أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


ملكيون أكثر من الملك يضرون الوطن ولا ينفعون الملك
11-12-2011 11:34 AM
كل الاردن -

 

 
alt
 
الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
تشهد معظم الصحف الإلكترونية وكذلك بعض الندوات والحوارات مساجلات بين بعض كتاب المقالات وأصحاب الآراء والأفكار من جهة والمعلقين على هذه الأفكار والآراء من جهة أخرى. ولعل هذه المساجلات كان يمكن لها أن تكون في إطارها المألوف والطبيعي لولا ما يلاحظ عليها من حدية وتجريح شخصي وتشهير وتخوين وأحيانا إطالة لسان خصوصا من بعض المعلقين الذي يتخذون من أسمائهم الوهمية وسيلة للإساءة لكاتب مقال أو صاحب رأي أو النيل من سمعته ومصداقيته. وتتجلى أكثر مظاهر الأذى والتطاول عندما يتناول مقالا معينا الدعوة للملكية الدستورية، أو مراقبة الإنفاق العسكري للقوات المسلحة من قبل السلطة التشريعية، أو صلاحيات الملك الكثيرة والكبيرة في إدارة شؤون الدولة ودعوة بعض الكتاب إلى أهمية التنازل عن جزء من هذه الصلاحيات لصالح الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة مما يعزز من مشاركة الشعب في إدارة نفسه بنفسه كما ويحافظ على ذات الملك مصونة وبعيدة عن المسائلة القانونية التي عادة ما تصاحب السلطة واتخاذ القرارات المتعلقة بتسيير الدولة.
إن أي استعراض سريع للمقالات الواردة في الصحافة الإلكترونية ومراجعة تعليقات القراء عليها تثير كثيرا من الشجون والحزن والشعور بأنه ما زال بيننا وبين الكتابة الموضوعية، وحرية التعبير، وأدب التعليق، وأخلاق الحوار بونا شاسعا. كما أن تناول المقال بالقدح والشتائم من قبل المعلقين الذين أكاد أن أجزم بأن بعضهم إما لم يقرأه كاملا أو أنه يعلق على كاتب المقال بدلا من التعليق على المقال نفسه ناهيك عن إدماج التفكير القبلي المعصب والمتحيز في الحوار يفقد حرية التعبير قيمتها وأهدافها السياسية والإنسانية التي كفلها دستورنا
كثير من التعليقات الجارحة التي يتناولها بعض المعلقين على المقالات في الصحافة الإلكترونية يمكن تصنيف أصحابها إلى ثلاثة أصناف الأول منها يضم المعلقين ممن لهم مواقف مسبقة والذين يرتبطون مع الكاتب بصلة شخصية معينة ولا يحبون أي كتابة يكتبها مهما كان نوعها وشكلها وهؤلاء أعتقد أنهم بوضع صعب نسأل المولى جل في علاه أن يساعدهم في تجاوز هذا النوع من المشاعر الصعبة.أما النوع الثاني فهم أصحاب فكر ورأي ولكنهم متشبثون في مواقفهم ومؤمنون بصحتها ولكنهم لا يستطيعون سماع وجهة النظر الأخرى ولا تحمل الاختلاف مع مواقفهم ويريدون الأمور على قياس أفكارهم ويميلون إلى إنكار الآخر، وهؤلاء خطيرون أكثر من الصنف الأول لأنهم دكتاتوريون بطبعهم ويريدون الإملاء على الآخرين. وفيما يتعلق بالصنف الأخير وهو الصنف الأكبر للأسف فهو يضم الموالون والملكيون أكثر من الملك نفسه حيث لا يؤمنون بالنقاش ويعتبرون أن الحديث عن الملكية الدستورية وصلاحيات الملك والمطالبة بالحد من تدخل الجيش الجرار من العاملين في الديوان الملكي والأجهزة الأمنية في عمل وزاراتنا ومؤسساتنا ،ومحاكمة من تدور حولهم الشبهات ممن يتخذون من علاقتهم بالملك درعا واقيا من كل محاسبة ، يعتبرون أن مثل هذه المطالبات وكأنها كفر يخرج قائليها من الملة الإسلامية . صحيح أن هناك قطاعا لا يستهان به من أهلنا الذي لا يستطيعون أن يسمحوا لا لأنفسهم ولا لغيرهم أيضا بالتفكير حتى في أي شيء غير تأييد الملك في كل ما قام به أو سيقوم به في المستقبل، فهؤلاء نتاج طبيعي للتنشئة الاجتماعية والتأثير الإعلامي مضافا إليها تعامل النظام معهم على أسس شخصية أو قبلية نفعية أحيانا ، وهم على أية حال أناس طيبون يمكن أن يغيروا مواقفهم مستقبلا حالما يجدون أن تأييد النظام لا يعني بالضرورة عدم نقده وتعديل بعض القواعد التي يقوم عليها. من جانب آخر فأن بعضا من الموالين إن لم يكن كثيرا منهم وصوليين وقناصين فرص، وعازفين على أوتار النظام ومتزلفين إليه بقصد المنفعة الشخصية والاستيلاء على مقدرات الدولة، وضمان استمرار الوضع على ما هو عليه لأنهم بالأصل هم وعائلاتهم منتفعون منه. بعض هؤلاء من مواطنينا ربما يعرفون حق المعرفة أن ما ينادي به بعض الناشطين السياسيين من ملكية دستورية ومن تعديلات تضمن عدم تدخل الملك في تفاصيل العمل الحكومي في السياسات الداخلية والخارجية والعسكرية هو صحيح لا بل بعضهم يتحدث بذلك في جلساتهم الخاصة مع أهلهم والقريبين منهم ولكنهم يقولون عكس ذلك في العلن، ويظهرون مواقف مختلفة لأن الوطن ومصلحة المجتمع ليست هي مبتغاهم فأي وصولية وأي ازدواجية أكثر من ذلك؟ 
هذه الفئة "الملكيون أكثر من الملك" من الصعب محاورتهم لأنهم لديهم أجندتين، وخطابين،ووجهين متناقضين، ولديهم" تقيه"كبيره يراوغوك في القول ويفاجئوك بالفعل تحت ستار أنهم موالون للملك والنظام.النظام لنا جميعا والأردن لكل مواطنيه، والمعارضة تخدم الأردن ومستقبله ورجال المعارضة ونسائها أحرار وطنيون استشرفوا التغيير ويعملون من أجله ومن أجل الأردن فلا تزاودوا عليهم. الملك نفسه يحاور المعارضة في الديوان الملكي، ورئيس حكومة الملك يحاور المعارضة ليلا ونهارا وربما يأمل أن يصل إلى تفاهم معها بعلم الملك في الوقت الذي ما زال فيه بعض مواطنينا يعلقون على مقالات الكتاب الداعية للملكية الدستورية والحد من صلاحيات الملك وكأنها شتائم وخيانة. أقول لهؤلاء الملكيون أكثر من الملك أنت تضرون الوطن ولا تنفعون الملك لأنكم تخلقون استقطابا باتجاهين متعارضين في المجتمع مما يهيئ مجالا خصبا للصدام لا سمج الله وخصوصا في مثل هذه الأوقات الدقيقة والحساسة التي تعيشها المنطقة بأسرها، كما أنكم تخلقون استعداء غير موجود أصلا للنظام الملكي في الأردن، فالأردنيون يحبون النظام ومخلصون له ولبلدهم ولكنهم يريدون وضع أسس وقواعد جديدة لهذا النظام بحيث تضمن استمراره وتضمن السلم الاجتماعي وتحقق استقرارا لدولتنا الأردنية العزيزة علينا جميعا .أقول لهؤلاء الملكيون أكثر من الملك اتقوا الله وكفاكم ظلما للوطن وقمعا لأصحاب الرأي ولا تسيئوا للملك بحجة موالاتكم له وللنظام
 
 khassawneh_anis@hotmail.com
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-12-2011 11:45 AM

سيدي: في مقالك شئ من المنطق المقبول .. لكن لا يضيق صدرك بالمعلقين لأن الأهمية في المتن لا بالتعليق ومن هنا انطلق...ولاتصنف التعليقات لأن التعليقات تصنف ذاتها ومن حيث لا تدري ادرجت نفسك في فئة من الفئات التي ذكرتها لكنني لن اقولها .... المعيار العقلي والأدبي هو الذي يحدد طبيعة اراء الناس .. وسع صدرك ....

2) تعليق بواسطة :
11-12-2011 12:04 PM

خلي كتاباتك قصيره يا عطوفة البرفسور لانه كلما طال المقال لا احد يقرأه لاننا شعب لا نقرأ

3) تعليق بواسطة :
11-12-2011 01:12 PM

الشكر الجزيل للدكتور انيس لانه لامس مافي نفس الكثيرين من الصنف الرابع الذي لم يذكرة في مقاله الا وهو الفئة المثقفةالتي تدرك اين المصلحة العامة والتي لديها القدرة على التمييز بين ماهو لقيصر وما هو لله
وتضع تعليقات منطقية كثيرا ما يتم الاعتذار عن نشرها من قبل المحرر

4) تعليق بواسطة :
11-12-2011 01:32 PM

يا سيدي، مين اللي بكافبهم و يجزي لهم العطايا..؟!!

5) تعليق بواسطة :
11-12-2011 04:57 PM

أرى أن دكتورنا قد أوقع نفسه في رمال التصنيف والتقييم المتحركة وكان يجدر به أن يلتزم الصمت أو الحياد تجاه ذلك لأن هذه الرمال تتسارع في إبتلاع من فيها كلما زادت حركتهم أو حراكهم ولذلك أذبت جزءا كبيرا من زبدة مقالك في سخونة النقد والتقييم التي أراك أرفع منها لأن شخصا بمستوى وعيك وعلمك وخبرتك عليه أن يسخر عطائه للمفيد فقط من القول والفعل والنصح الحسن ولا ينزلق الى مستوى الردح وإن علت تعبيراته وألفاظه فما نريده من أمثالك الكرام يا دكتور هو الترفع عن وأن يفيدونا بما تنضح به آنيتهم من العلم والمعرفة والتوعية الجريئة والصادقة

6) تعليق بواسطة :
11-12-2011 06:00 PM

الكاتب من الصنف الذي يقرأ له (هذه ليست اساءة يا محرر فلا تشطبها)
كثير منا يتابع المواقع الالكترونية لمعرفة طريقة تفكير الناس، واحيانا للفكاهة والمتعة لشدة تفاهة التعليقات بحيث انها تتفوق على النكتة. وعندما يقرر الواحد منا ان يعلق فيجهد نفسه في صياغة تعليق منطقي يفاجأ بعدم نشره بسبب ضيق افق المحرر/المراقب/صاحب الموقع، مع انني مثلا لا اسيئ لاحد في تعليقاتي.
مرة عملت تجربة بعد ان لم تنشر تعليقاتي المنطقية فقررت ان اعلق بجملة تافهة على كثير من المقالات والاخبار بطريقة "كوبي-اند-بيست"، هذه الجملة كانت .."والله الواحد ما هو عارف شو هاظا يعني" . صدقني ان هذا التعليق نشر في يوم واحد اربع مرات في امكنة مختلفة وانا احتفظ ب سكرين شوت لها!!!
مختصر الكلام الناس الفهمانة لا تنشر تعليقاتها!!!!وهذا صنف آخر يمكن للكاتب ان يضيفه

7) تعليق بواسطة :
11-12-2011 06:10 PM

لم نعد نقدر ان نطمر وجوهنا بالرمال كما تفعل النعامة .فنحن في القرن الواحد والعشرين ، عصر التكنولوجيا ، والمعلوماتية التي يديرها كل من تخطى الست سنوات . وعندما يضاعف سنه يكون وكأنه وضع يده على كل العالم من خلال الأنترنت .فهل يعقل أن يؤمن حوالي 6 مليون نسمة بما يريده جلالة الملك وحده ؟.في الوقت ذاته يعلم جلالة الملك نفسه أما عن طريق تربيته البيتية ، أواثناء دراسته أن ليس بأمكان جلالته أن يسير الأردن كله بنفسه .فجلالته دوما منذ ان استلم الحكم وهو يطالب بنظام ديمقراطي .وجلالته كان أول القادة العرب من استجاب لطلبات الشعب بأقالة رئيسين وزراء لآنهما كانا بمطلبين شعبيين اثناء الحراك الأردني ..اذن لا يعمل الملك بمفرده ، انما يعمل جلالته ضمن مؤسسات الدولة، وضمن الدستور وكافة القوانين الداخلية .والأمر شورى ولكن ما دمنا نتكلم بهذا الصدد ، فأريد أن أبين أنه يجب عدم استعمال جملة ، "جاي من فوق " التي يستغلها معظم العاملين بالديوان الملكي ، ورؤوساء الوزراء والوزراء ومدير المخابرات العامة.

8) تعليق بواسطة :
12-12-2011 09:40 AM

"التصنيف" عمل بحثي أكاديمي فلسفي عميق، يستند الى التجربة التي هي مصدر مهم من مصادر البحث العلمي في جمع الأدلة والبيانات التي تنتهي لتكوين تصور أو نموذج (model) -وهنا التصنيف الذي طرحه الدكتور في مقالته- يعكس الواقع المعاش (من خلال مجموعة التجارب التي عاشها ويعيشها معظم الكتاب).. وكلما كان النموذج شاملا، منسجما، كلما كان أكثر دقة وعكسا للواقع المعاش ليصل الى حد النظرية في أدق وأشمل حالاته.. وباضافة الفئة الرابعة (التي ذكرها تعليق رقم 3الى النموذج)، نكون أمام تصور منطقي رائع يجسد الواقع الذي نعيش ويفسر سلوكنا والكثير من مخرجات ونتائج هذا السلوك (الملكيون أكثر من جلالة الملك)! بناءٌ رائع أيها المفكر والى المزيد لخدمة الأردن (ملكا وشعبا)..

9) تعليق بواسطة :
12-12-2011 12:22 PM

أ.د. انيس الخصاونة انا متابع لما تكتب من مقالات ومعجب بالطرح المميز والجريء وارى ان المسؤولين عن المواقع يجب ان يدققوا اكثر على التعليقات لاننا نريد ان نستفيد من التعليق بطرح شيء مكمل او موضح لما طرحة المقال وان نبتعد عن الاسفاف والسخافة في التعليق اللتي اراها الاكثر ازعاجآ اما الاختلاف في الطرح وان كان قويآ او حادآ فلا ضير في ذلك طالما كان ضمن الادب العام

10) تعليق بواسطة :
12-12-2011 01:38 PM

هناك الكثير من التعليقات المنطقية والفكرية والتي تضع حلولا للكثير من الاشياء ولكنها لا تنشر ولا ادري السبب.
مع العلم بان الكاتب للتعليق يتحمل مسؤولية ما كتب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012