أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الشائعات وسبل التصدي لها

بقلم : امجد السنيد
29-07-2018 05:26 PM

الشائعة خبر أو مجموعة أخبار كاذبة مختلقة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين الناس ظناً منهم على صحتها ، ودائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة ومثيرة لفضول المجتمع والباحثين ، و تفتقر عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار .
والشائعات مربكة لأنها تكون معلومات تعجز السلطة عن التحكم بها، وفي مقابل الرواية الرسمية للأحداث تتولد حقائق أخرى، ويصبح لدى كل جهة حقيقة خاصة بها.
وتكمن الصعوبة في حصر أنواع الشائعات وذلك لاختلاف آثارها ودوافعها التي تظهر فيها، ويمكن تصنيف الشائعات حسب دوافعها وأهدافها الى شائعات الخوف وشائعات الأمل وشائعات الكراهية.
وكل هذه الشائعات تستهدف إثارة القلق والرعب في نفوس الناس ونثر بذور الفتنة كأن تطلق شائعة تهدف إلى ايقاظ فتنة بين الأفراد أو حتى الدول.
ولعل ابرز العوامل التي تجعلنا نصدق الشائعة قابلية للتصديق فمن الضروري أن تبدو المعلومة على الأقل معقولة في نظر أولئك الذين تبلغ مسامعهم كي يصدقوها، فالشائعات تتطور عندما تكون قابلة للتصديق ، فالشائعة تعبر بكل بساطة عما نفكر فيه بصمت ولا نجرؤ على أن نأمل في تحقيقه.

ويشكل عامل التكرار جزء رئيس من الشائعة فكلما كبرت الشائعة، أصبحت أكثر إقناعًا، وبعد أن تنتقل بداية عبر الأفواه بغية الإمتاع والتسلية، تتحول في النهاية إلى حقيقة مؤكدة، ويذكر أن الاقتناع يتكون لدى الانسان إثر تلقيه المعلومة نفسها من أشخاص عدة.
وعادة ما يصدق الناس الشائعات لأنها قد تصل الى الصحة بذهن من يتلقونها كما هو الحال في التسريبات والأسرار السياسية المفضوحة في ظل غياب المعلومة من المصدر المختص .
الان وامام انفتاح الإعلام وتفجر المعلومات أصبح الخبر في متناول القاصي قبل الداني في أَروقة الكرة الأرضية، وأصبح مؤشر الحصول على المعلومة أن تمتلك الهاتف الذكي حتى تعرف ما يدور على سطح القمر ، وهنا تتعاظم المسؤولية في نقل او تلقي الخبر والتصديق به ومعرفة المرسل، ومصداقية المعلومة التي استقبلتها من مصدر ما وبالتالي فأن تتبع مصادر الشائعة يتطلب تعزيز دور المؤسسات الاجتماعية والتأكيد على دور وسائل الإعلام وتكذيب الشائعة وكشف زيفها واحلال الثقة بين الأفراد من خلال الكشف عن الخلل والفساد وعدم حجب المعلومات.
ومن هنا يقع على عاتق الدولة القيام بمكافحة الشائعات والاخبار المغلوطة المضللة، بوجود مصدر لتدفق المعلومات والحرية فى تداولها ، ويجب على الوزارات والهيئات الحكومية أن تعين متحدثاً اعلاميا فعليا لا شكليا يقوم بضخ الحقائق أولاً باول وتكذيب الاخبار المزيفة وامداد وسائل الاعلام باخبار الجهة بأستمرار.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012