أضف إلى المفضلة
السبت , 18 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 أيار/مايو 2024


شحادة ابو بقر يكتب : هزلت ..ورب الكعبة هزلت !

بقلم : شحاده أبو بقر
26-03-2018 11:13 PM



بالتأكيد , لم يبق في العمر كثير , لكنني وأنا من أكثرالمتعلقين بالقراءة ومتابعة ما يجري من أحداث على هذا الكوكب منذ صرت صحفيا قبل قرابة 38 عاما , لم أعرف في حياتي زمنا تندثر فيه القيم الجليلة في حياتنا نحن العرب , كهذا الزمن الذي نعيش ! , فلقد جاء وقت ' طق فيه عرق الحياء ' على نحو صارخ حقا ! .
أقسم صادقا بإذن الله , أن ما تبقى من شعر رأسي يقف حياء من الله , وأنا أقرأ ما يسمى بالتعليقات على أخبار العرب ونحن منهم , في بعض وسائل إعلام وتواصل عربية تصدر خارج حدود العرب , حيث لا حياء ولا تقوى ولا مخافة من سخط الله وغضبه سبحانه ! .

كلام جارح ليس للمشاعر وحسب , وإنما للضمائر وبما يدمي القلوب , ألفاظ ليست سوقية , فالسوقية أعف وأطهر , وإتهامات لخصوصيات الناس وخوض فاضح للأعراض , وتجن لا بل وجنون بلا حدود في إستخدام كلمات يعف حتى السفهاء عن التلفظ بها , وجلها إن لم تكن كلها منصبة في شؤون السياسة والسياسيين والحكام تحديدا , وكل في كرمه يسطح مادحا وذاما وبأسلوب ردح مقيت لا آدمية فيه, والجامع المشترك بين كل هذا , هو أن لا أصالة ولا رجولة فيه , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

كنت وغيري بالتأكيد , سنحترم حرية الرأي ذاك لو كان محترما , خاصة وأن هناك الكثير مما يستحق النقد لا بل وحتى الإستغراب , لكن أن تجد نفسك أمام سيل نتن من أحط الألفاظ , يتبادل ' المتحاورون ' العرب فيه , أقذع الكلمات والتعابير التي تدلل على واقعهم وحدهم , فذلك يعني أن الأمور قد هزلت فعلا وبلا أدنى شك , وحوار على هذه الشاكلة هذا إن إستحق وصف حوار! , لا يغير من الأمر شيئا , ولا نتيجة له تذكر سوى المزيد من الإنحطاط والتراجع الذي قد يفضي إلى المزيد من الفوضى في دنيا العرب , وقد مزقهم ' ربيعهم ' شر تمزيق وجعل بلادهم مرتعا لهمل الكوكب كافة ! .

لا والأدهى والأمر , أن تجد ذاتك أمام ما يسمى بمعارضة أردنية في الخارج , أخذت على عاتقها شتمنا جميعا وإتهامنا جميعا شعبا ومسؤولين , ولا غضاضة عندها في وصف شعبنا بالشعب ' الساقط ' , ومبررها أننا لم ندمر بعد بلدنا بأيدينا على نحو ما فعل غيرنا , لنستقبلهم بعدها بالورود لننصبهم حكاما علينا ! , حتى ونحن لا نعرف من هم ولم نسمع بأسمائهم ولا عن بطولاتهم الزائفة ولا نعرف لهم دورا في دورة حياتنا وتاريخنا المشرف والشريف .

ومما يؤكد بأنها قد هزلت حقا , مهزلة معارض خارجي تتناقل أخباره وسائل إعلام بعضها مغفل وبعضها مغرض , يبشرنا بجمهورية أردنية سيكون بالطبع هو رئيسها الحاكم بأمره , منتظرا من دولة إحتلت أرضنا وقدسنا أن تنفذ له حلمه هو وزبانيته , على الرغم من أن حتى الرجل الجليل والده قد تبرأ منه ومن أفعاله .

نعم , فقد هزلت ورب الكعبة , إذ نضطر لقراءة وسماع ما يدمي العيون ويفطر القلوب , من نفر لو كان في ذواتهم ذرة شهامة , لكانوا هنا بيننا يعبرون عن معارضتهم , ويطرحون كما يفعل المعارضون والحراكيون السلميون الذين يقولون رأيهم الصريح , ولكن بأدب يحفظ كرامة الوطن ومؤسساته , أما هؤلاء فلا يستطيعون , فهم يريدون ويتوهمون هم وأعوانهم إمكانية تغيير النظام وإقامة 'جمهوريتهم ' العتيدة على أنقاض تاريخنا ! .
لهؤلاء ومن يدعمونهم ويقفون خلفهم وسيلقون بهم حيث يستحقون بعد حين , نقول , وقولنا نحن الأردنيين ومن كل المشارب قول رجال لا أشباه رجال , وطننا إسمه منذ وجد ويبقى بعون الله ( المملكة الأردنية الهاشمية ) , ثلاث مفردات متلازمات لا إنفكاك بينها إلى يوم الدين , فهو, مملكة , وأردنية , وهاشمية , شاء من شاء , وأبى من أبى , وعن هذا الثابت لن نتحول مهما إختلفنا مع حكومات أو أي مسؤول فيها , ومهما عتبنا أو حتى غضبنا , وسنظل ندافع بكرامة عن هذا الثابت مهما توهمتم ورعاتكم خلاف ذلك , وستموت الأفعى وسمها في رأسها ولن تحصدوا سوى الخيبة والعار! .

أيها الأردنيون من كل أصل , عارضوا سلميا وطالبوا بالإصلاح وصونوا بلدكم وهو شرفكم , وإحترموا نظامكم وإنصحوا وإقترحوا وإجعلوه ملاذكم بعد الله جل في علاه , من أجل الإصلاح والتغيير والتطوير , ولكن لا تتركوا للمتربصين بكم وبوطنكم وبنظامكم , أدنى فرصة لإستغلال حراككم السلمي الواعي , لحرفه عن مساره , وتصويره كما لو كان موجها للنظام , وطوبى لحراك السلط والبلقاء الذي رد على أفاك يحرض على نظامنا من خارج حدودنا , عندما هتف ضده بما يستحق وبصوت جهوري واحد ' خسئت ' وأكثر من ذلك ! .

وفي المقابل , فعلى الحكومة أن لا تنام,! , وأن تسهر وتعمل كثيرا وكثيرا جدا , كي يخرج الأردن والأردنيون الأحرار من أزمتهم , وهم الذين ما تنكروا يوما للوطن والعرش والتاج , ولا للعرب والعروبة , ولا لفلسطين والقدس الشريف , فلا يظنن رويبضة طاريء مستجد هنا أو هناك , ولا ترمب ولا نتنياهو أن بمقدورهم فرض ما نرفض , ما دام هناك شعب أردني حي يتحرك , وضمائر حية تأبى الذل , وبغير الكرامة لا ترضى ! ومهما هزلت عند غيرنا فعلا , فعندنا شعب حر وملك حر يرقى ويرتقي بها فعلا بإذن الله فوق كل الشبهات والمهازل والتمنيات البائسة أيا كان مصدرها , وبالحوار الموضوعي الهادف .

وقبل أن أغادر , المملكة الأردنية الهاشمية وطننا الذي عنه لا نحيد أو نتخلى سواء كنا في سلم المسؤولية أو حتى مهمشين خارجها , فالوطن ونظامه الملكي الأردني الهاشمي عندنا , هو الروح قبل الجسد , وليس منصبا أو مغنما زائفا , وبأيدينا نقتلع عيون كل من في ذاته مخطط مريض أو أمنية يائسة بائسة , أيا كان شأنه ومكانه وزمانه , فعلى من لم يتعظ بعد , أن يتعظ , قبل فوات الأوان , وإلا فهو الخاسر المهان لا محالة . والله من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012