أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


المطر " نعمة " , وبعضنا يراه " نقمة " والعياذ بالله !!! . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
01-03-2019 03:18 AM


يقول الله جلت قدرته ' وجعلنا من الماء كل شيء حي ' , فحيثما وجد الماء إزدهرت الحياة , وحيثما فقد , إنحسرت الحياة وتلاشت , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

المطر الغزير نعمة كبرى من الله سبحانه , لكنه عندنا يصبح نقمة والعياذ بالله , عندما تستنفر دولتنا كلها لمواجهة خطر مطر ليلة , حتى بات منا من يتمنى ربما توقف وإنحباس المطر, كي لا تنكشف العورات ! .

وفقا للدراسات الرسمية , فإن الله يجود على الأردن سنويا بحولى 8 إلى 10 مليارات متر مكعب من ماء المطر في المعدل العام , وبرغم مرور مائة عام على دولتنا الحديثة , فإن الطاقة الإستيعابية لما لدينا من سدود , هي في حدود 325 مليون متر مكعب فقط , فقد أنفقنا أمولا طائلة على كل شيء , وإستهنا بما هو أهم , وهو الماء .

وعليه فمن الطبيعي وليس هو بالأمر المستهجن, أن يصنف الأردن كثالث أفقر بلد في العالم في مجال الماء! .

لقد إنبرى لساني وقلمي وأنا أدعو وأطلب وأكتب , مناديا بالتوقف عن بناء سدود كبيرة مكلفة وبعشرات الملايين على الدراسات والعطاءات كل عشرين عاما أو أكثر ربما , ومنها واحد كلف الخزينة 50 مليونا ولم يستفد الأردنيون منه شيئا بعد أن تبين أنه قد أقيم فوق نبع مالح جعل مياهه غير صالحة لأي شيء !

أطالب وأدعو وللمرة المائة ربما بما يلي , خاصة وقد قرأت قول مسؤول قبل يومين يرى أن حل معضلتنا المائية هو في تحلية مياه البحر الأحمر , وكلنا يعرف الكلفة الباهظة لمشروع أو توجه كهذا التوجه :

أطالب كمواطن وهذا حقي , بتنفيذ مشروع وطني كبير عنوانه ' بناء أكثر من ألف سد صغير ' هو عبارة عن حاجز مائي وبواقع مائة حاجز في كل محافظة على مجاري الأودية وعلى هيئة حفائر في باديتنا التي نسميها تجاوزا بالصحراء وهي ليست كذلك .

هذه السدود الصغيرة وبطاقة 200 إلى 300 ألف متر مكعب لكل منها , يجب أن تنفذ بجهود الحكومات المحلية في كل محافظة .. بلديات , نقابات , أحزاب , مقاولون متطوعون , طلبة مدارس وجامعات , أندية ومنتديات , مستخدمو خدمة وطن , قوات عسكرية وأمنية , ومهندسو دوائر الدولة , وآليات سائر الجهات التي تملكها في كل محافظة , إلى جانب جهد وطني تطوعي مجتمعي شامل , وبالذات من جانب كبار المقاولين الذين أثروا من خير بلدهم زادهم الله من فضله .

مثل هذه السدود الصغيرة لن يكلف أي منها أكثر من عشرة آلاف دينار عندما لا تكون هناك عطاءات دراسات وتنفيذ مكلفة , وعندما يكون الجهد كله وطنيا تطوعيا .

مثل هذه السدود ستوفر سنويا ومن خلال ' شتوة ليلة واحدة فقط ' حوالى 300 مليون متر مكعب من الماء أي ما يعادل الطاقة الإستيعابية لجميع سدودنا الحالية وأكثر , خاصة وأن منها ما قلل الطمي المتراكم من طاقته ! .

مثل هذه السدود آمنة أكثر ولن يضع المسؤولون أيديهم على قلوبهم عند هطول مطر غزير خشية من حدوث خلل لا قدر الله في سدود كبيرة , وهي مغذية للمياه الجوفية , وستجعل الأردن في مصاف الدول المكتفية مائيا .

ومثل هذه السدود الصغيرة غير المكلفة , ستحول الأردن إلى واحات وجنات تريح نفوس الناس المتعبة أصلا , وستوفر ماء لري المزروعات وسقاية المواشي وقبل ذلك المواطن , وستوفر ثروة سمكية وسياحية وإنتاجية زراعية وغير ذلك من خيرات كجلب الطيور المهاجرة , وستكون متنفسا لفقراء الوطن في قراهم ومدنهم وبواديهم ومخيماتهم , وستوفر فرص عمل عندما تتولى البلديات أمر إدارتها وحراستها وصيانتها .

حتى داخل العاصمة عمان التي تفتقر إلى نوافير جمالية وتروى أشجارها بماء مكلف غير متوفر , يمكن بناء بحيرات جمالية صغيرة .. وإنظروا إلى الساحة الملاصقة للمدرج الروماني , ألم تصبح بحيرة خلال ساعات , ما الذي يحول وهي ساحة فارغة تملكها الأمانة , دون تصميمها بحيرة جمالية جميلة وسط عمان تنتشر فيها نوافير تريح أعصاب الناظرين على مدار العام ! .

آمل وأتمنى أن يكون هناك من يقرأ ويهتم ويتابع لينفذ هكذا مشروع وطني كبير شامل يوفر أهم متطلب في حياة البشر , وبكلفة لن تتجاوز 15 مليون دينار فقط ! , آمل ذلك . والله دائما وأبدا من وراء القصد .

ملحوظة : قد يتحجج البعض بالإستملاكات وكلفتها , والجواب , لن يضير مالك إقتطاع جزء من أرضه , لقاء تزويده بماء الري بنصف القيمة ليحيي أرضه اليباس , هذا بالإضافة إلى توفر أراض حكومية على مجاري أودية الأردن من شماله إلى جنوبه , والأهم , هو أن توفير الماء الذي نفتقده أهم بكثير جدا من كل أمر آخر .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-03-2019 02:06 PM

الاخ الفاضل شحاده المحترم اقتراحك رائع جدا وارجو ان يلقى اذانا اصاغية ويؤخذ على محمل الجد ويبدا تنفيذه فورا لانه سيوفر للمملكة حاجتها من المياه ولن نبقى نشكو من قلة موارد المياه واننا افقر البلدان بهذا المجال كما ان تكلفة اقامة مثل هذه المشاريع مقدور عليها لو نفذت بالتدريج بكل ارجاء الوطن العزيز .

2) تعليق بواسطة :
01-03-2019 04:22 PM

شكرا لك أخ محمد وأرجو كما ترجو حفظك الله أن يجد المقترح من يتبناه خاصة وأننا بأمس الحاجة للماء وهو عصب الحياة .

3) تعليق بواسطة :
01-03-2019 05:13 PM

*
الهطولات المطرية السنوية التي تغرق عمان وتفيض بها السدود الحالية، تنفي مقولة ان الاردن فقير مائيا، ربما يكمن الفقر بادارة مواردنا المائية.
*
هذا المقال يقدم مقترحات وحلولا -قابلة للتنفيذ- لرفع مستوى حصادنا المائي. نأمل ان يلاقي ما يستحق من الاهتمام من القائمين على ادارة السياسات المائية .. كفى تقاعسا!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012