أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 22 أيار/مايو 2024


ليس دفاعا عن " المخابرات " وإنما !

بقلم : شحاده أبو بقر
01-04-2018 11:19 PM




المخابرات العامة جهاز أمني شامل , مهمته جمع المعلومات الأمنية المحضة والسياسية والإقتصادية والإجتماعية , وكل ما يندرج في إطار ذلك من تفاصيل , سواء في الداخل أو الخارج , ثم الدفع بها إلى صناع القرار كي تكون تلك المعلومات الموثقة الموثوقة هاديا لهم في تحديد شكل ومضمون ذلك القرار .

ومن الطبيعي وهذا أمر في غاية الأهمية أن تقدم المخابرات في ظل هكذا معلومات رأيها ورؤيتها إزاء الواقع المحيط بكل قضية , وحتى رأيها بالأشخاص كذلك وسلوكياتهم وقدراتهم , وبالذات في حال توجه أصحاب القرار لإختيارهم لإشغال مواقع قيادية مهمة ! .
يبقى الأمر هنا بأيدي أصحاب القرار وصناعه , هل يأخذون برأي جهاز المخابرات ورؤيته أم لا ! , فهذا شأنهم وحدهم ولا يخص المخابرات من قريب أو بعيد , على أن واقع الحال يقول , أن جهاز المخابرات هو الجهاز الذي لا يمكن وليس بمقدوره أصلا تضليل صناع القرار أو تزويدهم بمعلومات غير دقيقة , وإلا فهو يتحمل مسؤولية أي قرار خاطيء قد يتخذ بناء على معلوماته !

في كل بلاد الدنيا وقلتها وسأظل أقولها ما حييت , فإن أجهزة المخابرات وبما تملك من معلومات دقيقة , هي من يحدد شكل ومضمون القرار الوطني المحلي والخارجي إذا ما تم الإستئناس برأيها وتوصياتها .

وبخلاف ذلك , يبقى القرارعرضة لأن يكون مولود هوى وأمزجة وعلاقات شخصية لا أكثر , وذلك أمر في غاية الخطورة عندما يتعلق بوطن وشعب وبحاضر ومستقبل هذا الشعب ودولته ووطنه , ومن هنا تحرص الدول النابهة وأولها أميركا وروسيا شرطيا العالم , على دعم وتقوية أجهزة المخابرات لديهما , وتقديم رؤيتهما على كل رؤية غيرها.

أنا لا أدافع عن المخابرات الأردنية , وهي ليست بحاجة لدفاع مني ولا علاقة تربطني بأحد فيها , لكنني أسمع كغيري أنها جهاز متطور وحرفي وحضاري في تعامله مع المواطن , مثلما سمعت وكغيري شهادات عربية وعالمية تشيد بقدرات هذا الجهاز في حفظ أمن البلد بالتعاون مع أجهزة الأمن في الأمن العام والجيش , ومن هنا أرى أن هذا الجهاز وزميلاته الأخرى يجب أن تدعم لا أن تحجم بأية حجة أوذريعة كانت ! .

أعرف سلفا أن من يتعمدون تشويه صورة سائر مؤسسات الدولة والمخابرات بالذات , سيصفونني بالسحيج ' وليكن ' وربما بالعميل !, بعد أن غيبوا الله جل جلاله عن أذهانهم فظلموا وإفتروا, وتناسوا وعن عمد وسابق إصرار أن هذا جهاز وطني بإمتياز مهمته حفظ أمنهم الوطني في كل مكان , بما في ذلك غرف نومهم !
قبل أن أغادر , هذا المقال ليس ضد أحد ولا ردا ولا حتى تعقيبا على أي مقال آخر , وإنما هو إقرار بحقيقة لطالما سعى كثيرون إلى تشويهها , وكأن الأردن وحيدا هو من يملك جهاز مخابرات !, ويتناسون ما فعلت وتفعل أجهزة مخابرات على إمتداد الإقليم من تعذيب لشعوبها وما زالت لمجرد فتح الفم بكلمة قد لا تعجب مسؤولا ما . والله من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012