أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


حامد العبادي يكتب : صحفي يتذكر " 9 " د . النسور : والله لو كتاب نقلك صادر لن يمر

بقلم : حامد العبادي
10-03-2019 11:11 PM

بعد أيام من هبة نيسان 1989 ،اخذت اجازة من عملي كمراسل لوكالة الانباء الاردنية في دمشق امضيتها بين الاهل في الاردن ،بين عمان والسلط ويرقا .
قررت ان ازور وزير الاعلام الاستاذ نصوح المجالي لتهنئته بمنصبه الوزاري في حكومة الشريف زيد بن شاكر التي تشكلت بعد رحيل حكومة زيد الرفاعي على خلفية ' هبة نيسان ' ،دخلت مكتبه وسلمت عليه ،وجلست برهة من الوقت ،قال لي : انت في دمشق ، اجبته نعم .وجرى حديث عادي عن العمل ،, وقال سلم على الاخوة في دمشق ،وتمنى لي التوفيق وغادرت المكتب.
بعد انقضاء الاجازة استقليت سيارتي 'الداشيا' التي اشتريتها عام 1980 من شركة دحدل متوجها الى العاصمة السورية ومعي عائلتي حيث كنا نسكن في شقة قرب ملعب العباسيين لمالكها عضو مجلس الشعب السوري انذاك عودة قسيس.،عرفني عليه صديقي الشاعر والاعلامي العربي السوري توفيق عنداني .
كان يسكن في العمارة المقابلة صديقي وزميلي الصحفي السوري المعروف الدكتور فائز الصايغ الذي اصبح لاحقا مديرا عاما لوكالة الانباء السورية 'سانا ' ومديرا عاما لهيئة الاذاعة والتلفزيون ، وبالمناسبة هو صديقي حاليا على الفيس بوك.
.استأنفت عملي الصحفي في مكتب وكالة الانباء الاردنية ' هو مكتب مشترك مع وكالة الانباء الكويتية ' يقع ضمن حرم الوكالة العربية السورية للأنباء.ونحن ندفع فقط ثمن المكالمات لاغير .
وخلال انعقاد قمة الدار البيضاء 23 ايار 1989 ،اتصل بي على المكتب مدير عام وكالة الانباء الأردنية الاستاذ علي الصفدي ،وبعد تبادل عبارات المجاملة ،فاجأني بقوله : لقد تقرر نقلك ،سألته الى أين : قال : الى بغداد .سألته : هل سيأتي احد بديلا لي الى دمشق ، اجاب : لا .سألته ايضا : ما هي اسباب نقلي ،اجاب : والله الوزير قال دمشق ليست مصدرا اخباريا ،فاعيدوا 'حامد ' الى الاردن ،لكنني والكلام للزميل الصفدي قلت لمعاليه لننقله الى بغداد حتى يكمل مدته .انتهت المكالمة وكان يوم اربعاء .طبعا حتى ذلك الوقت مضى على وجودي في دمشق 10 اشهر مع ان مدة الايفاد للزملاء هي سنتان.
سرحت كثيرا فأنا قد دفعت اجرة البيت مقدما .،ورتبت اموري على سنتين في دمشق ،وليس من السهل التعامل مع الاخوة العراقيين وانا قادم من دمشق ،ارتبكنا في البيت واصبحت اضرب اخماسا في اسداس ،هل اقبل النقل الى العراق ام اطلب اعادتي الى عمان ،ومانتائج ذلك ماليا علي وعلى عائلتي .
بقينا على هذا الوضع ثلاثة ايام ،وفي اليوم الرابع ' السبت ' سألني زميلي وصديقي طلال ابو هزيم مراسل وكالة الانباء الكويتية ' رحمه الله ' وهو زميل سابق في وكالة الانباء الاردنية عندما شاهدني انني سارح ،فشرحت له الأمر ،فقال : اتصل مع ' ابو زهير ' اي الدكتور عبدالله النسور ،والدكتور النسور كان وزيرا للتربية والتعليم في حكومة الشريف زيد بن شاكر 'رحمه الله ' ، اتصلت مساء بمنزل الدكتور النسور في السلط ،فلم اجده ، ولكن طلبت من عائلته الكريمة ابلاغه باتصالي من دمشق .وكانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة ليلا ، على امل الاتصال في اليوم التالي .
مساء اليوم التالي اتصلت ثانية بمنزل الدكتور النسور وكان هو على الخط ،فقال انت اتصلت امس؟ ،قلت :نعم ..سألني : ما المشكلة ،ابلغته بما اعلمني به مدير عام الوكالة بالتفصيل ،رد علي وقال : 'حط ايديك ورجليك بميه بارده' ،لن يتم نقلك ،قلت : لقد ابلغوني ،قال : والله لو كتاب نقلك صادر لن يمر ،شكرته وارتحنا نفسيا .
بعد يومين ، اتصلت مع مدير الادارة في وكالة الانباء الاردنية 'توفيق المطارنة ' رحمه الله وقلت له :ارجو ان يتريث المدير العام في رفع التنسيب بنقلي الى بغداد لأنني اسعى لتطويق الموضوع .
ابلغني مدير الادارة لاحقا انه عندما تم ابلاغ المدير العام بطلبي التريث برفع كتاب النقل غضب وطلب طباعة كتاب التنسيب بالنقل لرفعه فورا الى وزير الاعلام .
ومع رفع الكتاب اتصل الدكتور عبدالله النسور وزير التربية بزميله الاستاذ نصوح المجالي وحادثه بالموضوع فتقرر ان اكمل مدتي في دمشق .بعد يومين اتصل بي المدير العام وقال : تقرر ان تبقى في دمشق ، فشكرته ..وقلت له ما قصرت .
وعندما انهيت مدة ايفادي الى دمشق ،ودعت زملائي في الوكالة العربية السورية للأنباء 'سانا ' الذين اكن لهم الاحترام والتقدير فقد شعرت خلال السنتين اللتين امضيتهما بدمشق انني في وكالة الانباء الاردنية للطفهم وودهم واحترامهم لي .واذكر منهم مع حفظ الالقاب : د.صابر فلحوط ،قاسم ياغي ،حسين منصور ،يوسف دحدل ،بسام صواف ،محمد الحافي ، يعرب السيد ، فؤاد مردود ،نورا ، جورج لكح ،واعتذر لمن لم تسعفني الذاكرة من استذكار اسمه .
طلبت موعدا لوداع وزير الاعلام الدكتور محمد سلمان ،وفي الموعد المحدد استقبلني بكل حفاوة واحترام واستدعى مدير العلاقات العامة زهير جنان وقال: الاخ حامد هو ضيفنا في اي وقت يزور دمشق ،فشكرته .
وطلب مني ان انقل دعوته للاستاذ نصوح المجالي ' وكان خارج الحكومة ' لزيارة سوريا في الوقت الذي يريد ،واضاف انني اعجبت بهذا الرجل لادائه المميز خلال اجتماع وزراء الاعلام العرب في تونس ..وعدته بنقل الدعوة فودعني وغادرت الوزارة .للعلم الاستاذ زهير جنان هو الناطق الرسمي باسم الوفد السوري في مؤتمر مدريد 1991.
في عمان وبعد ايام من عودتي اتصلت بالاستاذ نصوح المجالي وطلبت زيارته في بيته فقال اهلا وسهلا ،وفي منزله في المدينة الرياضية استقبلني بكل احترام.
وبعد الضيافة ابلغنه بدعوة وزير الاعلام السوري له لزيارة دمشق في الوقت الذي يريد ونقلت له اشادته به واعجابه بمواقفه في مؤتمر وزراء الاعلام العرب .
وخلال تبادل الحديث قال الاستاذ نصوح : تركناك تكمل مدتك في دمشق كزملائك وهذا حقك ،شكرته وانا اثق بكلامه .
عدت الى منزلي ..لاستعد لمباشرة عملي في الوكالة 'سكرتيرا للتحرير العربي والدولي' اعتبارا من 1 / 8 / 1990 .



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-03-2019 10:29 PM

والاهم استاذ حامد الحمد لله على سلامتك ما بعد العودة الى ديارك سالما معافي حينها.وبكفيك احترام كافة زملائك في سوريا والاردن واعتقد انه رغم مصارحتك في اعلاه وما تعرضت له في حينه من سلبيات ومن منغصات الا انه كان في الاردن رجال ورحم الشريف الامير زيد وبارك الله بعمر دولة ابو زهير ونصوح المجالي والجميع

رد من المحرر:
شكرا اخي وزميلي منذر ..كل الود والاحترام

2) تعليق بواسطة :
10-03-2019 10:45 PM

تسمحلي احكيلك يا عم لأنك من ريحة الوالد الله يرحمه طلال ابو هزيم واخ عزيز عليه جدا الله يمدك بالصحة والعافية ويطول عمرك يا رب

رد من المحرر:
رحم الله أخي وزميلي الشهم الكريم أبا ايهاب طلال أبو هزيم وأسكنه جنان النعيم وحفظ ذريته ورفيقة دربه الفاضلة أم ايهاب أعتز بكم عموه ايهاب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012