|
|
|
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
ليلة, بعشرين ألف ليلة من ليالينا ! . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي
بقلم : شحادة أبو بقر العبادي 13-02-2019 11:16 PM نقرأ نحن الصابرين الناطرين الفرج من لدن الغني المغني سبحانه , عن أردنيين كرام سيمضون ليلة ' عيد الحب ' في أجواء أرستقراطية خاصة , كلفة تذكرتها الواحدة, عشرون ألف دينار فقط بالتمام والكمال . نتمنى لهم جميعا ليلة سعيدة هانئة , فالمال مالهم وهم أحرار أن يفعلوا به ما يروق لهم ما دام الأمر في إطار القانون والنظام العام . فقط نستأذنهم في السماح لنا بأن نتحسر إن جاز لنا ذلك ! , على واقعنا المرير في بلد يشكو جل شعبه , غائلة الفقر والفاقة وشظف العيش , ولكن مع تعاظم الحب ليس في ليلة بعينها وإنما كل ليلة . حبنا بالضرورة مختلف بعض الشيء , إنه حبنا المستفحل سريانا في دمائنا لقيمة عظمى هي الوطن, حتى وإن قسىا وحالت ظروفه العامة بيننا وبين أن ' نفرح ' . وقبل هذا حبنا لله سبحانه ولمحمد صلى الله عليه وسلم , ولإخوانه أنبياء الله جميعا عليهم الصلاة والسلام . حبنا حتما مختلف , وبالكلية , هو حب لطفل أردني نام جائعا في تلك الليلة الليلاء , لأم أردنية نامت ليلتها مكسورة الخاطر, والمجرم, فقر تستحي البوح به , لأب كريم تقرأ الذل في محياه , إذ يعجز عن توفير مصروف المدرسة لفلذات كبده , صبيحة ليلة عيد الحب , والجاني, فقر يتعفف عن مجرد ذكره , لموظف حزين يحصي الساعات لا الأيام , إنتظارا لموعد ما تبقى من فتات مرتب متهالك أصلا , لجندي نشمي ساهر على الحدود بعيدا عن عياله ضنا عمره , يحلم أن يعود إليهم يوم الإجازة بقطع حلوى أم عشرة قروش , ولرجل أمن يسهر على أمنكم وأمننا معا إذ نتساوى وإياكم في هذه النعمة بالذات , ولو بحثت في جيوبه , لوجدتها ملآى بدينارين أو ثلاثة ربما , ولمزارع ولغارمة ولحرفي ولتاجر مفرق وسواهم من خلق هد الفقر حيلهم , وحرم عيونهم لذة النوم خوفا من عيون التنفيذ القضائي , لفتاة من قوم فقراء تخجل أن تظهر أمام فتياتكم فقيرة , فتدعي الغنى, وأبوها معدم أو مقعد أو عاطل ما زال يبحث عن فرصة عمل قد تأتي , وقد لا تأتي والله أعلم . نعم , نتمنى لكم ليلة سعيدة تعادل سعادتها ثمن تذكرتها وأكثر , ويقينا , أنتم مشمولون بدعائنا وإبتهالنا إلى القوي العزيز سبحانه , بأن يرفع عن كاهل شعبنا كله, وأنتم منه طبعا , ضائقة الفقر والفاقة والعوز , ولا تنسوا , فنحن ندعو لأولادنا ولبناتنا بأن يستر الله وجودهم في هذه الحياة الدنيا الغرور , ونبتهل إليه وحده جلت قدرته , أن يصون الأردن وأنتم من مواطنيه قطعا , من كل شر ومن كل أذى وأذية أيا كان منبعها . سامحونا إن كنا قد آذينا سمعكم بتطفلنا على ليلتكم الخاصة , فقد تكلفتم ودفعتم عشرين ألفا لقاء كل تذكرة , وهو مبلغ كان يمكن لو توفر لنا , أن نسعد به ليلة ألف أسرة معدمة إلا من رحمة العزيز الجبار , وجعلنا ليلتها ليلة حب ليس كمثله حب, ولن يكون أبدا . فقد نسدد فاتورة الكهرباء والماء , ونحيل دون أن يقطع الجابي عنا النور والماء , فالله جل جلاله يقول : وجعلنا من الماء كل شيء حي . والله سبحانه وتعالى , هو نور السموات والأرض . نعم سامحونا وتمتعوا فهي ليلة فقط وتمر !, فلا تفوتوا ثانية منها دونما سعادة . أما نحن فأجرنا عند واحد أحد لا عند أحد سواه , وسنواصل حبنا على طريقتنا , وأعذرونا , فنحن متخلفون ربما , فليلتكم بعشرين ألف ليلة من ليالينا, وهذا هو نمط حبنا, وهذا هو قدرنا ونحن به قانعون راضون . وعاش مجتمع التكافل والتراحم في بلدنا! . ولا حول ولا قوة إلا بالله , وهو تعالى من وراء القصد .
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
14-02-2019 08:44 PM
 انت تعبر عن نبض المواطن الاردني المكافح لاجل لقمة عيشه ومن تخاطب لا يفقهون ما تكتبه فهم في عالم اخر نتيجة الظلم الواقع على شعبنا من الفاسدين لعنة الله عليهم .كان الله في عون الشعب على ما يجري في وطننا ومن تغول الفاسدين
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق