أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


خالد المجالي يكتب : شتان ما بين الرابع وقوس النصر

05-12-2018 08:00 PM
كل الاردن -


راقب العالم اجمع الحراك الشعبي الفرنسي الذي حمل عنوان ' السترات الصفراء ' رفضا لفرض مزيد من الضرائب ورفع اسعار المشتقات النفطية في فرنسا ، مع ان هناك حقيقة وهي عدم وجود من يشكك بمصير تلك الضرائب،فهي تعود خدمات للشعب الفرنسي ولا احد يستطيع ان يقارن ما يحصل عليه المواطن الفرنسي من حقوق بما يحصل عليه المواطن العربي بما في ذلك الاردني .

كنت اتمنى ان اسمع تصريحا واحدا لأي مسؤول فرنسي يتهم المعارضين لتلك السياسات بانهم ' عملاء وخون ' وانهم مرتبطون بالسفارات الخارجية وينفذون اجندات عدائية لفرنسا وللنظام الحاكم مع انهم رفعوا شعار ' ارحل يا ماكرون ' وهو الرئيس المنتخب ديمقراطيا ولم يصل الى الحكم بانقلاب عسكري او بالاحكام العرفية او بالوراثة.

شاهدنا كيف تصرف المعترضون واحرقوا بعض السيارات والمحال والكوشوك في الشوارع وشاهدنا كيف حاولت الاجهزة الامنية امتصاص غضبهم واخيرا رضوخ السلطة لمطالب الشعب ووقف الضرائب واعادة النظر بقراراتها ، وحتى اليوم لم نسمع خبرا ' عن اجتماعات مضادة لدعم النظام الفرنسي ومطالبته ' بتكسير ايدي المعترضين وقذفهم باقذر العبارات وتخوينهم كما يتسابق الصغار في بعض دولنا العربية سعيا وراء مكاسب شخصية .

قبل اسبوع تمت الدعوة لاعتصام قرب الدوار الرابع رفضا لسياسات الحكومة ولم يدعي احد ان هناك من يطالب بالاساءة للنظام في الاردن ومع ذلك ' تفتقت ' افكار البعض باستخدام الزيت المحروق في موقع الاعتصام وقطع النت وبدأت حملة التشكيك والتخوين بالمشاركين والبعض شيطنهم حتى اعتقدنا انهم عملاء لأعداء الوطن .

تم الاعتصام بصورة تعبر عن مدى حرص كل مشارك على وطنه وممتلكاته ولم اشاهد وانا مشارك به اي اساءة الا اذا كان البعض 'يعتقد' بانه فاسد وخائن لوطنه عندما تصدح حناجر الشباب بملاحقة الفاسدين ومحاسبتهم ، وتكرر المشهد في اليوم الثاني ولم اشاهد حرق الكوشوك او اغلاق طريق ومع ذلك تستمر حملة التشكيك والتخوين من نفس هذا البعض بحق هؤلاء المطالبين بمحاسبة الفاسدين.

لن اقول سرا اذا قلت ان ما حدث في فرنسا هو نموذج لما قد يحصل في اي مكان لفرض مطالب الشعب ، فاذا كانت فرنسا الديمقراطية لم تستجب لمطالب الشعب الا بعد فوضى في الشارع وتصاعد وتيرة الاحتجاج فهل يمكن للعديد من دولنا العربية ان تستجيب لمطالب الشعوب وهي تعبر عن رفضها بصورة خجولة وغير مؤثرة,وان الحقوق احيانا يجب ان تنتزع انتزاعا .

الفوضى مرفوضة والخراب مرفوض شعبيا ورسميا ولكن تجربتنا في الرابع قبل اشهر اثبتت بدون شك ان الاصرار الشعبي والزخم في عدد المشاركين في الاعتصامات واستخدام كل الاساليب السلمية المتاحة ايضا تجبر الحكومات على التراجع والرضوخ لمطالب الشعب ومن هنا فان الامل ما زال موجودا بحراك شعبي شامل دون مسميات وبدون رؤوس مشكوك فيها ومخترقة بتحقيق ما يصبو اليه الشعب من اصلاح حقيقي .
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-12-2018 09:08 PM

شكراً ابو احمد أصبت ويا ريت يتم حراك شعبي عارم ومستمر لنتمكن من إستعادة مقدرات الوطن

2) تعليق بواسطة :
05-12-2018 09:37 PM

لازم يكون للشعب كلمته كفى عدم اكتراث لرأي الشعب

3) تعليق بواسطة :
06-12-2018 11:01 AM

شتان ثم شتان بين العربي والفرنسي
العربي من عصور واغلة وهو يعيش تحت العصى
خلافا للفرنسي الذي يعيش سيدا ويحمل عصا لمن عصا
عندما نصل في الوطن العربي لمرحلة ان الولاة للجميع يبادلونهم حبا بحب
هنا سيقف من يستغلون الولاة لأجل مشاريعهم
وسيامر الولاة بفتح أبواب الحرية والإبداع للجميع
دون الارهاق بالضرائب

4) تعليق بواسطة :
06-12-2018 01:21 PM

شاهدت الفرنسيين وعنفهم فى الشارع وتوقعت ان تنزل الدبابات الى الشوارع وينتشر القناصة على اسطح المبانى لقنص الفوضويين ولكن لم يحصل ولم يقتل مواطن واحد وقلت فعلا ان الشعب هو السيد وان المسئول هو موظف امين لخدمة الشعب السيد اما في معظم بلداننا العربية الذى بتجوز امى فهو عمى وله الطاعة العمياء

5) تعليق بواسطة :
06-12-2018 06:27 PM

السترات الصفراء ليس من بينها ولو ستره واحده تطمح بنيل حقيبة وزاريه أو وظيفة مستشار ، مع هذا فإن أجهزتنا الأمنيه ترقى بمستواها الإحترافي والأخلاقي كبقية الأجهزه الأمنيه في الدول المتحضره ، فهم يحافظون على مقدرات الوطن وهم يعلمون أيضاً بأن المتظاهرين ينشدون حقوقاً ، وهم معهم يأملون الإستجابة لها ....

6) تعليق بواسطة :
06-12-2018 08:29 PM

لو سألت اي مسؤول هاذا يوجع الاردنيين وماذا يريدون واجابك بتجرد فانه سيذكر كل مطالب الحراك الشعبي السلمي وحافظها عن ظهر قلب ولكنهم لايريدون من هذا الشعب الطيب ان يتالم ويقول اخ من الوجع لان كثيرا منهم لا ينظرون للوطن الا من خلال مكاسبهم

7) تعليق بواسطة :
06-12-2018 09:47 PM

الشعب الان على الرابع !!!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012