة في الاستيراد, والازدياد في اعداد العاطلين عن العمل , وعودة الكثير من المغتربين, واعداد اللاجيئن الذي يقدر بالملايين فكل هذا هو التحدي الاكبر لنا جميعا دون استثناء وهذا ما نريد ان نتجاوز الى بر الامان .
waelsamain@gmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012