أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


اراء : العنف الجامعي ناتج عن ثغرات في السياسات التعليمية وضعف بنية الحوار
03-12-2011 10:00 PM
كل الاردن -

فيروز مبيضين ووفاء مطالقة - تتفق اراء اكاديميين على ان سلوك العنف لدى بعض الطلبة هو نتيجة لاسباب متعددة اهمها وجود ثغرات في السياسات التعليمية وضعف بنية الحوار البنّاء في البيئة المجتمعية .
ويدعو هؤلاء الاكاديميون في لقاءات مع وكالة الانباء الاردنية ( بترا ) الى تحسين البيئة الجامعية خاصة ما يتعلق منها بتوفير مناخ يملأ وقت فراغ الطلبة بانشطة لامنهجية وتطوير الخطط الدراسية وتعديلها باستمرار بما يتوافق مع معطيات العصر لتشكل حافزا وتحديا لعقول الطلبة وكذلك تطوير وتحسين مرافق البنية التحتية في مختلف الجامعات.
وتتفق اكثر الاراء على ان الطالب الذي يسلك العنف غالبا ما يكون مخفقا في دراسته وتحصيله الاكاديمي جراء ظروف مختلفة ليس الفقر والوضع الاقتصادي من بينها .
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور اخليف الطراونة يشخص اسباب العنف الجامعي  بنقاط متعددة الا ان ايا منها لم يلق اللوم بشكل مباشر على الطلبة , بل ذهب للقول ان الطالب هو الاكثر تضررا من غياب حلقات التواصل المؤدية لحالة عنف مجتمعي تبدأ في محيط الاسرة ثم تكبر في المدرسة فالبيئة المحيطة ثم تنتقل الى الجامعة لتأخذ طابعا مختلفا يسمى عنفا جامعيا .
'ان اي مدخل سلبي يوصل بالنتيجة الى مخرج سلبي ، لذا لا بد من معالجة الخلل الذي يعتري العملية التربوبة والتعليمية في المدارس حيث يتخرج غالبية الطلبة منها وهم فاقدون للثقة بلغة الحوار التي لم يمارسوها معظم سني عمرهم قبل الوصول الى الجامعة' يقول الدكتور الطراونة.
ويبين ان اوقات الفراغ عند الطلبة وعدم وجود برامج منسجمة مع ميولهم واهتماماتهم واتجاهاتهم لتعبئة هذه الاوقات يؤدي الى تفريغ طاقات العنف بالاتجاه السلبي وفي قضايا ثانوية .
ويوضح 'ان من بين اسباب العنف ايضا: انخفاض مستوى ضبط الذات ما يعمق الفجوة بين الطلبة ويعزز عدم ثقتهم ببعضهم من جهة وبالمؤسسات الوطنية المختلفة من جهة اخرى ليصبح الطالب متوترا ومتحفزا لا يقبل النقد البناء ولا يستمع للنصح والارشاد ولا يميل اصلا الى لغة الحوار ، وحتى يثبت وجوده يلجأ الى وسائل اظهار الذات من خلال العنف او الوسائل غير المقبولة التي قد تصل الى الاقبال على المخدرات والمسكرات وصولا الى الانحراف ثم ارتكاب الجرائم' .
ويبين ان عدم جاهزية البنى التحتية في المؤسسات التعليمية لتقدم انشطة مختلفة لملء وقت فراغ الطلبة وتحاول منع الاحتكاك المباشر بينهم ينعكس سلبا على نفسيتهم ورغباتهم في متابعة التعليم او التواصل الاجتماعي المقبول مع الآخرين .
الدكتور الطروانة يدعو الى تطوير الخطط الدراسية في الجامعات كما يدعو زملاءه من الاساتذة الجامعيين الى الابتعاد عن طرق التدريس التقليدية ,وهذا من شأنه ان يتوافق مع معطيات العصر ويحفز عقول الطلبة ويشغلهم في الدراسة المنهجية واللامنهجية وتقليص اوقات الفراغ المتاحة لهم .
ويزيد ان الطرق التقليدية في التدريس لا تشكل تحديا لعقول الطلبة او تحفيزا لهم بالمشاركة ولا تسهم في تغطية قيم الحوار والتواصل البناء , بل على العكس تعزز فيهم القيم السلبية من خلال التلقين والتدوين وعدم سماع الطرف الآخر والغاء المشاركة واعتبار ان الطالب متلق للمعلومة فقط وعليه اعادة تدويرها في الامتحانات من اجل النجاح فقط .
ويقول: 'ان اسلوب التلقين والمناهج القديمة لا يشجعان الطالب على التواصل على الاقل مع المكتبة ولا يعززان قيم البحث والاستقصاء لديه تمهيدا للوصول الى المعلومات والحقائق والارقام وبالتالي تصبح قدراته المعلوماتية وثقافته ضحلة ويصبح عرضة لتلقي الاشاعات وتصديقها بدلا من اي يكون باحثا واعيا متميزا يسعى الى تمحيص المعلومة وتدقيقها' .
ويوضح ' ان مظاهر الفقر والبطالة تسهم في ايجاد جو من الاحتقان والعنصرية ، وان عدم الشعور بالعدالة والغضب الداخلي تجاه الاقران الذين تيسرت لهم سبل الحياة بطرق عيش افضل او اتيحت لهم قبولات خارج قائمة القبول الموحد يشعرهم بالاحباط والغبن وعدم العدالة ' .
  ويبين ان من بين اسباب العنف الجامعي زيادة اعداد الطلبة عن الطاقات الاستيعابية المخصصة لبعض الجامعات والتي من المفترض ان تتلاءم مع البنى التحتية والتجهيزات وكوادر الهيئات التدريسية موضحا ان ذلك حمل موازنات الجامعات نفقات اضافية كان من الممكن ان توجه باتجاهات تعزيز الانشطة الطلابية .
يشير الى ان اضمحلال الفكر السياسي والانتماء الحقيقي للوطن وعدم افساح المجال من ناحية اخرى للقيادات الشبابية الرائدة في العمل الطلابي للبروز اسهم في اقصاء الطلبة بان يكون لهم دور في رسم السياسات الجامعية اضافة الى انخفاض الروح المعنوية لدى اعضاء الهيئة التدريسية لتدني مستوى الرواتب وزيادة الاعباء التدريسية وهذا لا يساعدهم في التواصل المباشر مع الطلبة في الساحات والمرافق المختلفة وتكون العلاقة محصورة في الحصة الصفية فقط .
وينوه الدكتور الطراونة الى ان انتشار الجامعات في المناطق القريبة من سكن الطلبة جعلها اشبه بالمدارس الكبيرة المختلطة والتي تكون الغالبية العظمى من ملتحقيها من ابناء المنطقة الجغرافية ذاتها ما اسهم في تعزيز العنصرية والفئوية والجهوية بجميع اشكالها .
ويدعو رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الى توحيد انظمة تأديب الطلبة لمنع اختلاف العقوبات بين جامعة واخرى وكلية واخرى واحيانا رضوخ بعض الجامعات الى الضغوطات الخارجية لالغاء اي من العقوبات التي تقع على طلبتها  .
ويبين عميد شؤون الطلبة في الجامعة الهاشمية الدكتور ماجد القرعان ان معالجة هذه الظاهرة ان كانت ظاهرة تحتاج بداية الى تغيير الصورة النمطية لعمادات شؤون الطلبة في الجامعات , فالاصل ان توضع خطة مدروسة شاملة من الانظمة الممنهجة المساندة للجانب النظري ولما يدور داخل غرف الصف بحيث تجمع بين الجانب العملي والنظري بانشطة مدروسة يشرك فيها الطلبة اشراكا حقيقيا.
ويرى ان معظم الطلبة الذين يتورطون بمظاهر عنف هم من الطلبة ذوي التحصيل الاكاديمي الضعيف ما يجعلهم اكثر ميلا لسلوك العنف جراء اخفاقهم في التحصيل الاكاديمي حيث تتشكل لديهم صورة سلبية عن الذات وبالتالي يعانون من صراع داخلي وتتكون لديهم طاقات يصرفونها في السلوك العنيف ربما بحثا عن اظهار الذات والوجود.
ويضيف الدكتور القرعان ان ممارسات بعض الاكاديميين قد تغذي مثل هذا النوع من السلوك , اذ تتم احيانا معالجة المشكلة بمشكلة ولا يكون لديهم آلية لتعزيز الاداء الاجتماعي بين الطلبة , وتحكم تصرفاتهم سلوكات عصبية داعيا الى استثمار البعد العشائري استثمارا ايجابيا باعتباره ركيزة ورافعة اجتماعية قوية تدعم تحقيق الامن المجتمعي .
 ويقول : اما بالنسبة للبنية التحتية للجامعات فان معاناة الجامعات من العجز في ميزانياتها جعل من الصعب توفير بنية تحتية كافية ومناخ آمن ومريح للطلبة .
ويدعو الدكتور القرعان الى تنمية مهارات الحوار بين الطلبة لافتا الى ان الجامعة الهاشمية تنفذ حاليا نشاطا لامنهجيا يسمى باندية المناظرات وهو من الافكار الناجحة التي تهدف الى تعليم الطلبة فن المناظرة والمجادلة والحوار الهادف من اجل قبول الآخر وان اختلف معه .
  استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور محمد المومني يرى ان الفيصل في موضوع السيطرة على العنف داخل الجامعات يكون من خلال تطبيق الانظمة والتعليمات بحزم وعدالة ومساواة بين الجميع ,
ويضيف انه عند وقوع عنف جامعي يتم فرض عقوبات معينة على الطلبة ،الا ان تدخل الوساطات المختلفة لاعفاء هؤلاء الطلبة من العقوبات التي وقعت عليهم جعل الوضع القانوني لهذه العقوبات غير قوي .
ويقول انه تشكل لدى بعض الطلبة قناعة بانهم  وان ارتكبوا عنفا جامعيا فلن تكون العقوبة بحقهم شديدة ويعتمدون على تدخل جهود وساطة تشفع لهم وتنهي قضيتهم
ويوضح انه اذا استمر التساهل في تطبيق العقوبات على المخالفين سوف نستمر بدوامة العنف التي تهدأ حينا وتصعد حينا لاننا لم نستخدم القانون بطريقة رادعة ومنظمة في جامعاتنا .
وفي استعراضه لدوافع حدوث العنف في الجامعات يستثني الدكتور المومني السبب الاقتصادي ويشير الى ثلاثة اسباب رئيسية هي : قناعة مرتكبي العنف بان القانون يمكن ان يكسر وان الوساطة سوف تنقذهم بالنهاية ،وضعف بعض مناحي العملية التعليمية مثل الواجبات الاكاديمية المطلوبة من الطلبة حيث يتسبب ذلك بايجاد اوقات فراغ عندهم, وعدم وجود كم ونوع جيدين من النشاطات اللامنهجية في الجامعات حتى يستطيع الطلبة استغلال وقتهم بشكل بناء .
 استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش يدعو الى تقليل الفراغ الاكاديمي عند طلبة الجامعات , واستغلال الفراغ بين المحاضرات اما بالعمل بوظيفة جزئية او بالذهاب الى المكتبة او القيام بنشاطات في عمادة شؤون الطلبة .
ويقول ان بعض الطلبة ممن لديهم وقت فراغ طويل , وبدل الانشغال بالدراسة ,فانهم يمضونه بلا هدف بنّاء داخل الحرم الجامعي ما يولد مشاجرات على امور شكلية قد تؤدي الى احداث عنف تمتد لتشمل عددا كبيرا من الطلبة.
 ويستعرض الدكتور خمش ابرز الامور التي من شأنها الحد من العنف داخل الجامعات مثل تطوير تفاصيل البيئة الجامعية والتي تشمل وضع اسئلة الامتحانات وطريقة تدريس المادة واسلوب المحاضر في التدريس وفي التعامل مع الطلبة اضافة الى بنية المادة والمراجع.
ويقول انه بهذا التحسين يجد الطالب الجامعي نفسه مشغولا باستمرار في الدراسة والتحضير فقط، ما يبعده عن مسببات التشاجر مع الاخرين  .
ويلقي باللوم على بعض اساتذة الكليات الانسانية بشكل خاص الذين لا يبدون اهتماما بتطبيق تعليمات الحضور والغياب , موضحا ان  الطالب الذي يتغيب بشكل متكرر عن  المحاضرات بلا عذر مقبول يجب ان تطبق عليه تعليمات الحرمان من المادة ، وهناك العديد من الطلبة الذين يتغيبون نظرا للتساهل في تطبيق التعليمات .
ويدعو الى تشكيل  لجنة عليا في كل جامعة يكون لها الحق بتوجيه السؤال الى اي من الاساتذة الذين لا يقومون بتسجيل حضور وغياب الطلبة مبينا ان بعضهم يختبىء وراء حصانة الحرية الاكاديمية والتي تعني بحسب الدكتور خمش الحرية في التفكير وليس الحرية في عدم تطبيق التعليمات .
كما يدعو خمش الذي ترأس عددا من اللجان البحثية للوقوف على اسباب العنف في الجامعات الى تشكيل لجنة عليا لديها صلاحيات اختيار عينات كل اخر فصل دراسي من الاسئلة لدراستها وتقييمها , وهذا من شانه ان يشعر الاساتذة بان هناك تقييما لعملهم ما يجعلهم  يبذلون جهدا اكبر للحصول على مقياس دقيق وعادل وشامل للمادة .
ويقول انه تم اجراء العديد من الدراسات البحثية من قبل متخصصين عن العنف في الجامعات الاردنية والتي تمخضت عنها توصيات من شانها التقليل من العنف في الجامعات , مشيرا الى انه تم توزيع هذه التوصيات على كل الجامعات الا ان شيئا منها لم يطبق .
ويؤكد كذلك على اهمية الامتحانات التي توضح التمايز بين الطلبة مشيرا الى ان نسبة النجاح في بعض المواد في الكليات الانسانية تصل الى 95 بالمئة وهي نسبة عالية جدا.
ويوضح ، انه في المقابل فان امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) الذي يعتبر امتحانا صادقا لقياس تحصيل الطالب تتراوح نسبة النجاح فيه بين 60 الى 65 بالمئة وهي نسبة حقيقية ، داعيا الى ضرورة قياس هذه النسبة بالمقارنة مع نسبة النجاح في المواد الجامعية ,حيث يجب ان تكون النسبة قريبة منها  او اكثر بقليل .
    وفي تعليقات القراء على عدد من المواقع الالكترونية والتي تبث اخبار العنف في الجامعات تم رصد العديد منها والتي تشير الى ان اولياء امور الطالبات بشكل خاص ينوون عدم ارسال بناتهم خوفا عليهن من التعرض لحالات العنف التي تحدث من وقت لآخر ما يظهر خطورة تكرار حالات العنف والتي قد توصل الطلبة وذويهم لمرحلة يفاضلون فيها بين السلامة والعلم .
 وتزخر مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من المجموعات الطلابية التي ترفض العنف في الجامعات ، وتبين واحدة منها وتحمل اسم (لا للعنف الجامعي بين الطلاب) ان اهم اسباب العنف الجامعي وجود مفاهيم ومدركات مغلوطة للعصبية وقلة الوعي والثقافة بمعنى الديمقراطية ودخول الحرم الجامعي لغير الطلبة والواسطة والمحسوبية في تطبيق الانظمة والقوانين وعدم وضوح مسؤولية الامن الجامعي.
 ( بترا )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-12-2011 12:06 PM

من اهم اسباب العنف الجامعي والمجتمعي السائده في الاردن هو ضعف الانتماء للوطن مقابل قوة الانتماء العشائري والفئوي. لقد كان لنظام الصوت الواحد في الانتخابات النيابيه دورا" بارزا" في تفتيت المجتمع وتعزيز روح الانتماء للعشيره وزعزعه روح الانتماء للوطن وقد كان للنواب الذين انتخبوا على اسس عشائريه وفئويه دور كبير في تعزيز العنف من خلال الوساطه لفئه على حساب اخرى واسقاط كثير من العقوبات عن الافراد الذين تسببوا بهذا العنف مما خلق حاله من الاحتقان والشعور بالظلم عند فئه كبيره من الطلاب وافراد المجتمع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012