أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


إدارة ترمب " لا تخليها حلالك , ولا تخليها عن بالك " ! بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
20-03-2019 05:05 AM

الإدارة الأميركية الحالية لن تعود إلى سدة البيت الأبيض ثانية , فهي مرة واحدة فاجأت العالم وحتى الشعب الأميركي نفسه , ولن تتكرر , ولنا أن نلاحظ كيف يطرد أركانها من مناصبهم تباعا وبتغريدة يرونها بالصدفة , ومنهم من آثر الإنسحاب بقراره هو لا بقرار شيخ الإدارة.

إنها إدارة إستثنائية في تاريخ الولايات المتحدة , ولن تتكرر بعد عام ونصف العام , خاصة وقد صار العالم كله يرى فيها إدارة تفتقر إلى أبسط أبجديات العمل السياسي العملاق الذي يفترض أن يكون نهجا للدولة الأكبر والأقوى على الكوكب , .. لنلاحظ مثلا أن وزير الخارجية الأميركي نفسه والذي يتأهب لجولة شرق أوسطية قال اليوم ساخرا لجمهور من مواطنيه , أنه باق في منصبه حتى يغرد ترمب !, ويقصد تغريدة بإقصائه!.

هكذا إدارة تتصرف كما لو كان العالم طوع يدها وهو مطالب بأن يدفع لها كلما خطر ببالها ذلك , هي إدارة لا تصلح للتدخل إيجابيا في قضايا العالم ومشكلاته , ولا حتى لخدمة المصالح الدولية الأميركية , فقد أسهمت بشكل كبير وبوقت قياسي , في زيادة منسوب الكراهية والغضب العالمي من أميركا وسياساتها وعلى نحو غير مسبوق .

مثل هذه الإدارة التي بلغ بها الصلف حد منح حقوق تاريخية لشعوب مظلومة لظالميها وحتى بأكثر مما يطمعون ,عندما ' منحت ' القدس كلها عاصمة لإسرائيل كما لو كانت تركة ترامبية ! , هي إدارة ينطبق عليها المثل الشعبي الأردني القائل ' فلان لا تخليه حلالك , ولا تخليه عن بالك ' , بمعنى أنت مضطر للتعامل معه , ولكن لا تقبل بكل ما يريد وما يقول ! .

وعليه , لا أرى داعيا للتخوف مما يسمى صفقة قرن أميركية أبدا , إذ لا يحتاج إسقاطها إلا لموقف شعبي فلسطيني أردني سوري عراقي لبناني مصري خليجي , يهتف كطوفان بشري سلمي مناديا برفضها جملة وتفصيلا , فالحكام العرب جميعا والذين يتعرضون لضغوط شديدة من تلك الإدارة , بمقدورهم وبكل بساطة , الإستقواء بمواقف شعوبهم الرافضة وبالكلية للصفقة من ألفها إلى يائها , ولديهم العذر كله , فهم ينسجمون ديمقراطيا مع إرادة شعوبهم , وعلى ترمب إن أراد أن يأتي بنفسه لإقناع تلك الشعوب بالتنازل عن حقوقها التاريخية من أجل سواد عينيه هو وصهره ومستشاره ! .

التعامل مع هكذا إدارة يتطلب إظهار'العين الحمرا' ومن جانب سائر الشعوب العربية والإسلامية , فتلك هي بلادنا وتلك هي حقوقنا التي يقر بها العالم كله , ولا شأن ل ترمب ومجموعته بها من قريب أو بعيد ! .

لا أبالغ إن قلت أن على يهود فلسطين التظاهر رفضا لصفقة ترمب , والتي تعيد قضية فلسطين إلى مربعها الأول , وحتى إلى ما قبل عام 1948 , فلو كان ترمب يريد سلاما تاريخيا حقيقيا , لكان له موقف نقيض تماما لما يتبناه حاليا , وهي صفقة حتى لو نفذت ولن تنفذ , ستؤجج الصراع العربي الإسرائيلي من جديد وبأبشع صوره , فلا يوجد عربي ولا مسلم ولا إنسان على وجه الأرض , يمكن أن يضع نفسه في التهلكة ويدمر تاريخه وأجياله من بعده , ويقبل بما يريده ترمب ومجموعته .

بإختصار لا مبرر لأن تضع حكومة عربية ما , نفسها في حرج أو موقف لن يغتفر ,.. فقط أتركوا طوفان الشعوب يتحرك سلميا , وطنيا وقوميا ودينيا ضد الصفقة وأصحابها , وهم كفيلون بردها ورد أصحابها خائبين , فإما سلام عادل وفقا للشرعية الدولية وقرارتها , وإما عداء مستمر لن يترك لحظة هدوء لإسرائيل وأعوانها.

أخيرا , علينا كعرب أن نتنبه إلى دهاء الإعلام الإسرائيلي المكثف حاليا , والذي يسعى جاهدا لإفساد العلاقة بين شعوبنا وأنظمتها السياسية من جهة , وإشعال فتنة مزورة حول الوصاية الهاشمية على المقدسات , وتأليب الشعب الفلسطيني ضد محيطه العربي وبالعكس , خدمة لهدف ماكر خبيث يعتقدون بأن فيه السبيل لتمرير الصفقة . والله من وراء القصد .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-03-2019 07:45 AM

تحيه للاستاذ شحاده على هذه الماده الخصبه والاستشراف الرائع.

نتمنى ان لا يلجأ العرب كعادتهم بفزعة ردة الفعل ، وان لا ينتظروا اعلان صفقة القرن فبوادرها اصبحت واضحه!
على الشعوب العربيه ان تبادر بضربه استباقيه تتجلى بتظاهرات عارمه ترفض الصفقه.

التظاهرات ترسل رساله لترامب، ولمن يفكر بالاذعان لإملاآته!

2) تعليق بواسطة :
20-03-2019 11:05 AM

من سيفشلها هم محور المقاومة الشرفاء العرب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012