أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


السلطي يمشي بالوعر ورفيقه يمشي بالسهل ! . بقلم : شحاده أبو بقر

بقلم : شحاده أبو بقر
13-08-2018 05:27 AM


لا أدري لماذا ذكرتني حادثة السلط المؤلمة ليلة البارحة بما إنطوت عليه من دم ودمع أردني غال جادت به أرواح شهدائنا وعيون أمهاتهم وأرحامهم من كل الأردن ونحن معهم , بواقعة قديمة قدم المملكة , لكنها تحمل في ثناياها الكثير من عبر الشهامة والكرامة والإعتزاز .

تقول تلك الواقعة المعبرة أن الشهيد الملك المؤسسس رحمه الله , وكان من عادته إستقبال شيوخ ورجالات الأردن في ذلك الزمان في كل يوم جمعه ومن ضفتي النهر , سأل أحد رجالات السلط المشهود بهم ولهم , وأظنه المرحوم محمد الحسين العوامله , وإن كنت مخطئا صححوني يا م تعلمون , عن سجايا عشائر وقبائل منطقته , فأجاب رحمه الله بأمانة وأدب رجال ذلك الزمان الذي لا يجارى , ولم يأت على ذكر السلط وعشائرها الكريمة ! .

إستغرب الملك الأمير في حينه وقال , وماذا عنكم أنتم السلطية ؟ , قال , إسأل غيري فشهادتي هنا مجروحة , لكن الأمير أصر على أن يسمع منه دون الحضور .

هنا قال رحمه الله ' السلطي يمشي بالوعر ورفيقه يمشي بالسهل ' .

معروف طبعا أن طرق ذلك الزمان كات دروبا ضيقة بالكاد تتسع لمرور شخص ماشيا أو راكبا فرسه أو دابته , ولهذا فإن قمة الإيثار أن تمنح الدرب السهل لرفيقك في سفرك , وتمشي أنت في أرض وعر أو وعره , بمعنى أنك تؤثر رفيق دربك حتى على ذاتك , وفي هذا غاية وذروة كرم النفس وفروسية الأخلاق .
ولكي تكون الواقعة مكتملة الأركان وتجنبا للعتب من جانب أي كان , فلقد كان جواب الشيخ المرحوم عن سؤال الأمير المرحوم عمن هم أفرس عشائر منطقته أجاب ' العدوان ' وعن أكرمهم أجاب ' عباد ' .

لا علينا ذلك زمن جميل مضى ومضى معه رجاله , لكن حادثة السلط ذكرتني بسيرة ذلك الجيل وما ترك لنا من إرث طيب , فلكم تأثرت وأنا أقرأ نداء مستشفى الحسين بالسط للتبرع بالدم , لأقرأ بعد ساعة أو أقل نداء آخر يقول كفى لسنا بحاجة لمزيد من الدم .

حمى الله الأردن والسلط والفحيص وكل حواضر الأردن بمدنه وبواديه وقراه ومخيماته ومضارب الخيام السود ' بيوت الشعر ' في كل أرجائه في ظلال الراية الهاشمية مملكة لن تهون ولن تتبدل ولغير الله لن تركع بعونه تعالى . وهو سبحانه من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012