أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


الثقة النيابية بحكومة الخصاونة
27-11-2011 11:29 AM
كل الاردن -

alt
المحامي الدكتور جودت مساعدة
يبدأ مجلس النواب هذا الأسبوع بمناقشته للبيان الوزاري لحكومة دولة عون الخصاونة الذي قدمه للمجلس لنيل الثقة بحكومته على أساسه.
وقبل التعرض لهذا الاستحقاق الدستوري والذي ليس معركة ثقة كما يسميها البعض, فإنه لا بُدَّ من التذكير أولاً من أن بلدنا يمر بظروف صعبة فرضتها عليه الأوضاع الداخلية والخارجية بما في ذلك دول الجوار وهذا يتطلب من الجميع أن يكونوا على مستوى هذه الظروف لتجاوزها باقتدار بأمن وأمان, وأن مجلس النواب يتوجب عليه أن يكون على مستوى هذه الظروف وأن يتصدى لها مع الحكومة والشعب, من خلال قيامه بمهامه التشريعية والرقابية بمهنية وكفاءة ونزاهة وأن مرور الوقت دون إنجازات وطنية لن يكون في مصلحة الوطن.
وانطلاقاً من ذلك أتمنى على أعضاء مجلس النواب أن لا يشهرو سيوفهم ويتعاملوا مع البيان الوزاري بموضوعية وعقلانية بعيداً عن الاستعراض والتنظير والغوغائية وجلد الذات والمساجلات والأحقاد والمصالح الشخصية والنفعية والحسد والغيرة والاتهامات غير المعززة بالأدلة والانصراف إلى تشخيص البيان المذكور ومناقشته بموضوعية وبتجرد بتحديد ببيان الايجابيات والبناء عليها والإشارة للسلبيات وتحديدها وتسبيبها واقتراح الحلول الموضوعية لها والقابلة للتطبيق على ضوء إمكانيات الدولة المتاحة وأن يتم الترفع عن الشكليات والانتقادات غير المقبولة التي تناولها البعض من النواب ومن بينهم من كانوا وزراء لوزارات سيادية بالدولة والتصريح من أن رئيس الوزراء فقد شرعيته لعدم معرفته بوزرائه أو أنه لم يقدم استقالته من محكمة العدل الدولية وغيرها, بالإضافة إلى أن البعض أعلن موقفه مسبقاً بحجب الثقة عن الحكومة قبل تقديم بيانها الوزاري وقبل رد الرئيس على أقوال النواب والذي اعتبره موقفاً متهوراً ومتسرعاً ولا يخلو من الغرض والشخصنة.
أن على المجلس الحالي دور ثقيل يتوجب عليه النهوض به بعيداً عن البحث عن رصيد لشعبيته ليستثمرها في الانتخابات القادمة, بل عليه أن يثبت أنه أهلاً للوفاء بالقسم الذي قام بأدائه قبل مباشرة أعضائه لعملهم, وذلك لنفض غبار الاتهامات والانتقادات التي لاحقته على أدائه, سواء من حيث منح الثقة لأحدى الحكومات بـ (111) صوتاً أو بتمرير مسرحية التصويت على قضية الكازينو وما أعقبته من تداعيات موافقة الحكومة على سفر خالد شاهين من السجن خارج البلاد أو التعامل مع بعض قضايا الفساد بما تستحقه, كما عليه أن يثبت أن كل عضو فيه هو نائب وطن وتشريع ورقابة وليس نائب منطقة أو عشيرة أو نائب خدماتي أو واسطة أو غيرها.
إن ما ذكرته أعلاه هو من قبيل الانحياز للوطن حاضراً ومستقبلاً أولاً وآخراً ولكن دعونا أن نسمي الأشياء بأسمائها وذلك بكل موضوعية وبعيداً عن أي تفسيرات أو تحليلات أو تخيلات, فإن هذه الحكومة قد جاءت في ظروف صعبة برئاسة قاضٍ في محكمة العدل الدولية, أديب ومثقف وصاحب أيدي متوضئة, وقد عكست شخصيته القضائية على بيانه الوزاري والذي كان يختلف عن سابقاته من البيانات الوزارية شكلاً وموضوعاً, حيث جاء مقلاً ودقيقاً ومشخصاً للأوضاع ومحدداً كيفية معالجة هذه الأوضاع وفق اجتهاداته وقد وصف المشاكل التي يمر بها بلدنا بأنها مشاكل مركبة وأن الحكومة لا تدعي أن لديها حلولاً جاهزة وسحرية لحلها ولم تنزلق إلى إعطاء الوعود لن تستطيع الوفاء بها, كما أنه لم يقطع أية وعود أو استعراض أو مبالغة أو غرور أو استجداء والتي جميعها من الشروط الواجب توافرها بالقاضي والتي يتعين أن تبقى ملازمة له ما دام في عمله وتستمر في حياته وسلوكه بعد تركه لعمله أيضاً.
إن ما أعرفه عن دولة رئيس الوزراء الأستاذ عون الخصاونة, أنه لن يستجيب لأية ضغوطات أو مطالب يعد بتحقيقها مقابل المقايضة للحصول على ثقته, لأن صلابته ونزاهته وعدالته وتربيته وسلوكه تأبى القبول بذلك وهذا نصيحة أقولها لمن تسول له نفسه بذلك أن يقايض ثقته بالحكومة مقابل مطالب له, لأنه سيواجه بالتعنيف والرفض من الرئيس والذي لا ينحني إلا لله وللقانون.
وختاماً فإن الوطن ينادي نوابه ويستحلفكم به ويذكركم بقسمكم تحت القبة بأن تكونوا على مستوى هذه المرحلة وإحداثها ومستجداتها وللأوضاع التي يمر بها بلدنا ودول الجوار والمنطقة وأن تترفعوا عن الاستعراض والاستقواء على الحكومة بالبلاغة وجلد الذات والمطالبات والتي لا تصب في الصالح العام وغير ممكن تحقيقها وأن تكونوا موضوعيين بالتعامل مع بيان الحكومة ونقده نقداً موضوعياً, والتصويت عليه بمقتضى قناعاتكم بعيداً عن الشخصنة والهوى والتعصب والمصلحة الشخصية وأن تقترحوا الحلول الموضوعية لسداد مديونية الدولة المرعبة والتي من أعلى نسب المديونية في العالم, إذا أخذ في عين الاعتبار الإحصائية السكانية بالمملكة, كما عليكم التحري والبحث عن الأسباب التي أدت إلى وصول المديونية إلى ما هي عليه وملاحقة ومساءلة المتسببين بها.
إن نهوض النواب بواجباتهم ومسؤولياتهم سيصب في مصلحة الوطن والمواطن ويساهم في بقاء الأردن شامخاً كجباله الشماء وخيمة يستظل تحتها جميع أبناء الوطن بمكوناته وأطيافه المختلفة, ليبقى الأردن قوياً بقيادته الهاشمية وعزيزاً وعصياً على الأعداء والمتآمرين

jawdatmss@hotmail.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-11-2011 11:12 PM

فعلا مقال رائع ومعبر ، اتمنى ان يقرئه جميع اعضاء مجلس النواب كما ان اتمنى على الشباب في مكتب الرئيس تمريره لدولته قبل جلسة الغد.
سلمت يا دكتور جودت.

2) تعليق بواسطة :
28-11-2011 04:40 AM

مقالة رائعه كما عودتنا دائماحيث جاءت تحمل بين ثناياها حب الوطن وممزوجه بكلمات القانوني المتمرس والسياسي المطلع.
هذه رسالة وطن ونداء لكل الخيرين من الامه ليستمروا في نهجهم الصحيح وتنبيه لكل الغافلين والمغرضين واصحاب الاجنده ان يتقوا الله في وطن احتضنهم واعطاهم
وقد ىن الاوان ليردوا للوطن جميله لا ان يتنكروا له تحت ذرائع واهيه لا تخدم في هذه المرحله العصيبه الا اعداء الوطن.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012