أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


لماذا القبائل تصدر البيانات؟

بقلم : راتب عبابنه
02-03-2019 10:00 PM

بيانان ناريان صدرا عن أكبر قبيلتين بالأردن بني حسن وبني عباد. وكل منهما يرفض الوضع القائم بما فيه من التراجع الإقتصادي والسياسي والإجتماعي.
وربما تلحق بهما قبائل وعشائر أخرى للمطالبة بالتغيير والتصحيح حفاظا على الوطن وما سلم من البيع من أصول وموارد.
وللمعنيين بالرصد الأمني نقول أن الوقاية خير من العلاج والوقاية هنا الإلتقاء بمنتصف الطريق وتفادي المواجهة والصدام ليبقى الوطن مستقرا آمنا.
وليس مستحيلا تلبية المطالب المحقة منها أما غير المحقة فهناك ملايين العقلاء من شعبنا لن يقبلوا بها. من الحكمة والتعقل نبذ 'الخصومة' المفتعلة والإقرار بفكرة أن لا شعب على وجه الأرض إلا ويعمل جاهدا لرفعة وطنه وتقدمه واللحاق بالدول التي تجاوزت أنظمتها وشعوبها أسباب التوتر والصدام.
لا يمكن أن تكون هذه الجموع من المواطنين على غير صواب. نذكر هنا بموقف الحسين طيب الله ثراه عندما اصطف بجانب العراق عندما واجه العدوان العالمي. لقد كان البشر والحجر والشجر ينطق بالدعاء للعراق ليس تأييدا لاحتلاله الكويت أبدا وانما لقسوة ردة الفعل العالمية التي جوعت وأزهقت أرواح الأطفال ومن ثم دمرت البنية التحتية.
الأمر يستوجب أن تكون الحكمة هي العنوان والتعقل والتروي الأداة التي تساس بها مجريات الأحداث والتعامل مع من يطلب حقا لوطنه.
وللحقيقة فإن ما جاء بالبيانين هو ما يسيطر على الذهنية الأردنية وهي مطالب ليست بالجديدة، بل قيلت بمناسبات عديدة وعلى ألسنة فردية والآن تقال بشكل جماعي لا يخلو من الجدية والإصرار وينبئ بنتائج عاشتها شعوب وأوطان بالإقليم ليسوا بعيدين عنا.
ومن الحكمة والتعقل أن تؤخذ المطالب التي باتت تتكرر بكل زاوية وتجمع بشري مأخذ الجد وتعالج لأجل الوطن ومستقبل أبنائه، إذ غالبية المطااب يمكن تحقيقها حيث لا ضرر ولا ضرار.
قبل عقدين من الزمن لم يكن أحد يتوقع أن تخرج مظاهرة أو مسيرة احتجاجية أو مطلبية ثم جاء الإنفجار العربي ولم نتعلم منه اادروس معولين على أن الشعب الأودني ليس من طبيعته الخروج للشارع. تطورت الأمور وصارت المسيرات والوقفات الإحتجاجية جزءا من حياة الشعب بعد أن نفذ صبره وفقد قدرته على التحمل ولحق بحاله العوز جراء السياسات ااضاغطة والقوانين المقيدة والعقوبات المغلظة وهي تصب جميعها بصالح الفساد والفاسدين.
وتطورت أدوات الإحتجاج وعدم الرضا َوالحق بالخروج من حالة الإختناق لإصدار البيانات وإعطاء المهل للإستجابة من قبل السلطة. بذلك، بدأ الإحتجاج يأخذ مسارا منظما وتحت إشراف ومشاركة من كنا نظن أنهم آخر من يحتج.
لصناع القرار ومديري شؤون الوطن نسأل: ألا يستحق ويستوجب هذا الحراك الذي يبدو عارما ومازال هادئا أن يقابل بالتغيير والتصحيح اللذين صارا حلما بل كابوسا يخالط ويقلق نوم شعب؟؟
هل من العدل أن ننتصر لفئة محدودة أفسدت الوطن نعرفها وتعرفها السلطة ونقف بوجه شعب يصرخ ليحفظ وطنه منها؟؟3

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012