|
|
نذير رشيد .. بقلم : شحاده أبو بقر العبادي
بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
13-03-2019 04:27 AM
كنت أسمع بإسمه فقط كمدير للمخابرات العامة , ومن طبائعنا الخاطئة في الأردن , أن الكثرة منا لا يرتاحون لسماع اسماء من يتولون هذا المنصب الوطني البالغ الأهمية والحساسية , إلا إذا تصادف وتعرفوا إلى شخوصهم عن قرب وقرأوا فيهم غير ما كانوا يظنون .
تعرفت إلى الباشا نذير رشيد إبان كان عضوا في مجلس الأعيان , وكنت حينها مستشارا إعلاميا لرئيس مجلس النواب طيب الذكر سعد هايل السرور مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر حاليا .
وحيث أزعم الفراسة في سبر معادن الرجال إن هم تكلموا وعبروا عن أنماط فكرهم ورؤاهم , فلقد كونت إنطباعا عاما عن شخصية ' أبي جعفر ' , مضمونه أنني والمستمعين لحديثه غيري , أمام رجل يجسد وبعمق , ذلك النمط من الرجال الأردنيين الخيرين الأنقياء المخلصين , والذين نتحسر اليوم على من قضى منهم , ونسأل الله العمر المديد والصحة والسلامة للموجودين بيننا منهم .
لا أنكر أنني قد فوجئت بدماثة هذا الرجل الأردني , فأنت تقرأ في ذاته الشهامة في أصدق معانيها , والإنتماء النقي في أبهى صوره , والجرأة في قول الحق جريا على سنن الرجال الرجال لا أشباه الرجال , رجل يقول كلمته ولا يلتفت حوله , لأنه واثق تماما من نقاء سريرته .
يملك كما هائلا من المعلومات ' مدير مخابرات في أصعب الأزمنة ' , يبوح بما لا يؤذي , ويحتفظ لنفسه بما قد يحرف أو قد يؤذي , يعرف رجال الدولة وطبقات المسؤولية حق المعرفة وفي الداخل والخارج , ولا ينطق بما ينتقص من كرامة أحد , لكنه لا يبخل في أن ينصح . نذير رشيد ' ضابط حر , مدير مخابرات حر . وزير داخلية حر , وعين حر ' , ولقد أثبت أنه عافاه الله وأمده بموفور الصحة وراحة البال, ظل عينا في كل هذه وتلك .
أبو جعفر يمثل اليوم , جيل الخبرة المستندة إلى طوفان من المعلومات الموثقة , وجيل الإنتماء الأزهى الذي لا يصدأ أبدا , تقرأ عشق الأردن الوطن في عينيه , وعلى شفتيه, حتى وإن صمت , حلو اللسان كثير الإحسان لا العكس , إخلاصه للعرش لم ولن يتغير , وليس في الذات عنده بحث عن لعاعة منصب أو مغنم .
هو ' سنديانة ' عربية أردنية لكم أتمنى لو أن الأردن يمتلك الكثير منها , شيخ حقيقي من شيوخ أيام مضى يؤثر غيره على نفسه , فيه أنفة شيوخ فقدنا معظمهم لسوء حظنا , ومجد رجال دولة فقدنا كثيرا منهم لسوء حظنا أيضا , فلا هو من جيل المنظرين السطحيين الطارئين , ولا هو من راكبي موجة السياسة بحثا عن منصب لا يستحقونه , ولا عن نجومية زائفة على حساب شعب, كبير في ذاته , وفي فكره العفوي المعمق , ولا يعير الصغار والصغائر بالا , فهم ليسوا من بيئته , وتربأ به النفس أن ينزلق إلى حيث هم , وهل يمكن لبيت خبرة وطنية جبلتها الأيام والسنون وأحداثها الجسام أن يهوي طوعا إلى حيث مهاو قد تحاول عبثا تقزيمها ! .
هو فقط ' نذير رشيد ' لا أكثر ولا أقل , وهذا بحد ذاته , يكفيه وأكثر ! . أما لماذا خطر ببالي عنه أن أكتب , فهو ' والله ' مجرد هاجس يراودني بالتمني لو أن آلآلاف من رجال دولتنا الأفاضل , بسوية وطنية أبي جعفر , فصمته كلام معبر , وكلامه طيب مؤثر , وهو في طليعة من وجب أن يستشاروا , إذ عندهم حكمة الإفادة من تجارب التاريخ بأحداثه ورجاله, ووفاء الزمان وغدر الزمان, وعلى حد سواء , ولست أخالنا اليوم , في زمان مختلف عن ذلك الزمان الذي أعني !, والأردن في أعناقنا اليوم وجميعنا , أمانة سنسأل عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون , إلا من أتى الله بقلب سليم . والله سبحانه,من وراء القصد .
يقال من لا يشكر الناس لا يشكر الله . كاتبنا الكبير الاستاذ شحاده اوفى هذا الرجل - الاردني 24 قيراط - بعضاً من حقه .
مآثر نذير رشيد كثيره لعل من اهمها عندي نصيحته للشهيد وصفي بعدم السفر للقاهره ، ولكنها إرادة الله ماضية فينا .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|