أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
السبت , 18 أيار/مايو 2024


الملقي: موقف الأردنّ ثابت لن يتزحزح حيال القضيّة الفلسطينيّة

20-12-2017 05:08 PM
كل الاردن -
عمان- اكد رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ان موقف المملكة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني كان واضحا وجليّاً بإدانة القرار الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدة الاميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كونه يشكِّل خرقاً للقانون الدولي.

وبين ان القرار ينتهك قرارات الشرعيّة الدوليّة التي تُجمِع بدون غُموض ولُبس، بأن القدس مدينة محتلة، وأن كل الإجراءات والتدابير المتخذة من جانب إسرائيل في القدس، منذ احتلالها عام 1967م، هي إجراءات باطلة ومنعدمة الأثر سياسيّاً وقانونياً، فضلاً عن أنّ هذا القرار الخطير والمرفوض يقوض تماماً آفاق استئناف مفاوضات السلام.

كما اكد رئيس الوزراء ان موقف الأردنّ ثابت لن يتزحزح حيال القضيّة الفلسطينيّة التي نشدّد دائماً على أنّها القضيّة المركزيّة، ونتعامل معها باعتبارها قضيّة وطنيّة خالصة، ولن يكون هناك أيّ تراجع لجهودنا أو مطالبنا العادلة بتجسيد حل الدولتين، الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينيّة المستقلة، وذات السيادة، على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقيّة، تطبيقاً لقرارات الشرعيّة الدوليّة، وإنفاذاً لمبادرة السلام العربيّة التي تدعمها ثلثا دول العالم'.

وقال رئيس الوزراء في محاضرة القاها اليوم الاربعاء في كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية، ان عدم إحقاق العدالة في فلسطين، والمضيّ قدماً بالإجراءات الأحاديّة، المخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعيّة الدوليّة، ليس من شأنه فقط أن يقوّض أمن المنطقة واستقرارها، بل سيسهم حتماً في تغذية مشاعر الإحباط والقلق، الذي يعزّز المناخ السلبي الملائم لعمل عصابات الإرهاب والتطرّف، التي تستغلّ هذه الأجواء لاستقطاب مناصريها، وتنفيذ مخطّطاتها الإجراميّة.

ولفت الملقي الى ان الأردن بادر فوراً بعد دور القرار، بالدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الأسبوع الماضي، 'وقمنا بالتنسيق لعقد قمة إسلاميّة طارئة في اسطنبول قبل بضعة أيّام، انبثق عنها إجماع عربي وإسلامي على ضرورة الاعتراف بالقدس الشرقيّة عاصمة لفلسطين'.

واكد ان جلالة الملك وبما يملك من مكانة رفيعة، واحترام كبير على الساحتين الإقليميّة والدوليّة، قاد نشاطاً دبلوماسيّاً مكثّفاً، أفضى إلى تشكيل موقف دولي قوي واضح، لمحاصرة آثار هذا القرار، وكسب إجماع دولي ضدّه، 'وقد نجحنا في ذلك إلى حدٍّ كبير'.

وقال 'ستستمر جهودنا بذات الزخم والثبات، وبنفس العزيمة والإصرار، انطلاقاً من إيماننا المطلق بأنّنا الأقرب إلى فلسطين الشقيقة وأهلها، فنحن من خضّبت دماء شهدائنا الأبرار أراضيها المقدّسة، في باب الواد واللطرون والمكبِّر وباب الساهرة و باب العامود وغيرها، ونحن الأردنيين واصلنا الدفاع عن ثرى القدس الطهور، وعن عروبتها، وذدنا ببسالة عن مقدساتها الإسلاميّة والمسيحيّة، وعن المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بموجب الوصاية والرعاية الهاشميّة التاريخيّة على المقدسات، التي يحظى بها جلالة الملك وسنواصل هذا الدور باقتدار مشرِّف، وبعزيمة لا تلين، وبهمّة لا تفتر، وسنتصدّى بحزم لأي استهداف للمقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة'.

واضاف اننا اليوم نضع العالم بأسره، أمام مسؤوليّة العمل باتجاه حل القضيّة الفلسطينيّة وإحقاق حلّ الدولتين، من خلال إلغاء القرارات الأحاديّة، وإطلاق مفاوضات جادّة وملتزمة ومحدَّدة، ضمن إطارٍ زمنيٍّ واضح، يشمل كلّ قضايا الحلّ النهائي، وفي مقدّمتها القدس، واللاجئين، والأمن، والحدود، والمياه؛ وفقاً للمرجعيات الدوليّة المعتمدة، وقرارات الشرعيّة الدوليّة، ومبادرة السلام العربيّة، وبما يلبّي مصلحة الأشقّاء الفلسطينيين، ويتسق مع المصالح الأردنيّة العليا المرتبطة بهذه القضايا.

ولفت الى ان قرار الرئيس الامريكي كان له وقع كبير، وأسهم في إيجاد ردود فعل واسعة على مستوى العالم، 'ولاحظنا جميعاً ردة الفعل الأردنية والعربيّة والإسلامية والدوليّة الرافضة لهذا القرار، والمحذِّرة من آثاره الخطيرة، وتداعياته الوخيمة على الأمن والسلم الدوليين'.

وبشأن محاربة الارهاب اكد رئيس الوزراء ان جهودنا المشتركة، مع القوى الدوليّة الفاعلة في التصدي لعصابات الإرهاب والتطرّف، وفي مقدّمتها عصابة داعش الإرهابيّة، 'وقد حققنا نجاحات كبيرة في دحر هذه العصابات من أراضٍ كانت قد سيطرت عليها في دول شقيقة، ولا بدّ من تحصين هذا المنجز من خلال العمل على إزالة كل أسباب امداد هذه العصابات بالذرائع والحجج التي تعتاش عليها لتبرير ما تقترفه من جرائم، ومنها عوامل الإحباط المتأتّية من عدم إحقاق العدالة في فلسطين، واستمرار التهميش والإقصاء والإلغاء لهذه القضيّة التي هي الأهمّ على مستوى العالم بأسره، وليس على مستوى المنطقة فحسب'.

ولفت الى اهمية الالتفات إلى مختلف القضايا الراهنة، والدفع باتجاه إيجاد الحلّ السياسي لها عبر بوابة الحوار الذي يجمع مختلف الأطياف السياسيّة، سواءً في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا، وجميع البلدان الأخرى التي عانت من ويلات العنف والدمار، واستحلّتها عصابات الإرهاب الدمويّة، وبثّت فيها أسباب الخلاف والفرقة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012