أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


هاشم الخالدي يكتب : سأروي لكم حكاية قناة المملكة قبل (19) عاماً وحديثي مع الملك في منزل ناصر جودة

17-07-2018 04:10 PM
كل الاردن -


لم أكتب بهذا الموضوع من قبل لكن انطلاق قناة المملكة قبل أيام فتح قريحتي للكتابة عن لقائي بالملك قبل 19 عاماً في منزل وزير الإعلام آنذاك ناصر جودة.

في ذلك اليوم الرمضاني من عام 1999 كنت ومجموعة مختاره من الصحفيين على موعد لتناول طعام الإفطار في منزل وزير الإعلام ناصر جودة.

حين دلفنا إلى منزله الكائن في الكمالية لاحظت وجود حراسات خاصة أمام القصر فاعتقدت أنها الحراسات الخاصة بالأميرة سمية بنت الحسن زوجة ناصر جودة آنذاك.

قبيل موعد الإفطار بنصف ساعة غادر ناصر جودة مكان جلوسنا حيث يستضيفنا في غرفة واسعه و ارتبك القصر بمن فيه ليعود 'جودة' بعد دقائق برفقه جلالة الملك شخصياُ دون أن يكون لدى أحدنا علم بهذه الزياره المفاجئة.

شاءت المصادفة أن يجلس جلالة الملك بجانبي لا يفصلني عنه سوى الزميل العزيز ممدوح الحوامدة.

فتح الملك مجالاً للزملاء بالحديث وكان عائدا انذاك من المطار في زيارة الى توني بلير وعندما انتهى زميلنا جمال الشواهين من مداخلته وقفت أمام الملك لأكثر من عشر دقائق وقلت له ما حرفه ' إن إعلامنا الرسمي مقتصر بحق الأردن وأنه يتوجب علينا أن نعي بأن معظم القنوات الإعلامية العربية والعالمية الناجحة يديرها أردنيون ، وأنه يتوجب ايضا أن نستثمر هذه الخبرات بأن يكون لدينا قناة عربية (و لم أقل أردنية) قوية كما الجزيرة , تدافع عن الأردن عندما تشتد الخطوب وهذا ما تفعله قطر مع الجزيرة'.

انتبه جلالة الملك لكلامي فقال أكمل :

قلت له: يا جلالة الملك .. في هذه الأيام اختلفت موازين القوى العالمية ، فلم تعد الدول القوية تعتد بما لديها من دبابات وأسلحة و عسكر فقط ، بل أصبحت تقيس قوتها بما لديها من إعلام قوي يستطيع تغيير الرأي العام لصالحها ويدافع عن وجهة نظرها وهي بهذا تحول الإعلام إلى سلاح فتاك يوازي كل جيوش العالم وكل القنابل الننوية .

أكملت : يا جلالة الملك .. أنظر إلى قطر .. مساحتها لا تتعدى مساحة محافظة في الاردن ، ورغم ذلك هي الآن من بين أقوى الدول الخليجية بحكم أنها تحتضن قناة الجزيرة لذلك علينا أن نعمل على تأسيس قناة عربية ندخرها كسلاح عند الضرورة وتدافع عن وجهة نظر الاردن امام العالم .

أُعجب الملك بما قلت ثم ذهبنا جميعاً لتناول طعام الإفطار و حينها وقف الملك مع الأميرة سمية يتبادلان الاحاديث ثم انضم لهما ناصر جودة فَلم يمض دقائق حتى كان الملك ينادي عليّ من بين الحاضرين :

قال لي : كلامك عن القناة العربية مهم جداً فمن أين نبدأ ؟

قلت له بحضور ناصر جودة - حتى لا يظن أحد أنني أكذب : كتبت يا جلالة الملك بهذا الخصوص دراسة كاملة وسلمتها قبل عام لإثنين من كبار رجالات الديوان الملكي أحدهما رئيس ديوان ملكي اسبق وعدني بإطلاع جلالتكم عليها !

رد الملك قائلاً حرفيا : بقدر أمون عليك تكتب أو تبعثلي هاي الدراسة عن طريق 'ناصر' وأنا مستعد أموّل هاي القناة من مالي الخاص لأنني مقتنع بوجهة نظرك.

قلت له : الدراسه ليست موجودة بحوزتي الان لكنني اعدك بانني سأسهر طوال الليل لاعادة كتابة الدراسه مجددا وغدا باذن الله ستكون جاهزة .

غادر بعدها جلالة الملك إفطار الصحفيين ورافقه 'ناصر جودة' إلى سيارته ثم عاد الأخير بعد وداع جلالة الملك قائلاً لي بحضور ' سيما بحوث ' ما حرفه : والله طلع الك حظوه عند جلالة الملك لأنه قال لي حرفياً : أهتم بالمشروع اللي حكى عنه هاشم .

في تلك الليلة بقيت ساهراُ حتى الفجر أكتب ما اتذكره من مسودة مشروع القناة العربية التي كان من المفترض أن تنطلق من الأردن عام 1999 أو في عام 2000 على أبعد تقدير و بتمويل خاص من مال جلالة الملك كما وعدني .

في اليوم التالي وتحديداً في العاشرة صباحاً فوجئت بهاتف يأتيني من سكرتير مدير مكتب جلالة الملك باسم عوض الله آنذاك (أو ربما كان مستشاراً إقتصادياً) - للدقة - روي لي في المكالمة ما حدث بيني وبين جلالة الملك في منزل 'ناصر جودة ' طالباً مني الدراسة التي وعدت جلالة الملك بإنجازها قائلاً لي : معالي الدكتور ( ويقصد باسم عوض الله) يريد الدراسة للإطلاع عليها .

اعتذرت من سكرتير باسم عوض الله بأنني لن أبعث الدراسة له لأن جلالة الملك طلب مني إيصالها له عبر' ناصر جودة' وليس عبر باسم عوض الله وانتهت المكالمة .

بعدها بساعتين كانت الدراسة قد وصلت مكتب ناصر جودة بعد اتصالي معه وحتى الآن ومنذ (19) عاماً لا أعلم هل وصلت الدراسة إلى جلالة الملك أم لا ... وللامانة وحتى لا اظلم الرجل - واقصد ناصر جوده - فلربما ان الاخير اوصل الدراسة التي تم وأدها في احد مكاتب الديوان الملكي في تلك الحقبة .

أصبت بإحباط استمر معي لأعوام ازدادت حدته مع مطلع العام (2003) عندما تم الإعلان عن إنطلاق 'قناة العربية' التابعة للمملكة العربية السعودية ولم أر حلمي قد تحقق في الأردن ربما لاعتبارات الشللية والمحسوبية التي تمنع أي شخص من التقرب للملك خوفا من أن يخطف الأضواء '- بإعتقادهم طبعاً' ... فلا حول ولا قوة الا بالله .

بعدها بأعوام جمعني لقاء في منزل صديقي وأخي مدير الأمن العام السابق المرحوم محمد ماجد العيطان وأخبرته عن حكاية ما جرى في منزل ناصر جودة و أقسمت له أنني قدمت هذا الإقتراح لأجل الأردن وليس لأجل أي منصب أرجوه من هذا المقترح ، فشعر بمرارة ما أشعر به وبقيت الغصة والإحباط يتملكاني مما حدث ، فاعتزلت الجميع وقررت ان اطلق ' سرايا ' وحيدا و بعيدا عن كل تلك الشلل المنتفعة ، حتى خرج علينا هذه الايام من يقترح اسم 'المملكة' لقناة أردنية تحاكي العصر الحديث وغفل الزملاء هناك أنهم وقعوا في سقطة مهنية كبرى عندما أطلقوا عليها اسم ' المملكة ' لأنهم بذلك حصروها في خارطة الأردن والمفروض أنها قناة تحاكي العالم .... فالجزيرة عندما انطلقت وكذا العربية لم يقل كلاهما أن الجزيرة قناة قطرية أو أن العربية قناة سعودية رغم انهما كذلك على ارض الواقع .

ثم وقع الزملاء في سقطة مهنيه أخرى عندما وضعوا شعارها ' الأردن مبتدأ ونحن الخبر ' ... وهكذا قتلوا الوليد قبل أن يولد لأننا كنا بحاجة إلى قناة عربية ولم نكن بحاجة إلى قناة أردنية .. والفارق كبير .. وكبير جداً .

تخيلوا ايها الساده لو ان هذه القناه قد انطلقت منذ 19 عاما و ليس منذ اسبوع .. ما الذي كان سيحصل ، وهل سنكون حينها نعاني ما نعانيه الان من عزله سياسيه لاننا لا نمتلك اي سلاح بثوب اعلام عربي .

دعوني اقولها بكل صراحه باننا وطن يبدع فقط في قتل المواهب والافكار والابداع ويصفق فقط للشلليه والمحسوبيه .


الكاتب : مؤسس موقع سرايا
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-07-2018 05:36 PM

.
— انت محظوظ يا استاذ هاشم لان الموضوع تم دفنه قبل ان يبدأ وانحصرت خسارتك بالأسى .

— هنالك مشاريع هامه تم التوجيه بإطلاقها وتركها تنمو وتبذل فيها الأموال والجهود لمرحله متقدمه ثم إحباطها فجاٰه لكي لا تقوم لها قائمه ويلام الذين قاموا على إنشائها لانهم من خارج السرب .

.

2) تعليق بواسطة :
17-07-2018 06:17 PM

اخي المغترب للعلم والحق يقال السيد ناصر جوده كان نقيضا تماما لخط البهلوان الكومبرادور فهو يمثل الطبقة البيروقراطية التراكمية النافعة وليس خط البهلوان

3) تعليق بواسطة :
17-07-2018 11:38 PM

الاستاذ المحترم هاشم الخالدي, كل قارىء لجريدة سرايا, ومقالاتكم الشخصيه تثبت لكل اردني حر انها نابعة من غيرة على الوطن والمواطن, وطالما ذكرت اسم باسم هذا يعني عرقلة اي شيىء في مصلحة الاردن والاردنيين, لكن كان الاجدر الاستمرار بالمقاومة وعدم الاستسلام امام حجارة الاحباط امثاله وما اكثرهم

4) تعليق بواسطة :
18-07-2018 12:36 AM

السادة القائمين على هذا الموقع : نناشدكم بالله وبالرسول أن تساعدوننا في رفع هذه الرسالة للجهات العليا إن كنتم تخشون الله ولا تخافون به لومة لائم ... ولولا ثقتنا المطلقة بالاعلام وقوته على اظهار الحقيقة لما لجأنا له .... هذه أمانة نسألكم عنها يوم القيامة
نحيطكم علماً بأننا موظفون في جامعة العلوم ال

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012