أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


بعد استقالة ماتيس ...نجح ترامب بتحييد من يعارض أفكاره.. ولكن !؟

بقلم : هشام الهبيشان
21-12-2018 06:50 PM

لم يكن هذا الحدث مفاجئاً للبعض ، فـ رحيل وزير الدفاع جيمس ماتيس ،كان متوقعاً بقوة ،بعد تضارب واضح بوجهات النظر بينه وبين ترامب بخصوص مجموعة قضايا خارجية ، والمتوقع اليوم أن يخلف ماتيس السيناتور ليندسي جراهام أو مدير المخابرات الوطنية دان كوتس،وبهذا تكون اكتملت حلقة ادارة ترامب ،
' ادارة الحرب والابتزاز والاستفزاز ' فهذه هي الادارة التي يريدها ترامب ،ادارة تتناسب مع أفكاره التجارية المتطرفة ورؤيته لمجمل ملفات الأزمات العالمية العالقة .
فـ استقالة ماتيس من طاقم ادارة ترامب ، وصعود نجم السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام تؤكد ان هناك شيئا ما يطبخ خلف الكواليس ،ولايريد ترامب أي معارضه له ، ومن المعروف للمتابع للشأن الأمريكي ،حجم التناقض الذي كان سائداً بالأراء بين ترامب وبعض من كان موجودا في ادارته وخصوصاً مع تيلرسون وماتيس حول معظم الأزمات والملفات العالمية العالقة ، وهنا لايمكن أنكار حقيقة ان ترامب مستعد لإبعاد اقرب الناس اليه أن كان يتعارض مع افكاره وطريقة حلوله الداخلية والخارجية .
وهنا ، لايمكن أنكار حقيقة هامة مفادها أن ترامب يريد اكمال حلقة ادارته التي ستدار بافكاره وبافكاره فقط فهو بعد تعيين جون بولتون و مايكل بومبيو سيسعى لتنصيب ليندسي جراهام ،بمنصب الدفاع ، وهو هنا يدرك جيداً أن مجموع هؤلاء يحملون اجندة تلتقي مع مضامين خطابه العنصري، ومع التقاء هذه الاجندة تتزايد المخاوف من أن تساهم هذه الاجندة بصناعة خطاب عنصري أمريكي يفيض بمشاعر الكراهية والعداء ليس للمسلمين والإسلام فحسب بل لجميع الأجانب والمهاجرين واللاجئين في أمريكا ' هذا بما يخص الشأن الداخلي الأمريكي '.
وبما يخص الاجندة الخارجية ، فالاجندة التي يحملها ليندسي جراهام وجون بولتون و مايكل بومبيو بما يخص ملفات وأزمات العالم وخصوصاً ملفات المنطقة العربية وفلسطين والأقليم المحيط وخصوصاً الملف النووي الايراني ،في حال تنفيذها من المؤكد أنها ستعصف بالمنطقة بمجموعها لا بل بالعالم اجمع ، فهذه الاجندة يعرف عنها أنها اجندة كارثية تدميرية ،تهدد قيم التسامح الديني والتعايش السلمي وقبول الاختلاف والتعدد الثقافي، فهي تدعو صراحة إلى إشعال صراع الحضارات، وهذا الموضوع وهذا الخطاب بحد ذاته يشكل خطراً على العالم كل العالم .
ولكنا هنا بالتحديد ،يجب التنويه أن هذا الخطاب العنصري المتطرف الذي تتبناه ادارة ترامب ' الجديدة - بعد جملة التغييرات الاخيرة والمتوقعة' الذي يلوح بالخيار العسكري لكل أزمة عالمية ،والذي يساوم الفلسطينيين اليوم على ارضهم وكرامتهم ' بمبدأ التجويع أو قبول سياسة الأمر الواقع ' ، ويفاوض الإيرانيين ' بالحرب '، ويهدد الكوريين الشماليين ' بمسحهم من الوجود ' ، والذي يهدد سورية ويحتل العراق ،ويهدد لبنان واليمن ويخوض حرباً باشكال مختلفة مع روسيا والصين،ويبتز الأوروبيين وبعض حلفائه في المنطقة العربية والاقليم ، والذي بحجة محاربة الإرهاب مازال يحتل افغانستان ، ويجيز لنفسه تنفيذ ضربات عسكرية جوية في بعض البلدان الأفريقية والعربية ،بحجة محاربة الإرهاب 'مع أن هذه الضربات تسببت بسقوط ضحايا كثر ،لاعلاقة لهم ولاصلة بهذا الإرهاب الذي تدعيه أمريكا ، ووو.. ألخ .
فهذا الخطاب الذي يصفه البعض بأنه سيف ذو حدين ، وقد يكون ' نقول قد ولانجزم ' هو نهاية هذه الادارة سياسياً ،فاحتمالات اسقاطها عبر القضاء الأمريكي مازالت قائمة لوجود شبهات فساد عدة تدور حول من فيها وخصوصاً ترامب ' بسبب استغلاله منصبه لصالح شركاته ، ولا ننسى الشبهات والفضائح التي تدور حول فضائحه الجنسية ' .
وهنا علينا ان لاننسى ولا ننكر كذلك أن هذا الخطاب المتطرف لأدارة ترامب ،يلقى معارضه كبيرة من قوى سياسية وشعبية لها وزنها السياسي والشعبي والمجتمعي في الداخل الأمريكي ،وهذه المعارضة لخطاب ادارة ترامب على مستوى الداخل الأمريكي، تلتقي معها انظمة اوروبية وقوى سياسية اوروبية عدة رافضة لهذا الخطاب 'المتطرف 'ولاجندته المتطرفة .
ختاماً ، يبدو واضحاً أن ترامب ومن وراء تغييراته الاخيرة في طاقم أدارته المتطرف يسعى لتعظيم تمدده وقوته السياسية داخل ادارته ،ويرى في ذلك مصلحة كبرى من أجل توحيد اراء طاقم أدارته خلف أي قرار متطرف سيذهب ترامب لتنفيذه بأي ملف أو أزمة عالمية او دولية أو حتى اقليمية.
ومع ذلك يبدو واضحاً ان أي قرار متهور سيذهب له ترامب بما يخص ملفات وأزمات العالم العالقة للآن ، لن يلقى له نسبة دعم كبيرة في الداخل الأمريكي سياسياً وشعبياً ،والواضح اكثر في هذه المرحلة ،ان خطاب ترامب العنصري والمتطرف بات يلقى معارضة كبيرة أيضاً من قوى مجتمعية وسياسية اوروبية ، وهو ما يؤشر إلى بداية انحدار وتهاو سياسي وشعبي خارجي وداخلي لترامب وادارته المتطرفة والعنصرية .

*كاتب وناشط سياسي – الأردن .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012