10-12-2011 08:59 AM
كل الاردن -
د.م حكمت القطاونه
في مقالتي السابقة حول (مجلس أمناء مؤتة المُنتظر) وأمانينا بأن يرأسه معالي الدكتور مصلح الطراونه، ثار سؤال لماذا الدكتور مصلح بالذات؟ وليعذرني كل المُعلقين والمارين بعبقهم على ما اكتب إن لم أرد عليهم وأشكرهم، وليعذرني أخي طايل البشابشه من غربته في جدة، أنني لا أحمل له سوى الود والمحبة وليس بموافقهُ الرأي بما سلف وليس هذا مدعاة للتخاصم وأنني قد التمست له عذراً وكطبعي بدوي من بادية الشام أننا أكثر من أهل الجزيرة (طولة بال) وإن خالفني الرأي فليسأل عن (خلف الأذن) ومناسبة قصيدته (أموراً تضحك السفاه منها---- وتبكي من عواقبها الحريم،، يدبرها الفهيم بزين عرفه ---- ويطلع من عواقبها سليم).
الكاتب يَحمل رسالة والرسالة تتمحور حول هدف، وليس بالضرورة وضوح الهدف للجميع طالما النوايا صادقة وطالما المبادئ إطارها،.... لم أعرف الدكتور مصلح الطراونه ولم ألتقية قط، وأعرف تماما انه محسوب على الدولة وليس محسوبا على المعارضة أو مُصطفا معي في الحراك، أعرف تاريخ الدكتور كاملا من أهله وأصدقائه من أبناء بلدي المزار ومن أعمامي وأخوالي ومن أبناء صفه في المدرسة ومن بعض أساتذته الذين هم الآن في مُنتهى العُمر من أبناء الكرك والمزار، والإنسان يُعرف بقرينه والشيء يُعرف بالشيء، وأهله في المزار هم أبناء عمومه وجيران ونعم الجيران والأخوان، والأصيلة وكما أبنها لا يمكن أن تترك الخَيّال مُطوحا وتبتعد عنه وتأبى إلا أن تعود وتدور حوله عله يقف من جديد.
تقلد الكثير من المناصب وكان وزيرا للصحة ولم نَذكر عليه مثلبة فساد واحده أو لم نسمع ما يعيب نزاهته وكما هم أبناء المزار الحق عندهم أبلج، ولذلك ظُلمت المزار في توزيع المكاسب والمناصب ولأنها تُوَاجِه بالحق ولا تُواجَه بالباطل.
الدكتور مصلح من مؤسسي كلية الطب في الجامعة الأردنية ومن أهم أعمدة مستشفى الجامعة وعلاقاته العلمية والعملية الخارجية والداخلية ممتازة، وإذا ما تم تعينه في موقع رئيس أمناء جامعة مؤتة فسيتعامل مع الأمر كزاهد بالمنصب وسوف يكون في موقع ألمُمتَحن أمام أهله في الكرك وفي مؤتة،.....سيكون مطلوب منه أولا أن يسند كلية الطب ألتي ما زالت في الخداج، وكلية الطب والهندسة هما أهم كليات الجامعة والباقي يأتي في سياق (كاسة شاي بعد منسف كركي دسم)، كلية ألطب التي قامت على أساس بؤس الخدمات الطبية والعلاجية في محافظة الكرك والجنوب بشكل عام، بحاجة إلى مرافق بمستوى مستشفى الملك عبدالله في اربد ومستشفى الجامعة الأردنية في عمان ...ولسبب وجيه وداعم وسبب مطلبي لا نحيد عنه أننا بحاجة إلى مستشفى بمستوى عالي في الكرك كي لا نحتاج تحويل حتى بعض مرضانا إلى عمان من جنوبنا السمح ألمنكوب بالبؤس والفقر وعقوق أبنائه في عمان العاصمة.
إلى كل من راجع مستشفيات عمان مريضا أو مُرافقا أو زائراً، إلى كل من بات ليله الطويل وربما ليالٍ في سيارته أو تحت شجرة في المدينة الطبية يشكو هماً لأشجار الصنوبر، أو بجانب طريق في بقايا الشوك القليل بين فلل وقصور عمان، إلى كل من طرده سوء استقبال (إمعزب ردي) او تقطيبة حاجبي زوجته (ألمدنية حبتين زيادة) حينما زار عمان لمراجعة طبيب أو مُستشفى فالتجأ إلى زاوية أو مسجد يقضي ليله حتى الصباح فهو على موعد مع الطبيب الذي ربما لن يأتي مُبكرا أو انه لن يأتي أبدا في اليوم التالي، إلى كل من استدانت أم عياله مبلغاً للطريق من الكرك أو الطفيلة أو معان إلى عمان الأبهة والجاه والخدمات بالمستوى الفندقي الأوروبي، إلى كل من فقد عزيزا غاليا على الطريق بين الكرك وعمان إما بحادث أو أنه لم يلحق الوصول إلى الطبيب المداوي هناك فانقطع به ألنفس، إلى كل من خرجت روحه في مستشفيات عمان ولم يحظى بِتحقيق حُلم خروجها في الكرك، إلى كل من مات عزيزا عليه بسبب ضيق ذات اليد ورد اللئيم ودَعّهُ له كما أليتيم حين السؤال فقعدت به الحاجة دون التداوي في عمان العجب، إلى هؤلاء جميعا وحتى من انتقل إلى عالم العدل المُطلق في حضرة الرب الذي حرم الظلم على نفسه،.... إلى أولئك كلهم أن ينهضوا وينتبهوا لواقع محافظتهم ألصحي المتدهور، أن يرفعوا أصواتهم معاً من أجل الكرك.
لا أريد لنفسي شيئا وسأخرج منها فقط بقطعة قماش أبيض ويدي من الآن مرفوعة من ثُقب الكفن، إنما الأمر قوت يومي ومستقبل أبنائي وأبناء الكرك أبناء الوطن مُرددا حديث نبوي علمني إياه خالي المرحوم محمد عبدالعزيز القطاونه: (من بات آمناً في سربه مُعافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا). د. م حكمت القطاونه hekmatqat@yahoo.com