أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


بعض النواب يمنحون ثقة وشرعية لا يملكونها
03-12-2011 09:33 AM
كل الاردن -

 
 alt

الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
تابع الأردنيون على مدار الأيام القليلة الماضية باهتمام كبير جلسات مجلس النواب وكلمات السادة النواب المعبرة عن مواقفهم المتصلة بالحكومة وبرنامجها في إدارة شؤون البلاد للفترة المقبلة، كما قاموا على ضوء ذلك بمنحها الثقة. والحقيقة أن بعضا من النواب أسهب في الحديث عن الشفافية ومحاربة الفساد وضرورة الإصلاح والنزاهة في الإدارة العامة مؤكدين على أن العدل أساس الملك وهو قول حق ولا ينتقص من قيمة محتواه الراقي ومعناه السامي شيء إلا أن بعض قائليه هم مدعون وغير صادقين به ،والأدهى من ذلك أن أبرز المنادين به هم ممن دارت حولهم شبهات التزوير في الانتخابات النيابية التي جاءت بهم إلى قبة البرلمان فأي شرعية وأي ثقة يمنح هؤلاء النواب المشكوك في صحة نيابتهم؟وعن أي نزهة يتحدث هؤلاء النواب المشكوك في نزاهة حملاتهم الانتخابية؟السيد سعد هايل السرور قبل أيام وعلى رؤوس الأشهاد يتحدث عن التزوير الصارخ والوقح في الانتخابات البرلمانية السابقة والحكومة والشعب والنواب أنفسهم يعرفون حجم التزوير الذي وقع والتلاعب الكبير الذي قامت به الحكومة والأجهزة الأمنية بقصد إنجاح أو إفشال بعض المرشحين.
القاعدة القانونية والمنطقية تقول بأن كل ما بني على الخطأ فهو خطأ ومن جاء بالتزوير لا يمتلك الشرعية في تمثيل الناس في البرلمان ولا يستطيع منح الشرعية لغيره استنادا للحكمة القائلة بأن فاقد الشيء لا يعطيه.إنه لمن المثير للفضول والملاحظة لا بل أحيانا للدعابة أن ترى أن أكثر النواب حديثا عن الفساد والشرعية والعدالة والشفافية هم ممن دارت حولهم الشبهات والتزوير في الانتخابات ليقفوا في بيت الشعب منظرين عن الفساد والمحسوبية ولائمين الحكومة على عدم وضوح برنامجها في مكافحة الفساد .
نحن نعلم علم اليقين أن دقة المرحلة التي يمر بها بلدنا العزيز تطلبت التعامل مع مجلس نواب من هذا الطراز ومن تلك السوية وذلك لأنه ليس هناك من سبيل لتعديل قوانين الانتخاب ووضع قوانين لإدارة الانتخابات بنزاهة إلا من خلال المجلس الحالي الذي يتندر به بعض الأردنيين في مجالسهم الخاصة والعامة. ويأمل كثير من الأردنيين بأن يكون هذا المجلس ختام التزوير ونهاية "الضحك على الذقون" والاستخفاف بذكاء الناس وعقولها ،كما يأمل الناس بأن تشهد المرحلة المقبلة ولادة أول مجلس نيابي حر يجسد إرادة الشعب الحقيقية، ويتمثل همومه لتبدأ مرحلة جديدة وقفزة نوعية في مناقشة بيانات الحكومات المكلفة ومنح الثقة أو منعها مستندين للشرعية المستمدة من صناديق الاقتراع الحقيقية التي لا ليس فيها للناخب إلا صوت واحد فقط وليس عشرة أصوات أو أكثر كما ورد في حالات بعض النواب .
الحديث في موضوع ثقة النواب بالحكومة ذوا شؤون وذو شجون أيضا وكذلك هو الحال أيضا في الحكومة نفسها وتركيبتها ومكوناتها ، فمن يعطي الشرعية ولمن يبقى سؤال مفتوح لإجابة واجتهاد كل مجتهد ويعرف كثير من المواطنين أن ذلك لا يعدوا كونه سيناريوهات وتمثيل لأداور غير متقنه على الرغم من جزالة المصطلحات المستخدمة كذرائع مثل الاستحقاق الدستوري ،واللعبة الديمقراطية،وتداول السلطة ،والاقتراع الحر ، والعرس الديمقراطي وغيرها من المصطلحات والتسميات التي أصبحت تلهم الأردنيين وتفتح قريحتهم في صياغة أفضل النكات الساخرة المتصلة بالسلطة التشريعية والحكومة.
أما بالنسبة لحكومة دولة عون الخصاونة فأقول بأنها ينبغي أن تعتمد في شرعيتها على ما تعمله وتفعله للوطن خصوصا وإن عمرها قصير جدا ولم يتبقى منه إلا خمسة أو ستة شهور على الأكثر.وربما من المناسب القول هنا أن هذه الحكومة جاءت بمهمة تشريعية بامتياز فإذا استطاعت إنجاز التشريعات الرئيسية المتصلة بقوانين الانتخاب والبلديات وهيأة النزاهة وأدارت الانتخابات بحيادية ونزاهة فإن رئيس الحكومة وفريقه الوزاري يستطيعون أن يتركوا بصمات بارزة في تطور الحياة السياسية الأردنية من خلال مساهماتهم التي من المؤمل أن يبقى أثارها لسنوات عديدة مقبلة. أما إن سارت هذه الحكومة على درب سابقاتها من بعض الحكومات المشئومة والتي تسترت على من نهب مال الشعب، وسرقة ضرائبنا وأموال الخصخصة ،وولت أمورنا شرارنا وأراذلنا فلن تكون ألا مارقة مثل سابقاتها التي لا يتذكر كثيرا من مواطنينا أسماء رؤسائها أو أحدا من وزرائها.

khassawneh_anis@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-12-2011 06:48 PM

هايل السرور قال ان الانتخابات مزوره بطريقه وقحه وجريئه والادهى من ذلك تصريح ممدوح العبادي وهو الان تحت القبه قال ان انتخابات 2010 مزوره وان الرقاد يجب ان يعيد القصر الذي حصل عليه كمكرمه الاول لم يتكلم وهو وزير داخليه وهو نائب ومشارك في خراب الدوله والثاني المروج للكازينوهات على الفضائيات والمنظر الذي اقواله بعكس افعاله ولم نرى لهما اي اياد بيضاء على البلد سوى التنظير والعمل على مصالحهم الشخصيه ونسايبهم وحبايبهم الا يعلم العبادي ان تزوير الانتخابات التي افرزته جريمه كبرى بحق الوطن؟ وانه يعترف بعظمة لسانه بانه لايملك هو ورفاقه حق المنح والحجب ؟ كفى استهزاء بعقل المواطن وعيب عالرجال...

2) تعليق بواسطة :
03-12-2011 09:35 PM

دكتور خصاونة : احييك على مقالتك لكني اجدك مفرطا في تفاؤلك بخصوص افراز كجلس نواب جديد الذي سينتجه اداء مجلس الـ111 وكذلك اجدك مفرطا في توقعاتك مما سيأتي من حكومة الخصاونة , لن تأتي الحكومة الجديدة بجديد وستراوح الازمات مكانها فالأسماء مازالت نفسها ومازال النواب لهم كوتا الوظائف وهذا هو الفساد بعينه فقريش حينما اسلمت حطمت اصنامها اما نحن فما زلنا عبدة اصنام كبرت وهرمت ولم تتغير فالوزير وزير في هذه الحكومة لانه كان وزيرا في حكومة سابقة وسيكون اما في الحكومة القادمة او في الحكومة التي ستليها فإن لم يكن هو فاحد ابناءه فالأصنام مازالت ماثلة والفساد مازال يعشعش بين ظهرانينا والنفوذ مازال يستخدم من قبل الأصنام

3) تعليق بواسطة :
03-12-2011 09:36 PM

ولن تجد سلطة مستقلة فالكل يتدخل بنفوذه ويمارس اعتى اساليب الضغط والترغيب والترهيب من قبل تلك الأصنام وخذا يؤكد مقولة ماكينات تفريخ الفساد التي تفرخ في اليوم الف بيضة فساد وبحسبة بسيطة فالمواطنون الأردنيون المحكومون الذين يتوجب عليهم تنفيذ القوانين وتطبق عليهم القوانين المشرعة من قبل تلك الأصنام وهم الذين لايملكون الواسطة لاتتعدى نسبتهم 25% من عدد السكان واتمنى ان لا ياتي اليوم الذي نصطف فيه امام سفرات الدول الأخرى طلبا للجوء او طلبا للاغاثة وغيرها ولذلك ومع ان رأيي لايبدو منطقبيا وقابلا للتطبيق الا انه يمكن التفكير فيه وهو وجود مجلس وزراء آخر يراقب اداء الحكومة ومجلس نواب آخر يراقب اداء النواب فنوابنا ليسوا في الحقيقة تلك السلطة التشريعية بل هم جزء من السلطة التنفيذية التي تبحث عن مصالحها الشخصية في معظمهم ولا اقول الكل ولذلك سيكون من اولويات الحكومة ارضائهم اولا ثم ارضاء اصحاب النفوذ ثم تقاسم الكعكة ولا يتسنى لها التفكير في هموم الـ25 % من الشعب الا قبل رحيلها ولذلك ستبطل قراراتها الحكومة القادمة التي ستليها وهكذا يتم ترحيل الازمات وتستمر الاوضاع بل تسير من سيء الى اسوأ ولذلك تبرز بين الحين والآخر صحوات الضمير والتباكي من قبل بعض المسؤولين بانهم حينما كانوا في موقع المسؤوليه جوبهوا بالنفوذ وابطال افكارهم وقراراتهم وانهم كانوا الابطال المنافحين عن بقايا الشعب المغلوب على امره وتالذي لايملك الواسطة ولايملك ان يوصل صوته نظرا لفرعنة معظم المسؤولين الذين قال عنهم مظفر النواب ....بين سراويلهم الحل والربط والزيت والموت والحرب والسلم والعنعات .....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012