تحية واحترام لك اخي الكاتب وانوه الى انك في اخر مقالك اشرت الى مرتبة عالية من الايمان بل اعلاها وهي "الاحسان "واركانه ان تعبد الله وكانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك .
تعودت ان احضر الجمعة عند خطيب يركز على صفات الله وعظمته بعيدا عن السياسة والشعارات التي تطرح اليوم بعد كل صلاة جمعه .صديق لي يشاركني الاستماع لهذا الخطيب منتقدا له اسلوبه , كالعادة يدور النقاش وكانت فكرتي اننا بحاجة ماسة هذه الايام التي كثر فيه الخصام بين الناس واصبح عنوانا لحياتنا .
لنتذكر الرسالة المحمدية الاسلام في بدايتها حيث كان التركيز على التوحيد , توحيد الأله وعبادته والصبر على الاذى في سبيل ذلك . لنتذكر ان جواز المرورالى الاسلام والايمان هو شهادة ان لااله الا الله وان محمدا رسول الله , وان هذه الشهادة الشاملة المهيمنة على كل عمل بعد ذلك باعتباره جزئية من هذه العقيدة الرفيعة المستوى .
نعم اخي نحن بحاجة الى معرفة الله والايمان به وان تتفرغ مساجدنا لهذه الغاية وخاصة وان الكلام في المواضيع الاخرى طغى على كلام الايمان ونصبت المنابر في الفضائيات والساحات والجرائد والفضاء الالكتروني له ولنعلم ان المساجد لما بنيت له , جزاك الله كل خير
المسألة لا تتعلق بمعرفة الله بل في تبني ما انجزه الاخرون من شعوب الارض من بني جلدتنا من خضوع لحكم القانون.. بما يعني سيادة القانون:والذي يفترض ان القانون ينبثق من خلال سلطة تشريعية تمثل ارادة الشعب بصورة حقيقية،وتضع في اعتبارها مصالحه العامة في سلم اولوياتها، انطلاقا من مبدأ سيادة الشعب. معرفة الله لا تكفي لانها مسألة اخلاقية ضميرية، لا يمكننا الركون اليها، لان من يسرقون ويظلمون ويعيثون في الارض فسادا، هم من الذين يحتكرون حب الله، ومن يؤدي فروض الاجلال لله تعالى، لا يمكنك ان تسأله عن مدى التزامه بما انزل الله، لكن القانون لا يفرق بين من يؤدون الفروض ومن لا يؤدونها لان ديدنه مدى الالتزام بتطبيقه وليس مدى القناعة فيه، وكل مخالف يأخذ جزائه اكان شيخا او مارقا
تحية طيبة وبعد تقول "لان من يسرقون ويظلمون ويعيثون في الارض فسادا ,هم الذين يحتكرون حب الله , ومن يؤدي فروض الاجلال لله تعالى "
على مايبدو يااخي ان هنالك انطباعا ما جعلك تورد ما اوردت كحقيقة لا لبس فيها واكدت ب" ان " التوكيد ان من يسرق ويظلم ويعيث في الارض فسادا هم من يحتكرون حب الله . واؤكد لك ان لااحد يستطيع احتكار حب الله كائنا من كان لان حب الله ليست سلعة تحتكر بل هو معاني سامية وقيم تتجسد بين الناس بذلا وعطاء وايثارا . اذكرك بان علماء الاجتماع وضعوا مؤلفات عديدة بالاخلاق المتعلقة بكل بيئة وركزوا على ان تلك الاخلاق ضرورية لتلافي ما تفرضه بعض تلك البيئات من فردية جشعة او الحاد لايرحم او اباحية تلغي كل قيم الاحتشام .
هنالك يااخي من ينصاع لفكرة الثنائيات وما تفرضه من تعصب لمعنى ما ورفض المعنى الاخر , كمن يرفض طرح القومية والاسلام الا كنقيضين نعاني من هذا الطرح في كل مؤسساتنا
مخافة الله لا تتعارض مع القوانين التي ذكرت بل هي دعم لها ولاحترامها مخافة الله تعني الاستقامة وعدم الروغان كالثعالب وهنا يستقيم العدل وتؤتي القوانين اكلها . النفس الامارة بالسؤ لا يردعها الاالخوف من الله . الاطمئنان من الجار والاستئمان منه لا ياتي الا من مخافة الله عملا بالحديث الشريف " والله لايؤمن من لايامن جاره بوائقه .
اذا كنت قد صادفت نوعا من البشر يظهر مخافة الله ويبطن السؤ فهؤلاء موصوفون بالنفاق وهم بالدرك الاسفل من النار كما ان هنالك من يدعي الديموقراطية ويتصرف بعكس متطلباتها ويسخر المال السياسي لشراء النفوس والتحايل على القوانين والاعراف واذكرك بسلبيات الديموقراطية ومنها الغوغائية .
ما اجمل ان يجمع الانسان بين معرفة الله والخوف منه والانضباط قانونيا
عفوا سيدي، بس لا تتكلم كيف انتو كنتو صح ، وكيف احنا جررناكم الى الخطأ، نحن هنا لأنكم أنتم من تنازلتم وبدلتم شرع الله بالوضع، يا كبار السن، الخطأ منكم ...
كلام جميل ومنطقي وعقلاني فمعرفه الله هي الاساس وتطبيق شرع الله قولا وعملا يوصلنا الى الطريق السليم وبر الامان والامتثال الى القوانين التي تطبق على الجميع والتي هدفها العداله والمساواه لان مخافه الله عندما تكون متاصله عند الانسان فانه من الطبيعي ان يعمل ويتعامل مع من حوله بالادب والاخلاق والنظام والصدق والانسانيه التي منحنا وكرمنا بها الخالق عز وجل
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .