أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الشمال العراقي .... ماذا عن المشروع التوسعي التركي !؟

بقلم : هشام الهبيشان
02-04-2018 11:11 AM

تزامناً مع المعلومات التي تؤكد الانسحاب الفعلي لمسلحي ميلشيا حزب العمال الكردستاني من سنجار العراقية وصولاً إلى الحدود السورية ثم إلى تل بوكا وربيعة، وتسليم المنطقة لميلشيات مسلحة تابعة لبعض القوى العراقية والمنخرطة بحكومة بغداد '،هذا الانسحاب يقال بأنه يأتي بعد تنسيق وتفاهمات واتصالات بين النظام التركي وحكومة بغداد والأمريكان،بعد تهديد الأتراك بغزو سنجار بحجة وجود ميلشيا حزب العمال الكردستاني ،ولكن مجموع هذه الاتصالات وتلك التفاهمات ،اتخفي حقيقة الأطماع التركية بالشمال العراقي ، فـ اليوم الوجود التركي ببعض مناطق الشمال العراقي بدأ يتحوّل إلى أمر واقع يفرض بالقوة من الجانب التركي، فهذا بمجموعه تتحمّله حكومة بغداد ' التي مازالت للأسف تابعة لأمريكا ' فهذه الحكومة ارتكبت خطأ فادحا عندما صمتت خلال الأشهر الماضية على الانتهاكات التركية بشمال العراق، فكان من الواجب على الحكومة العراقية أن تتخذ قراراً عسكرياً فورياً بالتصدّي للعدوان التركي على الاراضي العراقية الذي كان تحت حجج محاربة حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش، أو على الأقلّ ان تتوجه إلى مجلس الامن والأمم المتحدة لردع الأتراك عن هذا العدوان السافر على الأراضي العراقية…

فـ اليوم هناك احتلال وعدوان تركي مباشر وعلني وانتهاك بري وجوي للأراضي العراقية شمالاً ، وهناك حرب تصريحات شنّها أردوغان وبعض المسؤولين الأتراك بشكل مباشر تهدد باحتلال المزيد من الاراضي العراقية شمالاً، وهنا، لا يمكن إنكار حقيقة أنّ الاتراك حاولوا وما زالوا يحاولون المسّ بوحدة الجغرافيا والديمغرافيا للدولة العراقية من خلال السعي للسيطرة والنفوذ على مساحات جغرافية من شمال العراق، فالنظام التركي أظهر منذ بداية الحدث العراقي رغبته الجامحة بسقوط شمال العراق خصوصاً والعراق كلّ العراق في أتون الفوضى، وهذا الأمر ينطبق كذلك على أطماع الاتراك بالشمال السوري، فكانت لهم صولات وجولات في هذا السياق، ليس أولها فتح حدودهم بالكامل أمام السلاح والمسلحين العابر والعابرين للقارات من تركيا مروراً بسورية وإلى العراق، وليس آخرها ما جرى من أحداث مؤخراً من غزو للأراضي السورية شمالاً، واجزم هنا انّ الهدف الرئيسي للتدخل التركي هو الاستحواذ والسيطرة على جزء من الجغرافيا السورية - العراقية لتحقيق مطامع اقتصادية وسياسية تركية.

فـ تركيا لم تأت للعراق أو لسورية لمحاربة حزب العمال الكردستاني أو لضرب تنظيم داعش الإرهابي ، وإنما جاءت لغزو العراق بعد ان تيقنت بأنّ مساحة المناورة لها بسورية قد اتسعت لحد ما بشكل كبير وسط صمت روسي وتخبط أمريكي، ولهذا قرّرت التحرك بالعراق لإيجاد هامش واوراق مناورة جديدة لها بالاقليم' مستغلة حالة الاشتباك بين القوى العالمية '، وهنا لا يمكن إنكار حقيقة أنّ الغزو التركي للأراضي العراقية ما كان ليتمّ لولا التوافق والدعم لهذه الخطوة التركية من بعض القوى السياسية العراقية ببغداد واقليم كردستان.

وهنا نقول ، انه من الطبيعي ان يشكل الوجود التركي خطراً كبيراً على مستقبل الدولة العراقية سياسياً وامنياً وجغرافياً وديمغرافياً، وخصوصاً بعد اتضاح حقيقة واهداف التدخل التركي في شمال العراق، وهذا ما يؤكد أنّ الدولة العراقية والجغرافيا السياسية العراقية قد دخلت بمرحلة اشتباك دولي واقليمي جديد، وعلى ضوء نتائج هذا الاشتباك سترسم من جديد بعض ملامح الخارطة السياسية والجغرافية للاقليم والمنطقة العربية ككلّ.

ختاماً، من المؤكد أنّ الاحتلال التركي لبعض الأراضي العراقية شمالاً ، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما يخطط له الأتراك من إقامة مناطق نفوذ واسعة لهم بالشمال السوري، فمحاولة وصل منطقة نفوذ تركية تمتدّ من شمال غرب وشمال شرق سورية إلى شمال غرب العراق هو مخطط تركي قديم، ولهذا هم يسعون للاحتفاظ بمنطقة نفوذ جديدة بشمال العراق وبمحيط الموصل بالتحديد لضمان فرض سيطرة تركية ومساحة نفوذ ومناورة تركية جديدة بالإقليم، وهذه الخطوة ستكون لها تداعيات كارثية على أمن المنطقة والاقليم ككلّ.

كاتب وناشط سياسي



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012