خالد المجالي يكتب : والله " تمسحنا "

الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024

خالد المجالي يكتب : والله " تمسحنا "

10-04-2018 09:00 PM
كل الاردن -

لا شك لدي ان هذا المصطلح اصبح في مقدمة كلام معظم الشعب الاردني وخاصة
بعد فقدانهم الامل بأي خطوة اصلاح حقيقي لا بل بسبب الاصرار الرسمي على
مزيد من التعنت والرفض وممارسة كل اشكال القهر وعدم اللامبالاة اتجاه
مطالب الشعب او حتى تلبية الحد الادنى من متطلبات الحياة التي اصبحت تثقل
كاهل الكبير والصغير على حد سواء .

تمسحنا اي بمعنى اننا لم نعد نشعر بمرارة القرارات الحكومية والاحكام
العرفية وتكميم الافواه وملاحقة كل من يفتح فمه ' خارج عيادة طبيب
الاسنان ' حتى اننا احيانا نصاب بنوبات من الضحك والاستهزاء بعد كل قرار
جائر وضريبة اضافية واستغلال لموارد الدولة وتصريح رسمي يطلب من الشعب
المقهور الصبر والانتظار عدة اشهر او سنوات لتتبدل الاوضاع ويشعر الشعب
بالانجاز العظيم لحكومات فاشلة ولا تصلح لادارة روضة اطفال وليس ادارة
وطن مهددا صباح مساء .

تمسحنا بمعنى اننا فقدنا الامل بكل شعار كذبوا علينا به منذ سنوات حتى
جعلوا بعض المغفلين او المتنفعين يرددونه مثل الببغاوات حتى بعد ان
اكتشفوا حقيقة الامر يصر البعض على الادعاء ان الوطن بخير والمواطن في
افضل حالاته وان كبر المديونية ومئات الالاف من الفقراء والعاطلين عن
العمل ليسوا سوى متذمرين لا يقدرون نعمة ' الامن والامان ' مع ان السيوف
اليوم مسلطة على رقابهم وابواب السجون تنتظرهم وطلبات التنفيذ القضائي
تلاحقهم .

تمسحنا ونحن نرى قمة الاستهتار والاستخفاف بكل الملايين من الاردنيين بعد
احتكار المواقع الادارية العليا لنفر معين من الانسباء والاصدقاء حتى
وصلنا الى قناعة ان الدولة الرسمية هي عبارة عن مزرعة خاصة لمجموعة افراد
وكل الشعب عبيد تم جلبهم لخدمتهم وحراستهم وانتظار الفتات الذي يلقى لهم
بعد الانتهاء من ولائم حفلاتهم على جراح هذا الوطن .

تمسحنا ونحن ننتظر اي تغير في نهج ادارة الدولة ولو ' بالقشور ' كما يقال
لاعطاء بصيص امل للشعب المسخوط بأن هناك من يهتم به وليس مجرد ادعاءات
مكشوفة ومكررة مل الشعب من سماعها في كل مناسبة والافعال طبعا تؤكد ان
القرار لن ولن يكون الا لنفر قد يكون بعضهم لا يملك اي صفة قانونية او
دستورية اصلا تخوله التدخل في شؤون الدولة .

تمسحنا ونحن نكتب وننصح واذا ما تجاوزنا السقف الذي وضع لنا ندفع الثمن
باهظا فالبعض يعتقل ولا توجه له تهمة ولا محاكمة واخر يحاصر برزقه ورزق
ابنائه واحيانا تدفع العائلة كلها الثمن وكأن ابنهم ارتكب جريمة ' دم '
وتطبق عليهم الجلوة العشائرية فيحرموا من العمل في اجهزة الدولة حتى يعلن
الابن العاق التوبة وينقلب الى ' مسحج لكل من هب ودب ' .

تمسحنا ونحن نقول ان هذا وطن يملكه شعب وان التاريخ يقول لا يمكن ان
يتغير الوطن ولا الشعوب ولكن الانظمة عبر التاريخ هي التي تتغير وهي التي
تختار نهايتها.

بنظرة بسيطة لجوارنا العربي الديكتاتوري نكتشف حقيقة ان انظمة تختار
نهايتها فهي اما لتاريخ أسود وخيانة واما للمجد والعلياء ليذكرها الشعب
ولا يلعنها .

التعليقات

لا يوجد تعليقات

تنويه

تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .

الاسم :
البريد الالكتروني :
	اظهار البريد الالكتروني
التعليق :	بقي لك 300 حرف