صفقة القرن , هي إسرائيل الكبرى ! . بقلم : شحاده أبو بقر

الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024

صفقة القرن , هي إسرائيل الكبرى ! . بقلم : شحاده أبو بقر

بقلم : شحادة ابو بقر
02-12-2018 04:44 AM

مضى على وجود ' إسرائيل ' في عالمنا العربي كدولة أكثر من سبعين عاما , ومع ذلك , فقلة منا نحن العرب من حاول قراءة فلسفة هذا الوجود وابعاده ومقاصده الكبرى , وكل ما نجيده هو لعن هذا الوجود الغريب على مر السنين بينما هو يتمدد جغرافيا وفلسفيا كل يوم , حتى بتنا نحن من ندعي القراءة والوعي , مجرد ألعوبة بيد ' إيدي كوهين ', وهوبالمناسبة مؤسسة وليس مجرد شخص , يلاعبنا ليلا نهارا عبر الإنترنت من أجل هدف واحد هو تعبئة الشعوب ضد قادتها وحكوماتها لإشعال المزيد من لهيب الربيع العربي , ولإغرائنا بمدى ديمقراطية وعدالة دولته هو ومدى طغيان وظلم حكوماتنا نحن , ويكذب من يقول أنه لم يحرز نجاحات كبيرة جدا على هذا الصعيد , والحقيقة المرة أننا حكومات وشعوبا نتحمل مسؤولية أوضاعنا المزرية التي تجعلنا نهبا سهلا لهكذا حال .
إسرائيل ليست نتيجة لسايكس بيكو ولا لوعد بلفور , فهؤلاء سايكس وبيكو وبلفور هم أنفسهم نتيجة لحركة ظلت مجهولة وما زالت بالنسبة للسواد العربي والإسلامي وحتى العالمي , وهي حركة ' النورانيون ' التي تأسست على يد رجل يهودي واحد في ألمانيا قبل أكثر من ثلاثة قرون بدأ حياته من الصفر حتى صار أثرى أثرياء ألمانيا فأسس مصرفا ' بنك ' في زمن لم تعرف فيه معظم دول العالم نظام المصارف الربوية بعد .

ذلك الرجل ويدعى روتشيلد وهو الجد الأول لعائلة روتشيلد الممتدة لم يؤمن باليهودية التي نعرفها , وإنما بيهودية ترى والعياذ بالله , أن هناك إلهين , الأول للخير موجود في السماء , والثاني للشر وموجود في الأرض , لكنه ليس الشيطان المتعارف عليه في إيماننا نحن , ولذلك فقد عبدته تلك العائلة الممتدة التي من أتباعها اليوم وحول العالم , ما يطلق عليهم عبدة الشيطان الذين يقيمون طقوسا ' دينية ' على هيئة إحتفالات جماعية مختلطة ومن طقوسها الجنس والسحر والمتعة الحرام .
قامت فلسفة روتشيلد على ثلاثة ركائز هي , المال , الجنس , والسحر , ووزع أبناءه الخمسة في خمس دول أوروبية أسسس كل منهم مصرفا ربويا فيها برغم معارضة الأوروبيين المسيحيين لهذا النهج إبتداء , إلا أن طغيان المال وحاجة تلك الدول والإمبراطوريات إليه لتمويل حروبها آنذاك جعلها ترضخ وتقترض من بنوك عائلة روتشيلد التي يقال أنها تهيمن اليوم على ثلاثة أرباع ثروات العالم المالية , وأنها تقف وراء تأسيس كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي , والهدف هو الهيمنة على إقتصادات الدول الفقيرة ولقمة عيش سكانها .

هدف روتشيلد الأبعد هو حكم العالم بإستخدام العناصر الثلاثة آنفة الذكر .. المال والجنس والسحر , ولهذا عندما نشأت كل من الماسونية والحركة الصهيونية , سارعت تلك العائلة الممتدة بثرائها غير المسبوق بالهيمنة عليهما وجعلهما ذراعين لها في سائر أنحاء العالم , ودعمهما بالمال والنفوذ للوصول إلى مراكز الحكم والقرار حيثما وجدتا, وبالطبع الإذعان لفلسفة النورانيين ونفوذهم بعد أن أطلقت تلك العائلة على نفسها وأتباعها إسم ' النورانيون '
يؤمن النورانيون بأن بلوغ هدفهم الأبعد لحكم العالم , يتطلب إشعال الحروب في سائر أرجاء المعمورة , فذلك يتطلب مالا هم أكبر ملاكه لشراء السلاح إبتداء , ثم لإعمار ما تدمره الحروب لاحقا , وهناك من يحملهم مسؤولية الحربين العالميتين الأولى والثانية , والحروب الدائرة اليوم وبالذات في العالم العربي والشرق الأوسط عموما .

ويرى النورانيون أن إفقار الشعوب في الدول النامية وإرهاقها بالديون يضعها تحت رحمة نفوذهم والرضوخ لقراراتهم ومخططاتهم السياسية التي تحقق لهم حكم العالم في وقت ما , فهم أصلا من أسسوا البنك المركزي الأميركي وغيره في دول أوروبية كبرى , وهم من حجموا حضور الفاتيكان كي لا تعاند مخططهم الكبير , وهم من يهيمنون اليوم على أسواق الذهب والبورصات العالمية كلها, وبيدهم إثراء من يريدون وإفقار من يريدون وبأساليب جهنمية ماكرة .

ويتفنن النورانيون عبدة الشيطان الخاص بهم , في إجتراح نظريات ومصطلحات سياسية وإقتصادية وإجتماعية يلقونها في أحضان العالم عبر سيطرتهم الواسعة جدا على الصحافة والإعلام ووسائل التواصل المعاصرة المتطورة في الغرب كله , ويمتد نفوذهم هذا إلى القارات الخمس ويستهدف جيل الشباب والنساء والأطفال على وجه الخصوص .

ويرى النورانيون أن دولة إسرائيل الحالية هي خلاف ما يريدون , وأن نفوذها ووجودها كدين وعلى طريقتهم هم لا بد وأن يكتسح العالم كله في جيل قادم ما , بحيث يدين العالم كله بدينهم هم لا سواهم , ومن هنا فهم من يمولون التطرف الديني في بلاد المسلمين لتشويه صورة الإسلام في نظر العالم الآخر كله , بعد أن حجموا دور الفاتيكان , وهم من أوجدوا التعاملات المالية الرقمية وهم من يسيطرون على الإقتصاد العالمي برمته .

النورانيون يعلمون جيدا أن الهيمنة تتطلب إمتلاك الثروة الهائلة التي تفوق الوصف , وقد فعلوا , وإمتلاك أهم وأشهر وسائل الإعلام ووسائل التواصل في العالم , وقد فعلوا , وإمتلاك الأرض على أوسع نطاق , وقد فعلوا , وإباحة الجنس والسحر وما شابه من ممارسات تستهوي الأجيال الشابة الغضة في تفكيرها وفهمها للحياة كما أرادها الله سبحانه وتعالى , وها هم يفعلون , كي يأتي زمن تسود فيه هكذا حياة شاذة يقودون فيها العالم إلى حيث يريدون .

من يتابع الإعلام الإسرائيلي اليوم , يلحظ الحديث عن الربيع الأوروبي ! , عطفا على ما يسمى بالربيع العربي , وذلك في سياق تناولهم لمظاهرات فرنسا ضد الغلاء , وهي مظاهرات تتصاعد فيها المطالب كل يوم ' سبت ' إلى ما هو أبعد , فبعد أن بدأت شرارتها الأولى بالإحتجاج على رفع أسعار الوقود , باتت اليوم تطالب بإسقاط الحكم.

ولن أستبعد أن نسمع قريبا ربما عن ربيع إسلامي وآخر إفريقي وروسي وصيني , ومن يبحث عن المحرك يجدهم هم ما غيرهم .

ختاما , صفقة القرن هي مشروع للنورانيين يرمي إلى إقامة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل , وبعدها إلى ما هو أبعد , وللذين ما زالوا يتخاصمون منا على ما يسمونه سلاما أن يعوا ذلك جيدا , فصفقة القرن بدأت بذرتها قبل أزيد من ثلاثة قرون , ومؤسسو حركتها هم من أقرضوا نابليون أموالا ليمولوا حملته على مصر , فهل يتعظ العرب ويأذنوا لشعوبهم بأن تتوحد ولو في مشرقها المهدد الآن ! , وهل يتعظ الدواعش ومن يساندهم أنهم سلاح بيد أعداء أمتهم وعقيدتهم! , وهل يصحو العرب ليتيقنوا من أن ثرواتهم كلها تذهب من حيث لا يدرون إلى من يعملون لإقتلاع العرب جميعا من جذورهم! , وهل تصحو حكوماتنا العربية على حقيقة أن كل فكرة شاذة وكل مبادرة غريبة وكل فلس يأتيهم لتمويل تلك الأفكار والمبادرات التي تلبس لبوس الحريات والديمقراطيات والعلمانية والليبرالبية وحقوق الإنسان وغيرها من مصطلحات ظاهرها حق وباطنها باطل , هو سهم موجه إلى صدور مستقبل أجيالهم !, وأنه هو أصلا من جيوبهم وثروات أوطانهم !. نسأل الله ألعفو والمغفرة , وهو سبحانه من وراء القصد .