أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
مكافحة الفساد: ارتفاع حجم استرداد الأموال العامة المنهوبة تنظيم الاتصالات: التشويش على الأردن تراجع بشكل كبير "البلطجة" غير مشمولة بالعفو العام والقضاء يطبق القانون بشدة على 1097 مدانا مستقلة الانتخاب تعلن بدء مهام لجان الانتخاب بأداء القسم الأردن يدين احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من معبر رفح وإغلاقه أمام المساعدات الإنسانية قرارات مجلس الوزراء- تفاصيل القوات المسلحة تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية - صور مستوطنون اسرائيليون يهاجمون قافلة مساعدات أردنية مجددا الأردن يسير 35 شاحنة مساعدات إلى الأهل في غزة - صور "الضمان": شراكة مع جامعات وكليات خاصة لتقديم منح لأبناء المتقاعدين الملكة رانيا العبدالله تسلط الضوء في مؤتمر عالمي على أثر الحرب الإسرائيلية على غزة عالميا انخفاض عدد السياح القادمين للأردن 8.8% خلال الثلث الأول برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي بقيمة 1.2 مليار دولار لمدة 4 سنوات الاحتلال يدخل محور "فيلادلفي" العازل مع مصر لأول مرة منذ 2005 أورنج الأردن والقاهرة عمان يوقعان اتفاقية بقيمة 30 مليون دينار
بحث
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024


يوم الأرض ومسيرة العوده (الجزء الثاني) 2

بقلم : الشريف محمد خليل الشريف
12-04-2018 10:51 PM


قلنا في الجزء الأول من يوم الأرض ومسيرة العودة أن الشعب الفلسطيني ومنذ نكبة العرب وفلسطين عام ١٩٤٨ وتشريده عن وطنه وأراضيه لم يدخر جهدا ولم يترك وسيلة إلا واتبعها ابتداء من العمليات الفدائية مروراً بالثورة والكفاح المسلح والأنتفاضات المتوالية .
ولكن كانت كل هذه الوسائل يتم إخمادها إما من طرف الدول العربية أو من طرف قيادات هذا الشعب التي تسلمت قيادته وتلاعبت ببطولاته وكفاحه وإنجازاته حتى وصلت به إلى المفاوضات العبثية الفاشلة والتي سارت في نفق مظلم حتى وصلت إلى نهاية ميئوس منها ولا فائدة ترجى بل إن هذه المفاوضات وبفضل تمسك قيادة المولود اللقيط الهزيل وما أطلق عليه السلطة الفلسطينية وهي لاتملك قرار نفسها استولى الكيان الأسرائيلي المحتل على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربيه وقمع أهلها وأقام عليها المستوطنات التي أصبحت هي الطابع للضفة الغربية ومع شبكات الطرق الألتفافية وكذلك الجدار العنصري العازل التي قسمت اراضي مدن وقرى الضفة وأصبح الفلسطينيون يعيشون على اراضيهم وكأنهم بؤر سكانية داخل منطقة يهودية صهيونية.

ومن مكاسب الكيان الأسرائيلي التي لامجال لها هنا العمل على تهويد القدس الشريف وقد اتخذ عدة قرارات وخطوات لتحقيق احلامه الصهيونية ومنها بناء الهيكل المزعوم وقد حدث كل ذلك مع مرور سنوات المفاوضات أمام تخاذل عربي وتأييد كامل من أمريكا ورئاستها العاهرة التي أوقفت كل قرارات الأمم المتحدة التي أتخذت لصالح الشعب الفلسطيني وبتأييدها للكيان الأسرائيلي ودعمه وتشجيعه على الغطرسة والعنصرية وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني إلا أن الشعب الفلسطيني قد حقق مكسبا واحداً من الأنتفاضة وذلك بفضل حركة المقاومة الاسلامية حماس والتي تزامن مولدها مع اشتعال ثورة الحجارة عام ١٩٨٧ حيث أجبرت جيش الأحتلال على الأنسحاب من قطاع غزة عام ٢٠٠٤ أثناء حكم أرئيل شارون السفاح اليهودي الصهيوني رمز اليمين المتطرف والغطرسة والذي تربع على هرم الأرهاب والمذابح التي ارتكبت بحق الفلسطينيين ومنها مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان عام ١٩٨٢ .

اعتلت في تلك الفترة حركة حماس عرش المقاومة وتوجت بطولات رجالها بفوزها بالأنتخارات الفلسطينية وحازت على النسبة الأكبر في المجلس التشريعي الفلسطيني وشكلت الحكومه وهي أول انتخابات حقيقيه ونزيهه يمارسها الشعب الفلسطيني على أرضه إلا أن هذا الفوز لم يوافق أهواء محمود عباس رئيس السلطة حيث يتصادم الخطان المقاومة التي تمثلها حماس والمفاوضات التي يمثلها عباس لينكر عباس الأنتخابات وحق حماس في الحكم وهنا فقط ظهر سلاح حركة فتح والذي لايؤمن عباس باستخدامه ولا استخدام القوة كأسلوب لتحرير فلسطين إلا أنه ٱمن به كأسلوب ( لتحرير غزة ) من حماس ليقتتل الأخوة وتزرع الفتنة بينهم وهذه أيضا من إنجازات عباس يضيفها الى أوسلو وخط المفاوضات واتفاق بيلين عباس.

أمسكت حماس بنظام الحكم في غزة بعد أن كشفت كل ماكان يحاك ضدها وضد المقاومة من مؤامرات وغادر عباس وحاشية السلطة الى رام الله ليعلن الكيان الأسرائيلي الحصار على غزة وتبعه بضغوط أمريكية صهيونية حصار أممي عليها والتأييد ومباركة سلطة رام الله عام ٢٠٠٦ وتتحمل حماس مسؤولية قطاع غزة مع حصار بري وبحري وجوي وأصبح منطقة معزولة عن العالم وعليه أن يعيش بإمكانياته المحدوده باستثناء بعض قوافل المساعده لكسر الحصار والتي كانت بجهود ومبادرات من أحرار العالم تنجح احيانا بالوصول إلى غزه العزه وتفشل احيانا أخرى .

وقد شن عليها الكيان الأسرائيلي عدة حروب كانت بمثابة حروب إبادة وتدمير وبتشجيع من رئاسة السلطه بل واعلن إحد هذه الحروب من القاهرة في عهد المخلوع حسني مبارك الذي إيضا قام بإغلاق معبر رفح الواصل بين البلدين الشقيقين فلسطين ومصر وكانت هذه الحروب تستعمل فيها كل انواع الأسلحة بما فيها الفسفورية والعنقودية والمحرمة دوليا أمام مرأى ومسمع العالم بما فيه الدول العربية التي لم تجرؤ أن تحرك ساكنا أما الغارات التي شنها جيش الأحتلال على غزة بعد وقبل الحروب فلا مجال لحصرها.

إلا أن المقاومة في غزة وفي مقدمتها حركة حماس استطاعت الصمود في وجه هذه الحروب وبصمودها وحسب تحليل المحللين العسكريين استطاعت تسجيل النصر على أحد أقوى جيوش العالم بمعداته العسكرية تصمد وثبت أهل غزة أمام الحروب التي زادتهم ثباتا وتمسكا بالحق والأرض ولكن كان لابد لهم استمرار في الحياة ومقاومة الموت الذي يزحف حولهم فقاموا بكسر الحصار بأيديهم وارادتهم وشقوا الأنفاق بدلا من المعبر بين رفح الفلسطينية ومصر وانتعشت غزة كما انتعشت المدن المصرية ومنها العريش على الجانب المصري تجاريا.

واستمر هذا الوضع مع استمرار الحصار على غزة والأنقسام الداخلي الفلسطيني الفلسطيني حتى عام ٢٠١٣ تخلل هذه الفترةةفترة انتعاش في غزه مع فتح معبر رفح وتوالي زيارة الوفود الحرة وقوافل الحرية من بعض الدول العربية وذلك في عهد الرئيس المصري محمد مرسي .

ومع بداية حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي عاد الحصار أشد وأقوى على غزة حيث أعيد إغلاق معبر رفح وكذلك قام النظام المصري بضرب وتدمير جميع الأنفاق بحجة محاربة الأرهاب ولكن في الحقيقة كان الهدف تشديد الخناق على غزة العزة وأهلها ومع اشتداد الخناق وفشل كل مبادرات واتفاقيات المصالحة بين سلطة رام الله وحكومة حماس والتي تم تجييرها لتصبح خلافا تنظيميا وفصائليا فتحاويا - حمساويا لتزداد بذور الفتنة بين اهل غزة.

وهنا لابد أن نذكر أن هناك انقساما ٱخر قد حدث في حركة فتح لتيارين تيار عباس وتيار دحلان وكان تيار دحلان ومازال أكثر قربا من حركة حماس ومن اهل غزة ولهذا تم الأتفاق بين حماس ودحلان من أجل فتحة نور وأمل لأهل غزة وسط الظلام والظلم الذي يمارسون فيه حياتهم .

ومن أجل إحباط هذا الأتفاق ارتفعت وتيرة المصالحة بين فتح وحماس لتصل إلى اتفاق المصالحة بينهما بعد اجتماعات مطولة ومكثفة بين قادة الفصيلين في القاهرة وتحت الرعاية المصرية التي وضعت كل ثقلها لتوقيع المصالحة ضمن بنود اتفق الطرفان عليها وبعد أن حلت حماس الهيئة الأدارية في غزة وبعد الأتفاق نفذت حركة حماس ماهو مطلوب منها وقامت بتسليم المعابر والوزارات كلها إلى فتح وقام عدد من وزراء حكومة الوفاق الوطني بزيارة غزة وكذلك رئيس الحكومة رامي الحمد الله .

إلا أن فتح ممثلة برئيسها وحاشيته اخذهم الغرور ولم تنفذ فتح ماهو مطلوب منها ووضع عباس مطلبا تعجيزيا لتحقيق المصالحة وهو ( التمكين ) وهو مصطلح طبل له وصفق سحيجة عباس المتنفذون وأخذ كل واحد منهم يحلل ويطالب وكأن غزة إرث لهم وحللوا معنى التمكين بسيطرة فتح أو السلطة وهنا لاخلاف في المعنى السيطرة على غزة فوق الأرض وتحت الأرض ونظام واحد وسلاح واحد بمعنى واضح تسليم الأنفاق التي قامت حماس والمقاومة بحفرها من غزة باتجاه أراضي فلسطين المحتلة إعدادا لحماية اهل غزة واستعمالها عند الضرورة والحاجة وكذلك تسليم سلاح المقامة وهذا مطلب من المستحيل أن تقبل به حماس وكل حركات المقاومة لأن سلاح المقاومة هو طريق العودة وأصبح يمثل الكرامة والحرية وطريق العودة ليس لأهل غزة فقط بل لكل فلسطيني .

والجميع على ثقة بأنه إذا تم تسليم سلاح المقاومة ومع تمسك السلطة بالتنسيق الأمني مع الكيان الأسرائيلي ستصبح غزة مرتعا خصبا للصهاينة مثل الضفة الغربية وسيتم اعتقال كل رجال المقاومة سواء من جيش الأحتلال أو من أمن السلطة .

ومع رفض حماس هذا الطلب وأصرار عباس لتنفيذه أصر مرة أخرى بزرع فتنة جديدة ولكن بين أهل غزة وحماس فقام بفرض عدة عقوبات شديدة على قطاع غزة العزة ومنها قطع الدواء والكهرباء والوقود وٱحرها تسريح عدد من الموظفين أعقبها بقطع الروانب والقصد من هذه العقوبات أن يشتد الخناق على اهل غزة ليثوروا ويتمردوا على حماس والمقاومة. ولكن خاب المخطط لأن الصمود أصبح عنوان أهل غزة.

تزامنا مع المصالحة كانت زيارة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية التي كانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة القضية الفلسطينية بٱثارها السلبية على المنطقة بالكشف عن صفقة القرن والتي من أهم بنودها القدس عاصمة للكيان الصهيوني لإنهاء القضية الفلسطينية والتي وافقت عليها عدة دول عربيه ليعلن بعد ذلك رسميا اعتراف امريكا بالقدس عاصمة للكيان الأسرائيلي وسط تنديد واستنكار وممانعة ورفص كل شعوب الأرض وحكوماتها وهذا ماحدث فعلا في الأمم المتحده .

إلا أن بعض الأنظمة العربية كانت تخفي إعلاميا موافقتها ومنها من اتخذت عدة خطوات لتنفيذها إلا أن موقف محمود عباس كان ومازال كما هو المعلن وكما جاء في كل كلماته وخطاباته رافضا للقرار الأمريكي وهذا موقف يسجل له كموقف وطني لصالح فلسطين والنضال الفلسطيني ولكن هل يتوافق موقفه هذا مع استمرار وتشديد العقوبات على غزة والتصميم على تسليم غزه كما قال من الألف إلى الياء وكما قال هذا قراره النهائي وهو صاحب القرار وبذلك جعل من نفسه الوصي على فلسطين وفرعون العصر الحديث أم أن قراره الوطني هذا للأعلام وامتصاص الغضب الفلسطيني وما هو إلا خطوة من خطوات التمهيد لأتمام صفقة القرن لأن كل من يلم بأحوال السلطة يدزك جيدا أن الحاكم الرئيسي للسلطة وكما قال صائب عريقات هو المنسق الصهيوني مردخاي وخاصة أنه استعمل في خطابه أمام المجلس المركزي لفتح ألفاظ نابيه وخارجه عن اللياقة والعرف السياسي بحق ترامب وسفيره في الكيان الأسرائيلي مما جعل ترامب يسرع في اتخاذ نقل سفارة بلاده الى القدس مما أثار موجة غضب جماهيريه فلسطينية وعربية ودولية كانت عباره عن شجب واستنكار وكذلك ظهرت بعض الأبواق المتصهينة مؤيدة لقرار ترامب بالأضافة الى ماتم تسريبه بأن بعض الأنظمة العربية اتخذت خطوات اولية تمهيدية لتمرير الصفقة في هذه الزوبعة السياسيه والتمهيديه لصفقة القرن.

ومع إصرار عباس على عدم إتمام المصالحة واتخاذ القرارات العقابية التعسفية على غزة وازدياد الحصار واغلاق معبر رفح وجد اهل غزة انهم على شفا الهاوية وان حياتهم اصبحت مستحيلة فلم يعد لهم مايمدهم بالحياة حتى الهواء تمنى عزام الأحمد ذراع عباس لو يستطيع قطعه عن غزه ولكن هذا الشعب الجبار خيب ظن عباس وزمرته ليعلن يوم الأرض عن ابتداء مسيرة العودة ونجح فعلا في تنفيذ هذه المسيرة في الجمعة الأولى وفي الجمعة الثانية جمعة الكاوتشوك وكان من أهم أسباب نجاح هذه المسيرة أن اهل غزة العزة بكل ماعلى أرضها من تنظيمات وحدها الهدف الواحد وهو التحرير والعودة وتحت علم واحد هو علم فلسطين ولم يكن فيها حمساوي أو فتحاوي أو جهادي أو شعبي وديمقراطي بل كل من فيها فلسطيني والجميع يتكلم بلسان واحد ولغة واحدة وكانت كل القيادات مشاركة وفي مقدمة المسيرة.

وهذا اسقط الرهان على انتفاض اهل غزة ضد حماس بل زادهم تمسكا بها فإذا ما أرادت السلطة والعالم المقاومة السلمية والشعبية فهذه هي اليوم على الساحة واذا فرض عليهم المقاومة المسلحة فالجاهزية موجودة فلو كان عباس فعلا يريد المصالحة على مبدأ المقاومة السلمية وان تصريحاته صادقة بخصوص ترامب وصفقة القرن كان من الواجب عليه النزول الى غزة العزة ومشاركة الشعب مسيرته المباركة نحو العودة والتي حيرت الكيان الأسرائيلي المحتل كما أذهلت العالم يجبروت هذا الشعب الذي نهض من تحت ركام الموت وهو يعلم أنه لم يعد لديه مايخسره إلا الدماء من أجل تحرير أراضيه والعودة .



انها مسيرة العودة التي جعلت كل احرار العالم تقف تأييدا واحتراما إلى المقاومة واهل غزه العزه باستثناء المشككين والمغرضين والكيان الأسرائيلي الذي لم يعد يعرف ماهو السبيل مع هذا الشعب والذي مازال في جعبته الكثير وخوفه من عواقب الأمور بعد أن أصبحت مسيرة العودة السلمية تبث مباشرة عبر التلفزة وهو يقابلها بالرصاص إلا أن يستنجد بحلفائه المتصهينين لأنقاذه لعلهم يستطيعون إخماد المسيرة ووهجها ولكن خاب أمله واملهم ومسيرة العودة مستمرة حتى العودة ..

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012