أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


شحادة ابو بقر يكتب : نحن " المملكة الأردنية الهاشمية " وغير ذلك لن نكون !

بقلم : شحاده أبو بقر
31-07-2018 11:49 PM

مؤلم حد الحزن واقعنا الراهن الذي يجعلنا أسرى الإشاعات حتى عن مصير دولتنا لا بل ودولنا العربية كافة , وهو واقع عنوانه الغموض حيال ' طبخة ' يجري طهيها في واشنطن كما نسمع ونتابع , دون أن نعرف محتواها , فهم والكلام لوزير خارجيتنا , يرفضون إطلاعنا على تفاصيلها ! .

هل فعلا بلغت بنا الأمور إلى هذا الحد ! , وهل فعلا لا حول لنا ولا قوة عندما يتعلق الأمر حتى بمصيرنا ! . والغريب العجيب أننا صرنا نهبا لما ' يتحفنا ' به باحث ' إسرائيلي ' يلاعب شبابنا وشعبنا عبر طوفان من التغريد المستمر الذي لا يتوقف ومصدره كما يقول هو المؤسسة الأمنية الإسرائيلية , وقد صار مصدر معلوماتنا عن بلدنا وما سيؤول إليه حالنا نحن وغيرنا من العرب عما قريب .
هل نحن وطن هش ودولة هشة إلى هذا الحد الذي يصوره لنا هذا الشخص الذي يبدو كما لو كان يعرف عننا أكثر مما نعرف نحن عن أنفسنا ! .

لا وألف لا , فمهما بلغ الغموض والفقر والفساد منا مبلغه , فنحن وطن راسخ رسوخ الجبال إسمه المملكة الأردنية الهاشمية التي لم تعدم رجالها بعد , ولم ينقرض شعبها بعد , مملكة بناها الرجال الرجال بدمائهم قبل أياديهم , وزادوا بأن فاضت دماؤهم الزكية صوب القدس وفلسطين وكل أرض عربية داهمها خطر , ونحن أبناؤهم وأحفادهم الحافظون للعهد والوعد ودون ذلك الأرواح مهما توهم الأعداء والطامعون ! .

لقد أثبتت مؤامرة ما سمي بالربيع العربي على الأمة كلها , أن الممالك والإمارات العربية هي الأقوى والأثبت وجودا , وبالطبع سيخرج لي نكرة يقول حماتها هم أميركا وإسرائيل , وأقول خسئت وإياهم , حماتها هم شعوبها ونحن في الأردن منهم , وحماتها هم جيوشها بكل تفاصيلهم العسكرية والأمنية .

وأعود للأردن وأقول , لسنا نحن من تقرر واشنطن وإسرائيل مصيرنا , بل نحن من نقرر عندما نكون صفا واحدا ويدا واحدة وقلبا واحدا رفضا لكل المؤامرات والتصفيات والصفقات , ولقد أسعدني جدا الموقف السعودي المعلن على لسان خادم الحرمين الشريفين , والرافض بوضوح تام للقبول بصفقة تتخلى عن القدس الشرقية والارض المحتلة عام 1967 , فإذا ما كنا نحن والسعودية ودول الخليج العربي ومصر والفلسطينيون أصحاب الحق رافضين , فمن ذا الذي يقبل إذا بهكذا تصفية ! .

الأردن وطن ودولة وشعب وقيادة ومؤسسات وجيش قوي باسل ومؤسسة أمنية باسلة , وأي كلام غثاء غير ذلك هو هراء يتلاشى في أفواه مردديه , ومن يتوهم الأردن اليوم يتيما فهو خسيس ناقص لا أكثر , وله أن يعلم أن الجيش يسنده جيشان , متقاعدون عسكريون أبطال خبروا الحروب وجربوها وخاضوها بشرف , وشعب واحد كله جيش ساعة يجد الجد ! .

سيعود الملك قريبا وسيتلاشى طوفان الكذب والإشاعات , وسنطالب ديمقراطيا بتغيير النهج وبقانون إنتخاب جديد وبإنتخابات مبكرة , وبتفعيل شامل للحياة السياسية من عقربا إلى العقبة , وبعودة للأجئين من أشقائنا السوريين , وبرفض صريح لصفقة لا تعيد القدس وما جرى إحتلاله عام 1967 , وبإصلاح إقتصادي وإجتماعي وتسويات مع كل من إمتدت يده للمال العام , وبإستثمار داخلي لخيرات بلدنا تغنينا عن معونة أميركا المذلة ! .
الأردن ليس دولة طارئة كما هي إسرائيل , الأردن دولة راسخة بمقدورها أن تكون درة الدول عندما يوسد الأمر فيها لأهله , وعندما نقضي على مثالب المحسوبيات والشلليات التي فعلت فعلها الخبيث في حياتنا , الأردن دولة ولود أنجبت من قبل ومن بعد وإلى يوم الدين رجالا أحرارا إفتدوها ويفتدونها بالمهج والأرواح حقا لا تزلفا أو رياء .

الأردن ليس تابعا ولا مطية لأميركا ولا لإيران ولا لإسرائيل , الأردن سيد نفسه وفزعة أهله العرب وبالذات دول الخليج العربي وفي مقدمتها السعودية حيث الأشقاء الحقيقيون عبر التاريخ لا موسميا وحسب , والأردن نصير للشعب الفلسطيني الشقيق حتى يسترد حقوقه رغم أنف كل ناكر ومتآمر من أعداء العرب .

الأردن عربي والدم العربي لا يصير ماء , ومهما ظن ترمب ونتنياهو خلاف ذلك فهم واهمون .. أما نحن الأردنيين فلتكن معنوياتنا عالية رغم الفقر والفساد والإحباط والإشاعات وطوفان المعلومات التي أستغرب نكوص إعلامنا كله العام والخاص عن تعريتها ومقابلتها بمثلها , فلا يعقل أن يترك شعبنا نهبا لإيدي كوهين وأمثاله وهو نفسه يعترف بأنه بوق للموساد الإسرائيلي ضدنا وضد كل العرب .

قبل أن أغادر , الأردن مملكة عربية أردنية هاشمية بقرار شعبها لا بقرار غيره , وغير ذلك لن تكون إلا والأردنيون جميعا تحت الثرى , وعندها فليكن ما يكون , وفلسطين وطن عربي فلسطيني بقرار شعبها لا بقرار غيره ,وغير ذلك لن تكون إلا والفلسطينيون جميعا تحت الثرى , وعندها فلتكن ما تكون , وحكمة الله فوق كل حكمة , وإرادته سبحانه فوق كل إرادة , وهو تعالى من وراء القصد .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-08-2018 09:06 AM

ان نرضا الا ان نكون المملكه الاردنيه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012