أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الكويت تعيد توجيه بوصلتها إلى الشرق.. / موسى العدوان

بقلم : موسى العدوان
15-07-2018 02:59 PM




الاتفاق الاقتصادي الذي أبرمه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد مع رئيس جمهورية الصين الشعبية ( شي جين بينج ) في بكين قبل أيام، شكّل نقطة تحول استراتيجي واستدارة معاكسة في مؤشر البوصلة الكويتية، التي اعتادت على توجهها إلى الغرب خلال العقود الماضية منذ نشأة الدولة.

في هذا الاتفاق تم تأجير جزيرتي فيلكا وبوبيان الكويتيتين إلى الصين الشعبية لمدة 99 عاما، يتم خلالها استثمار ما قيمته 450 مليار دولار لبناء الفنادق والمنتجعات السياحية والجامعات والمدارس والمراكز التجارية والمصارف والمستشفيات وغيرها. كما نص الاتفاق أيضا على أن تودع الصين مبلغ 50 مليار دولار كقيمة متجددة لحساب الحكومة الكويتية، إضافة لدفع 40 مليار دولار لإقامة البنية التحتية في مدينة الحرير الكويتية.

وقد شكل هذا الاتفاق الذي سيعود بفوائد كبيرة على الكويت، صفعة للولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب عموما، التي برهنت على أطماعها وسوء أفعالها في الحقبة الماضية، من خلال صنع المنظمات المسلحة، ونشر الدمار، وتقويض الأمن والاستقرار، في معظم الدول العربية. وأتبعتها الإدارة الأمريكية الحالية بابتزاز الأموال من بعض دول الخليج العربي، بينما حافظت الصين على حيادها، ولم تمارس مثل تلك الأعمال الاستفزازية ضد الشعوب المستضعفة، بل مدت يد العون والمساعدة إلى بعض الدول الفقيرة وخاصة في القارة الأفريقية.

هذا التوجه الجديد للكويت، برهن على حكمة وبعد نظر أميرها الشيخ صباح الأحمد، والذي سينتج عنه تعاون وثيق بين الطرفين، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية متبوعة بالحماية الأمنية. وقد يمتد مستقبلا إلى شراكة سياسية ذات أبعاد إقليمية ودولية يلتقي عليها الطرفان.

وبهذا الاتفاق تكون الصين الشعبية قد ردت على قرار الإدارة الأمريكية بفرض ضرائب باهظة، على دخول الصناعات الصينية إلى الولايات المتحدة. حيث سيمكنها هذا المشروع من الدخول بقوة إلى أسواق الشرق الأوسط وروسيا وأوروبا، وسينعكس بنتائج سلبية على الاقتصاد الأمريكي. وهنا يثور السؤال الهام التالي : هل سنرى حربا تجارية بين أقوى إقتصادين في العالم في وقت قريب نتيجة لهذا الاتفاق ؟

إن سياسة التخريب وحياكة المؤامرات وتدمير استقرار الدول والابتزاز المالي التي تمارسها الولايات المتحدة، إضافة لانحيازها الكامل لإسرائيل، جعل العرب والعديد من دول العالم تفقد الثقة بصداقة الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت تبحث عن صداقات متكافئة لدى غيرها من الدول.

وبالعودة إلى جهابذة الاستثمار في المملكة الأردنية الهاشمية، الذين أشبعونا تنظيرا عن الاستثمار وفشلوا في كل مشاريعهم، ما عدا نجاحهم في مشاريع بيع المؤسسات المنتجة في الدولة، فنسألهم : لماذا لم تتوجهوا إلى الصين الشعبية لجلب الاستثمارات إلى خليج العقبة والبحر الميت والأماكن السياحية في الأغوار والمناطق الجبلية والصحراوية والمعالم الأثرية ؟

أمير الكويت قام باختراق تاريخي في توجيه بوصلة الكويت إلى الصين الشعبية – ذلك المارد الأصفر - والخروج من تحت مظلة الأمريكان الابتزازية وغير المأمونة، إضافة للابتعاد عن الاصطفافات الخليجية التي تنعكس سلبا على مجلس التعاون الخليجي والتضامن العربي بشكل عام.
وفي الختام ولا يسعنا إلا أن نتمنى لدولة الكويت الشقيقة كل خير، ونبارك لأهلها بهذا الاتفاق متعدد الأغراض، الذي أنجزه بسرّية وهدوء أميرها الحكيم، صاحب النظرة الثاقبة والرؤية الصائبة.

التاريخ : 15 / 7 / 2018

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-07-2018 03:29 PM

وهل يستطيعون يا باشا التوجه الى الشرق ومخالفة اوامر واشنطن؟ ... انظر الى مسؤولينا منذ عدة سنوات هل من الممكن ان يتولى اي موقع عام متقدم شخص ليس من خريجي جامعات واشنطن ولندن ومهما بلغت كفاءته

2) تعليق بواسطة :
15-07-2018 05:43 PM

رغم خلافي رفيق السلاح الغانم موسى باشا العدوان مع فؤاد النمري الذي لازال يعيش على اوهام الستالينية الجامدة عقائديا واكل راسنا فيها بعد ان استشهد النموذج الحسن للاشتراكية العلمية الشهيد ناهض حتر الذي هو غرامشي اردننا الغالي وبقي فؤاد يتكلم باسم هذا الفكر بشكل جامد

3) تعليق بواسطة :
15-07-2018 05:45 PM

مقولة اؤيده بها ان الصين تحكمها البرجوازية الوضيعة حتى وان حاربت البرجوازية الاحتكارية الامبريالية فاخي ورفيق السلاح موسى باشا العدوان احيانا الساعة غير الصحيحة تصيب احيانا ولك كل الاحترام والتقدير وعاش بيان العسكر المجيد مرجعيتنا الوحيدة

4) تعليق بواسطة :
15-07-2018 06:06 PM

اخي ورفيق السلاح موسى باشا العدوان الشهيد ناهض حتر مزج بين فكر قدوتنا الشهيد وصفي التل وبين الاشتراكية العلمية فكان وصفي جدليا علميا بدون ان يسمى تحت يافطة واعطى ناهض نموذجا ناصعا ومقبولا لهذا الفكر الجدلي العلمي الاشتراكي بينما فؤاد النمري جاب هذا الفكر كتاف واكل راسنا

5) تعليق بواسطة :
15-07-2018 06:14 PM

الاخ المحرر:بعد التحية
اعتقد انه ليس من حقكم شطب ما تشاؤون من التعليق ونشره مجتزءا ولكن في نفس الوقت اعترف بحقكم بعدم نشره مع الشكر

أحيانا بعض الكلمات قد تضعنا تحت طائلة القانون .
شكرا : رسالتك وصلت .

6) تعليق بواسطة :
16-07-2018 11:00 AM

عطوفة موسى باشا أشكرك على إثارة الموضوعز مع الأسف الشديد انه لا يتوفر لدى المسؤلين بالاردن الرغبة لجلب الإستثمارات الصينيه. وأود ان أورد هنا حالتين عملت جاهدأ لجلب مثل هذه الإستثمارات. الأولى أخذت وفد معي للصين وأمضينا اسبوعين جلنا خلاله الصصين بكامله لزيارة منشأت هامة لرغبة الصين بإنشاء مصانع لها

7) تعليق بواسطة :
16-07-2018 11:04 AM

بانشاء مصانع لها بالأردن. وبنهاية الزيارة كان جواب رئيس الوفد انه يريد صناعات أمريكية وبريطانية وليس صينية. بعدها اتجة الصينيون للسودان وأستثمروا عشرات المليارت هناك.
الثانية انني أحضرت رسالة خطية لوزير لاستثمار قدرة مليار دولار لكن الوسيط المحلي طلب عمولة 10% إضافة الى دفعة خيالية لجهة اسماها

8) تعليق بواسطة :
16-07-2018 11:09 AM

لجهة أسماها مما أفشل المشروع الاستراتيجي. لذا توقفت بعدها من محاولة جلب أي إستثمار للمعوقات التي صدمتني بالحالتين التي أوردتهما.
أتمنى على حكوماتنا ان تفتح أعينها بدل التمنى على من لا يوفون بما يوعدون لا بل يضعوا الشروط والقيود ان ادخلوا أي إستثمار

9) تعليق بواسطة :
16-07-2018 11:12 AM

والأدلة كثيرة على هذا أنظر الى العقبة الخاصة ومشاريع الإسثمار بها ومنذ إنشائها التي لم تدخل أي فائدة فعلية للوطن وكذلك مشاريع إستثمار البيوع المختلفة من دبين للكهرباء للاسمنت والفوسفات و و و ... الخ

10) تعليق بواسطة :
16-07-2018 12:32 PM

لكل دولةمحددات ترسم خياراتها تعبيرا عن مصالحها،والمقارنات غيرالموضوعية تخرجنا من بوابة الأحكام العادلة على السياسات،ومن يكتوي بنارالخيارات الصعبةليس كمن يتقلب في حرير مهدالآخرين ووثير ثرائهم،أسوأ مافي نخبتنا تحقيرالذات وتصغيرالمنجزات،ولله في خلقه شؤرن،وطن كأب مسن يلهف بنوه من خيره وبرهم غقوق.ناقةشراري.

11) تعليق بواسطة :
16-07-2018 02:16 PM

بعض المعلقين يعطينا توجيهات في الاستراتيجية الوطنية وكيفية تحقيق المصالح الوطنية، فشكرا له. ويظهر أنه معجب بالسياسات المتبعة والإنجازات العظيمة التي حققها مخططو الاقتصاد. ولهذا فهو لا ينصح بأن يغادر الأردن موقعه السليم الذي اختاره، لأنه يعيش في بحبوحة اقتصادية عالية تصلح أن تكون نموذجا للآخرين.

12) تعليق بواسطة :
16-07-2018 05:36 PM

للاخوة الكويتيين حريتهم فيما يرون أنه مصلحةبلدهم،ومدح الكويت لا يجوز ان يكون جسرا للتشكيك ببلدان أخرى،حتى ولو كانت سياساتها لاتتوافق مع مصالحنا الذاتية،وياريت جهابذتنا من الخبراء في كل شيءيملكون حلولا في استراتجياتهم بما يوصلنا للبحبوحة الاقتصادية والنموضج الذي عنه ينظرون

13) تعليق بواسطة :
17-07-2018 02:15 PM

الكويت مابه حاجة لمدح أحد ، تحترم نفسها و غيرها مادام يحترم نفسه وبلاده ، والله يديم المحبة والتفاهم بين العرب جميعا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012