أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


الشعب ينتظر الإنجازات وليس التصريحات

بقلم : موسى كراعين
08-11-2018 03:56 AM

أمهل رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الوزارات والمؤسسات التي وردت بحقها في تقرير ديوان المحاسبة ملاحظات واجبة التصويب حتى اليوم، لتقديم إجاباتها، مؤكدا سعيه لوضع حلول جذرية لمشاكل الترهل الإداري ومعالجة المخالفات.
ليست هذه المرة الأولى التي يخرج بها الرزاز بتصريحات شعبوية؛ فقد سبق أن نقل عن رئيس الحكومة أنه صرح أنه «داخل انتحاري» لمحاربة الفساد، في أعقاب التفاعل الإعلامي الكبير مع قضية مصنع الدخان، مشددا في حينه أنه لن يقبل أي تدخلات أو وساطات لمحاربة الفساد.
ما يحسب للرئيس الرزاز أن تصريحاته كانت منضبطة وغير مستفزة لمشاعر الأردنيين، بل كانت في بعض الأحيان معبرة عما يجول في خاطر كثير من أبناء الشعب، لكن مشكلة التصريحات تمثلت بعدم اتباعها بإجراءات ناجعة وفعالة ترضي المواطن وتغير حاله نحو الأفضل، ما أدى إلى تراجع ثقة الشعب بقدرة الرزاز على التغيير والنجاح في مهمته، وفقا لنتائج البحث الذي نفذه مركز الدراسات الاستراتيجية.
باستثناء ملفات محدودة تعامل معها ديوان هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بداية تولي الحكومة مسؤولياتها، بقي معظم كلام الرزاز للإعلام حبرا على ورق، ولم يترجم إلى مشاريع عمل تحسن من الواقع المعيشي للمواطن، وتجعله يشعر بتحسن مستوى الخدمات المقدمة إليه.
قد يواجه الرزاز تحديات داخلية، لكنه يمتلك أوراق قوة، منها مجيئه بغطاء شعبي داعم ومساند له، ومن المرجح أيضا أن للرجل حساباته الخاصة وأشياء أخرى لا نعلمها، لكن تردده في خوض المواجهات التي تعترض طريقه نحو الإنجاز والنجاح أو تجنبه لن يوصله إلى النتائج التي يريدها.
سياسة الرزاز المجتزأة في التعامل مع ملفات محددة، وترك أخرى تشعر المتابع أن هامشا ترك له لا يسمح له بتجاوزه وعليه أن يناور داخله فقط، ما أدى إلى انكشاف جزء من الغطاء الشعبي الذي استندت الحكومة إليه.
سيغادر الرزاز وفريقه مواقعهم عاجلا أو آجلا، ولن يهتم المواطن كثيرا إذا ما فشلت الحكومة الحالية أو أفشلت، ما يعني المواطن اليوم هو إدارة ناجحة تعنى بالارتقاء بشؤون حياته، وتحقق له الخدمات والاحتياجات الأساسية.
المطلوب من الحكومة هو الانتقال من دائرة القول إلى الفعل، ومن دائرة القرارات والإجراءات المجتزأة، إلى انتهاج سياسة شاملة تحد من الفساد وتشدد العقوبات على مرتكبيه وتعالج الترهل الإداري وتحسن مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، ومعالجة خلل الموازنة المتراكم، وإيجاد الحلقة المفقودة المتسببة بتنامي المديونية رغم ارتفاع نسب الضرائب وتردي الخدمات المقدمة للمواطن.
' السبيل'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012