أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


"باريس هيلتون" الروسية تنافس بوتين

22-10-2017 06:02 PM
كل الاردن -
«اتخذت قراري. ويكفي صمتاً، لقد فكرت في ذلك لعدة أشهر.. وأعتزم أن اكون مرشحة أولئك الذين يريدون التصويت ضد الوضع السائد».. هكذا يضع اعلان كسينيا سوبتشاك، حدّاً لاسابيع من التكهّنات حول ما اذا كانت الصحافية والاختصاصية الاجتماعية الشهيرة ستخوض انتخابات الرئاسة الروسية في مارس المقبل. وقد اثار إعلان سوبتشاك الترشّح ـــ ضد النصيحة التي قدمها لها السياسي الليبرالي المعارض أليكسي نافالني ـــ عاصفة في الدوائر السياسية الروسية. وسوف ينظر إلى انباء مضيها قدما للترشح، باعتباره ضربة لآمال نافالني، واحتمال إثارة الانقسامات في صفوف المعارضة.

بالنسبة الى سوبتشاك (35 عاماً)، فإن الإعلان يكمل دائرة مميزة تتمثل في إعادة اختراع النسخة الروسية من «باريس هيلتون»، فهي ابنة أول رئيس بلدية لمدينة سان بطرسبيرغ بعد سقوط الامبراطورية الروسية، ومعظم حياتها المهنية، مرادفة للجنس والشهرة. فقد شاركت في النسخة المحلية من برنامج تلفزيون الواقع «الأخ الأكبر»، وتصدّرت فضائحها صحف التابلويد. وفي الحياة العامة، كانت صاخبة ومتعالية. وقالت ذات مرة موجهة الاهانة لمستضيفها في برنامج إذاعي: «إذا كنتُ صادقة، فإن مشكلتك هي أنك تشعر بعقدة نقص، لأنك تعرف أنك لست نجماً».
ومن الواضح ان سوبتشاك ــــ بما لديها من جيش من المشجعين وعوائد مالية بالملايين ــــ أنها في موقع يؤهّلها لإصدار الأحكام على الآخرين.

قناة ليبرالية
في تلك المرحلة، لم تكن لها صلة بالسياسة أبداً. ورفضت توجيه الانتقاد للرئيس بوتين الذي كان صديقا وزميلا لوالدها الراحل، وذهبت إشاعات الى انه «عرّابها». ولكن في عام 2011، تغيّر شيء ما. حيث بدأت سوبتشاك في ارتداء شارة الناشطة السياسية. وتحدثت في ديسمبر في مظاهرة للمعارضة احتجاجا على نتائج الانتخابات البرلمانية لمجلس الدوما. وبدأت بمواعدة ايليا ياشين، احد زعماء المعارضة، ثم انفصلت عنه.

وقد كشفت السلطات عن مدى استيائها منها عندما داهم ضباط مسلحون وملثمون، منزلها في يونيو 2012 واستولوا على أموال نقدية تزيد قيمتها على مليوني يورو نقداً.

وبحلول ذلك الوقت، بدأت سوبتشاك عملها في مهنة جديدة ــــ مذيعة في برنامج حواري في قناة تلفزيونية ــــ تعتبر لسان حال الليبراليين في موسكو. وسرعان ما اكتسب البرنامج شعبية كبيرة لدى مختلف اطراف الطيف السياسي الروسي.

ولا شك في أن سلسلة المقابلات أثبتت أنها اختبار مفيد لمسيرتها السياسية. ولكن جذورها تعود إلى عام 1989، ومع التحالف غير المتوقع بين رجلين، أحدهما إصلاحي ديموقراطي، عمره 50 عاما يدعى أناتولي وتلميذه، العميل السابق في جهاز المخابرات السوفيتية كي بي جي الذي كان يبلغ من العمر 38 عاماً، ويدعى فلاديمير.

رفيق قديم
حينها وُصف عمدة سان بطرسبيرغ أناتولي سوبتشاك كزعيم وطني للمستقبل، حيث احتل المركز الثاني في شعبيته بعد بوريس يلتسين. وكان بوتين النائب المخلص لسوبتشاك وأوثق المقربين منه.

وفي أواخر التسعينات، فقد سوبتشاك النعيم الذي كان فيه، وبدأ يواجه التحديات القانونية ومزاعم المعارضين له بالفساد. لقد تسبّب الإجهاد الذي أصيب به، له في المرض، وكان ـــ على ما يبدو ـــ على وشك الإصابة بأزمة قلبية. ورفض الرئيس يلتسين التدخل لمساعدة خصمه، لكن بوتين الذي كان مسؤولا في الكرملين آنذاك، رتّب شخصيا عملية خاصة لإجلاء رئيسه السابق إلى أوروبا.

أمضى سوبتشاك أيامه الأخيرة في مساعدة الحملة الانتخابية لبوتين، الذي وصفه في المقابلة الأخيرة التي أجراها قبل أيام من وفاته في فبراير 2000، بأنه «ديموقراطي، ومؤيّد للسوق الحرة ورجل دولة حاسم وشجاع». ورد بوتين التحية بمثلها قائلا: «أنا حقّا أحب أمثال هذا الرجل. انه انسان حقيقي وكانت تجمعنا علاقات ودية قوية وتسودها الثقة. أعتقد أنني أستطيع أن أدعوه بالرفيق القديم».

وسئل الرئيس بوتين في مؤتمر صحافي، عقده في الخامس من أكتوبر، عن منافسة ابنة سوبتشاك له على منصب الرئاسة. فكرر الثناء على صديقه السابق، لكنه امتنع عن تأييد حملة سوبتشاك الجديدة، قائلاً «انها المرة الاولى التي أسمع فيها أنها تريد الترشح. مع انني متأكد من أنه سيكون هناك مرشحون آخرون».

ويشك البعض في ان سوبتشاك قد نسّقت حملة ترشحها مع الكرملين. فقد اوردت محطة «بي بي سي» الروسية في الرابع عشر من أكتوبر، أن سوبتشاك اجتمعت مؤخرا مع بوتين. ونقلت المحطة عن والدة سوبتشاك ان ذلك الاجتماع جاء في اطار تسجيل شريط فيديو عن والدها. لكن آخرين يعتقدون انهما ناقشا ما هو ابعد من ذلك. ونقلت صحيفة فيدوموستي عن «مصادر» في الادارة الرئاسية ان الكرملين «يبحث عن امرأة، وأن كسينيا تعتبر مثالية للعب هذا الدور».

إثارة انتخابية
وقال مصدر مقرّب من الحكومة لهذه الصحيفة ان الكرملين يفهم ان روسيا ليست مستعدة بعد للقبول بفكرة ان تتولى امرأة رئاسة البلاد. وفي الوقت نفسه، يفترض على نطاق واسع أن بريق نجومية سوبتشاك سوف يضفي شيئا من الإثارة على انتخابات كان من السهل التنبؤ بنتائجها بها من دون ذلك.

مهما كانت تفاصيل أي ترتيبات، فإن من الواضح ان رد فعل الكرملين حتى الآن، يختلف عنه في حالة المعارض السياسي نافالني، الذي لا يزال يقبع في السجن لدوره في تنظيم احتجاجات «غير مصرّح بها».

وقد احتفل نافالني قبل ايام بتحقيق انتصار قانوني بصدور حكم أولي من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. فقد اوردت المحكمة ان محاكمته وادانته وشقيقه بالاختلاس عام 2014 لم تكن عادلة، وبالتالي يجب الا تحول دون ترشحه لمنافسة بوتين. بيد ان رئيس لجنة الانتخابات المركزية الروسية ايلا بامفيلوفا ظل يردد منذ ذلك الحين انه بصرف النظر عن حكم المحكمة، فإن نافالني ليس مؤهلاً لخوض انتخابات عام 2028.

كانت فكرة ترشيح سوبتشاك مثيرة للانقسام في دوائر المعارضة الروسية. فنافالني وسوبتشاك، اللذان كانا زميلين مقربين ذات يوم، اختلفا. فقد وصف نافالني سوبتشاك بانها «المرشحة الليبرالية المثالية بالنسبة للكرملين». وردت عليه سوبتشاك في موقع إنستغرام للرد عليه علنا، متهمة اياه «بمحاولة احتكار المعارضة لنفسه».

إيليا ياشين، زعيم المعارضة وصديقه سوبتشاك السابق، أبلغ هذه الصحيفة ان نافالني هو «الشخص الوحيد الذي يمتلك شعبية والشخص الوحيد القادر على ادارة حملة انتخابية، والشخص الوحيد الذي يخوض الانتخابات ليس لتحسين صورته، بل لتحقيق الفوز». وقال إن حزبه سيواصل دعم حملة نافالني. واضاف انه «من دون نافالني، لا وجود للانتخابات».

إندبندنت
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012