أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


خالد المجالي يكتب : الغدر قتل الشهيدين مرة " ونحن نقتلهما كل يوم "

01-12-2018 08:00 PM
كل الاردن -



قبل يومين استذكر الشعب الاردني جريمة اغتيال الشهيد وصفي التل ، وقبلها باشهر ايضا استذكرنا جريمة اغتيال الشهيد هزاع المجالي ، وكل يوم نستذكر شهداءنا الابرار وتضحياتهم على امتداد ساحة الوطن وارض فلسطين الطاهرة وغيرها .

طبعا وكما هي العادة ' للأسف ' نلتقي عند أضرحة الشهداء ونلقي الكلمات ونترحم عليهم ثم نغادر المكان انتظارا للعام القادم ، حتى اصبحت الذكرى مجرد استعراض كلامي ننفس من خلاله عن بعض ما في داخلنا من ضعف وتقصير .

عندما اخترت عنوان مقالي باننا نقتل الشهيدين كل يوم بعد ان غدر بهما الغادرون والعملاء والخونة من ابناء جلدتنا بني يعرب ،فانني قصدت كل كلمة بذلك العنوان ، ولمن لا يدرك المعنى لنسأل انفسنا سؤالا بسيطا : ما هي الاسباب التي تقف خلف اغتيال الشهيدين هزاع و وصفي ؟ وكيف كانت سيرتهما الوطنية ؟ وما هي السياسات التي اتبعها الشهيدان حتى اصبح كل منهما رمزا وطنيا أردنيا وقوميا ؟ واخيرا ماذا تعلمنا من تلك السيرة والتاريخ وكيف حافظنا على ارثهما ؟.

التباكي على الشهيدين والتحسر على تاريخهما لن يصلح الحال ما دمنا عاجزين عن السير على خطاهما وفرض رؤيتهما الوطنية واعتبار ذكرى استشهاد كل منهما يوما وطنيا نزف لهما من خلالهما انجازا وطنيا حافظا عليه وقدما روحيهما رخيصتين من اجله ، وليس تحويل ذكرى أي منهما لمأتم وطني نبلغهما من خلاله عجزنا وتقصيرنا وتراجع احوالنا ، وربما نقول لهما يوما ان دماءكما وروحيكما ذهبت سدى واحتسبا اجركما عند الله سبحانه وتعالى ..اما نحن فلا نستحق منكما الا الشفقة علينا ولن اقول لعنتكما فانتما لا تعرفان الا العطاء ونحن لم نتعلم الا الخذلان .

ربما يدعي البعض ان الظروف تغيرت وان المعطيات التي افرزت قيادات وطنية في ذلك الوقت لم تعد قائمة ، وان المصالح الخاصة قد طغت على المصالح الوطنية ، اقول نعم كل ذلك حصل ويحصل في اي وقت ولكن ايضا كل ذلك لا يمنع من وجود رجال يملكون رؤية وطنية يكونون مستعدين للتضحية قادرين على التغيير الايجابي ولكن ينقصهم شيء واحد ، وهو الدعم الشعبي الصادق، وحتى يحصلوا عليه لا بد من خطوة اولى تبدأ منهم حتى لو كلفتهم الانضمام الى ركب الشهداء .

البعض يقول الوطن بخير وكأنه لا يدرك ما يعانيه الشعب والتهديد المستمر لاستقراره وحتى وجوده في ظل معطيات سياسية واقتصادية خطيرة بسبب نهج فاشل بدأ العمل عليه منذ عقود في ظل غياب قيادات وطنية مخلصة وتقديم العديد ممن لا يستحقون ان يكونوا في مواقع المسؤولية المتقدمة واصبحنا ننتظر جميعا نهاية المجهول الذي قد يغير ' لا قدر الله ' وجه وطننا وهويته، ونحن ما زلنا نتباكى امام ضريحي الشهيدين ونتطلع الى اليوم الذي يخرجان فيه من قبريهما لانقاذ ما يمكن انقاذه .

ساختم مقالي اليوم حتى لا اطيل واحبط البعض اكرر ان من اغتالوا الشهيدين مرة سيغتالون الوطن الف مرة ان بقينا نتباكى عليهما دون ان نقدم ونضحي ونفرض رؤية وطنية حقيقية ، وكم اتمنى لو يأتي العام القادم ونذهب الى الاحتفالية ونقول للشهيدين ناما قريري العين فوطننا بخير ورسالتكما في الحفظ ودماؤكما لم تذهب سدى .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-12-2018 08:18 PM

حياك الله !!!!

2) تعليق بواسطة :
02-12-2018 12:52 AM

نريد وصفي جديد

3) تعليق بواسطة :
02-12-2018 01:55 AM

العزيز,خالد بيك المجالي,في كل يوم تطالعنا بما يجول في خلجات صدورنا لانك منا ونحن منك, معظم روساء الوزارات الذين تعاقبوا على الاردن منذ رحيل اكبر سياسي الاردن قدرا لم تكن قلوبهم على الاردن ومن تحكموا بمفاصل الدوله سياسيا واقتصاديا لم يكونوا معنيين بالاردن والاردنيين ,الاردن ليس بخير

4) تعليق بواسطة :
02-12-2018 01:09 PM

رحم الله روح الشهيدين الرمزبن لشرف وكرامة الأردنيين, كانوا نِعْمَ الرجال وأضافوا لتاريخ القيادات والزعماء والرجال الرجال إرثاً أبدياً يُثبت للجميع أن بالأردنيين عقولا تستطيع إدارة أصعب الأزمات وأصعب الظروف , يا خالد بيك نصيحتي أن نتركهم ينعمون بالموت الكريم والشريف والنزيه وربما يُحسدون عليه من بعض

5) تعليق بواسطة :
02-12-2018 01:18 PM

المحسوبين على الرجال, فموتهم برأي أفضل بكثير من أن يكونوا أحياء ليروا كيف وصل بنا الحال دعهم لا يرون ولا يخالطون ولا يسمعون الكذب والنفاق ودجل السياسيين من جماعات لا ندري منتهاهم إلى أين!؟؟؟؟!!!!

6) تعليق بواسطة :
02-12-2018 01:28 PM

لن أزيد عليك لأن موقعك مش ناقصه ولا إحنا الأردنيين ناقصنا فلقد تعودنا الإستبداد والقمع المقنن والمشرعن فبلد به جبناء وخوافين لا يستحق الشجعان ولا الكلمه الجريئه وليبقى هذا الوطن وطناً للأغراب يلعبون ويكذبون وينهبون ويتهربون ما شاؤا .

7) تعليق بواسطة :
02-12-2018 09:46 PM

من نجيبك يا صبر!!!!!!!

8) تعليق بواسطة :
02-12-2018 11:13 PM

مؤلمة روح السوداويةالسائدة،وهي منافية لسنة الله في خلقه،فالخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة:ماقال الرسول(ص).

وبلدنا بحمد الله ولود وحافل بالطاقات الخيرة والقامات الوطنيةالمخلصة.الشهداءالكرام عاشوا عصرهم وأدوا رسالتهم واجرهم على الله ,و جبوب سنبلة تجف تملأ الوادي سنابلا يا أخت فاتنة،وبورك فيك. وشكرا للمحررالكريم .

9) تعليق بواسطة :
04-12-2018 06:13 AM

شكرا

10) تعليق بواسطة :
05-12-2018 06:08 AM

نتمنى من خالد بيك المجالي , ان ييبن للشعب الاردني حيثيات القرار الجائر بحق الشعب الاردني وهو السماح لابناء غزه بالتملك في الاردن, هذا القرار لا يجب ان يمر مرور الكرام.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012